أدوات مدرسية على شكل أسلحة و أدوات تجميل في الأسواق
جاءت أشكال بعض الأدوات المدرسية هذه السنة مثيرة للجدل، فبعضها عبارة عن أسلحة و الباقي تصاميم مستوحاة من مواد التجميل كالأقلام التي على شاكلة أحمر الشفاه و المقلمات التي تبدو للوهلة الأولى كقنابل عنقودية و بعض الأدوات المستوحاة من وسائل حادة للتقطيع كالشفرات، و هو الأمر الذي أثار امتعاض الكثير من الأولياء ممن نشروا على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لما وقفوا عليه من منتجات لا تتماشى مع أعامر أبنائهم في المكتبات، مطالبين مصالح الرقابة بالتدخل لسحبها من الأسواق،خصوصا وأن الهدف من هذه الأدوات حسبهم، هو تشتيت تركيز التلاميذ و سرقة براءتهم و تحريض نزعة العنف لديهم.
أقلام تشبه السجائر و ممحاة شفرة و غراء على شكل أحمر شفاه
النصر تنقلت بين عدد من مكتبات و نقاط بيع الأدوات المدرسية بقسنطينة عشية الدخول المدرسي، أين لاحظنا تداول أدوات مدرسية تحمل كل أشكال العنف، و تتمثل في أقلام على شكل قنابل و ممحاة على شاكلة أحمر شفاه و سجائر، بالإضافة إلى مبراة على شكل رأس دمية إذ يتم استعمالها بوضع القلم في عين الدمية ـ رسمت دماء تنزل من عينها- فيما تخرج بقايا القلم من فمها، ومن بين المعروضات أيضا وجدنا ممحاة على شكل شفرة حادة أو» كيتور» سعرها يتراوح بين 140 دينار و 220 دينار، كما وجدنا غراء ملونة بها ملمع على شكل ملمع شفاه، علما أن استعمالها لا يختلف عن استعمال ملمع الشفاه و يترك نفس الآثار على الورق أي أنه ليس شفافا كما عهدناه، و سعرها 80 دينار، بالمقابل غلبت صور الرسومات المتحركة كسلاحف النينجا و «باربي» على مقلمات و محافظ الأطفال المدرسية .
أطفال يرفضون اقتناء مبراة الكرة الأرضية و يبكون من أجل «الكيتور»
لفت انتباهنا خلال الجولة التي قادتنا لبعض المكتبات، أم اشترت ممحاة على شكل شفرة تقطيع « كيتور» لابنها ذي الثماني سنوات، فور طلبه لذلك، إذ لم تبد أي اعتراض على اختياره، و عند حديثنا إليها قالت بأنها مجرد ممحاة و لا تشكل أي خطر على ابنها، موضحة بأنه يحبذ اللعب بالألعاب التي تكون على شكل أسلحة و لهذا لبت طلبه، لكي لا يستعمل حسبها الوسائل الحقيقية الأكثر خطورة، المهم أن لا يلحق ضرر بنفسه، حيث بدت غير مبالية بالأثر الذي يمكن أن يخلفه استعمال هذه الأدوات على نفسيته.
و هو عكس ما لاحظناه في مكتبة أخرى بوسط المدينة ، إذ صادفنا طفلا يبكي بحرقة طالبا من أبيه اقتناء هذا النوع من الممحاة إلا أن والده رفض تلبية طلبه، محاولا إقناعه بشراء مبراة تشبه شكل الكرة الأرضية ليتمكن من معرفة مختلف مناطق العالم، و عند الحديث إليه قال بأنه تكفل هذه السنة باقتناء الأدوات المدرسية لأبنائه عوض زوجته، غير أنه صدم حقا بما شاهده على الرفوف من أشكال لأقلام و غيرها لا تمت للبراءة بصلة وهدفها كما أضاف لا يعدو تشتيت تركيز التلاميذ و تحريضهم على العنف و الانحلال.
فايسبوكيون يدعون لمقاطعتها و الامتناع عن إدخالها للسوق
أولياء كثر شنوا حملة واسعة على الفايسبوك تدعو لمقاطعة اقتناء هذه الأدوات، إذ تداولوا صورا لبعض الأدوات المدرسية الموجودة في الأكشاك و المكتبات، و دعوا إلى مقاطعتها لكونها تحرض على العنف و ارتكاب الجرائم، مضيفين في تعليقاتهم على هذه الصور أن مضامين العنف و فساد الأخلاق أصبحت تحيط بأبنائهم من كل النواحي فلا الرسوم المتحركة أصبحت تخلوا منها و لا حتى القصص و الكتب ، مطالبين بسحبها من السواق و الامتناع عن اقتنائها.
في المقابل امتنع بعض أصحاب المكتبات عن بيعها، حيث أوضح صاحب مكتبة لبيع الأدوات المدرسية بوسط مدينة قسنطينة له أكثر من 40 سنة في المجال ، قائلا بأنه قاطع هذا النوع من الأدوات و اكتفى ببيع الأدوات المعهودة التي تحمل صورا للرسوم المتحركة مشيرا في سياق آخر، بأن الجيل الصاعد من الأطفال لم تعد تستهويه مثل هذه الأدوات و أصبح يميل لتلك التي تحمل في طياتها مظاهر العنف و فساد الأخلاق .
و بهذا الخصوص أكدت مصالح التجارة بولاية قسنطينة، بأنه تم خلال الشهر الماضي و إلى غاية الأيام القليلة الماضية سحب مؤقت لكميات من الأدوات المدرسية التي دارت شكوك حول مطابقتها للمعايير المعمول بها، وقد تم إرسال عينات منها الى المخبر للتأكد، مع الإشارة إلى أن التدخل لا يمكن أن يشمل الأشكال و التصاميم لعدم وجود نص قانوني يخض هذا الشق أو التفصيل. أسماء بوقرن