محطــــة زعمــــــوش تتحـــــوّل لفــــــضاء لتعلـــــــم السياقـــــة و منتـــــــزه للأطفـــــــــال
تتحوّل محطة زعموش للحافلات بباب القنطرة وسط مدينة قسنطينة إلى فضاء يقصده الراغبون في تعلم السياقة، و كذا إلى منتزه للعائلات في كل نهاية الأسبوع، حيث يصطحبون أبناءهم مرفقين بدراجاتهم الهوائية للعب في فضاء المحطة الواسع جدا ، مستغلين خلو هذه الأخيرة من الحافلات في عطلة نهاية الأسبوع. محطة زعموش للنقل الحضري الكائنة مقابل حظيرة ركن السيارات التي دخلت الخدمة منذ حوالي سنتين، و تحتل مساحة واسعة بباب القنطرة، باعتبارها نقطة توقف محورية لحافلات النقل لمختلف بلديات الولاية و كذا السيارات، كما تعرف حركية كبيرة خلال أيام الأسبوع ، تخلو تماما من الحافلات يوم الجمعة، ما يجعلها قبلة للعائلات و للأشخاص الراغبين في تعلم السياقة، لأنها مهيئة و معبدة و مقسمة إلى أروقة تساعد على تعلم سياقة السيارة و ركنها بشكل جيد .
و قد لاحظنا مؤخرا بأن شابات يحضرن رفقة آبائهن أو أزواجهن بغية تعلم تقنيات قيادة السيارة ، حيث يقضون عدة ساعات بها مستغلين خلو المحطة من الحافلات، فسألنا إحدى الشابات التي كانت تتعلم السياقة رفقة والدها، عن سبب اختيار هذا المكان بالرغم من أنه يقع وسط المدينة، ردت بأنه مناسب جدا للسياقة، باعتباره مقسم لأروقة تساعد على التعلم الجيد للسياقة ، مضيفة بأنها تستغل خلو المحطة من حركة الركاب و الحافلات، لكي تكون جاهزة لاجتياز اختبار السياقة، خاصة و أن مدرسة السياقة التي سجلت بها غير ملتزمة بساعات العمل و لا تؤدي مهامها بشكل جيد، حسبها.
عدة عائلات وجدت في هذه المحطة فضاء مناسبا ، فتقصده عادة في الفترة المسائية رفقة أبنائها للتنزه و التسلية و ركوب الدراجات الهوائية و اللعب بالطائرات الورقية، حيث تركن سياراتها بمحاذاة الرصيف الفاصل بين المحطة و الطريق الرئيسي، و يتوجه أفرادها إلى هذا الفضاء المزود بمراحيض عمومية و مقاعد مخصصة لانتظار الحافلات، و يقضون هناك وقتا طويلا في اللعب مع أطفالهم، خاصة و أن المحطة تقع مقابل مطاعم و محلات بيع «قلب اللوز» ، التي تعرف بدورها إقبالا كبيرا لدى توافد العائلات على المحطة.
و يفضل الكثير من الآباء الجلوس على الأرصفة لمراقبة أبنائهم و هم يلعبون و يمرحون و تناول «قلب اللوز» أو ارتشاف فنجان قهوة ، فالزائر لمدينة قسنطينة في نهاية الأسبوع و خلال مروره أمام محطة زعموش للنقل الحضري يتخيل بأنه فضاء للتسلية و الترفيه، نظرا للتواجد المكثف للأطفال في ظل انعدام المرافق المتخصصة في المدينة و الألعاب المخصصة للأطفال في معظم الأحياء.
و قد لاحظنا من جهة أخرى بأن محطة زعموش تستغل بعد الساعة السادسة من مساء كل يوم تقريبا، كملعب لكرة القدم من طرف أطفال و مراهقين يقطنون في الأحياء المجاورة، فتملأ ضحكاتهم و هتافاتهم و صرخاتهم المكان المتعدد التخصصات.
أ بوقرن