4 آلاف نسمـــــــة تعيــــــــش دون مرافــــــق في أرض بوعصيـــــدة بقسنطينــــة
يطالب سكان المنطقة المسماة أرض بوعصيدة و الواقعة بحي الغيران التابع لبلدية حامة بوزيان بقسنطينة، بالاهتمام أكثر بحيهم و رفع حصة إعانات السكن الريفي الموجهة إليه، خصوصا للعائلات التي تعاني من تصدعات منازلها جراء انزلاق التربة، كما يستعجل المواطنون تشييد مدرسة ابتدائية على الأقل، و كذا توفير النقل وصيانة شبكة الصرف الصحي والماء للساكنة المقدر عددهم بحوالي 4 آلاف نسمة.
الداخل إلى أرض بوعصيدة ينتبه لأهم الإشكالات بالحي، وهي مجموعة البنايات المتصدعة والتي تكاد تسقط على رؤوس الساكنين، ولدى سؤالنا عن الأمر تبيَّن أن هذه المنطقة التي بيعت «عرفيا»، كانت في الأصل عبارة عن أرض فلاحية خصبة، والدليل نوعية التربة ولونها المائل للسواد، حيث تعتبر أحسن الأتربة للفلاحة والزراعة، زيادة على غنا المنطقة بالمياه الجوفية، و ما نجم عن ذلك من انزلاقات أرضية، حيث وجدنا أن عددا من المساكن غاصت في الأرض وصار ميلانها واضحا للعيان، إلا أن الحاجة ألزمت الكثير من العائلات على البقاء بها، رغم خطوة الوضع، ما جعل السكان يطالبون بمنح أكبر المتضررين إعانات السكن والبناء الريفي، المقدرة بـ70 مليون سنتيم، بعدما لم تتعد بالنسبة للمجالس السابقة، حسب السكان، إعانتين لعائلتين، أو حتى منح قيم مالية متعلقة بالترميم بمبلغ 20 مليون.
الابتدائية و المركز الصحي على رأس الانشغالات
وأكد السكان اهتراء شبكة الصرف الصحي، بالرغم من مدِّ جزء هام منها في 2007، حيث توجد إحدى مصبات الصرف في حالة كارثية، و قال السكان أنه و عند تزايد الضغط عليها، تُسدّ المجاري و تعود المياه القذرة إلى البيوت، مضيفين أن النداءات المتكررة، لمؤسسة المياه والتطهير «سياكو» لم تجد نفعا، ما يضطر قاطني البيوت المتضررة إلى التحرك وإيجاد حلِّ ولو مؤقت، وهي ذات الحال مع قنوات الماء الشروب، فتُلاحَظ التسربات والمياه على السطح، خاصة انفجار إحدى القنوات الرئيسية، إذ أكد صاحب منزل متضرر أنه اتصل بالمؤسسة المعنية لتصليح التسرب، دون جواب، منذ مدة طويلة، ليشمِّر على ساعديه ويصلح العطب بنفسه وبإمكانياته المادية الخاصة، بعد الاستعانة بسمكري. واقترح المعنيون إعادة الاعتبار للشبكتين، و إسناد الأشغال لمقاول حتى يستطيع معرفة الخلل وإصلاح الأجزاء المهترئة أو تعويضها بأخرى، زيادة على إعادة تعبيد الطريق الرئيسية حتى لا تتضرر القنوات عند مرور السيارات والشاحنات.
وانتقد سكان أرض بوعصيدة غياب المرافق الضرورية عن الحي، على رأسها فرع صحي، واضطرارهم للتنقل ليلا أو خلال الظروف المناخية الصعبة إلى وسط مدينة حامة بوزيان من أجل الاستطباب وتلقي العلاج، مع أن الكثافة السكانية تؤكد الحاجة لمرفق صحي، كما يطالبون بمشروع مدرسة ابتدائية، حيث يقطع التلاميذ الصغار مسافة تقارب الكيلومتر ونصف للوصول إلى مدرسة طاوطاو رشيد، بوسط المدينة، مضيفين أنهم يعانون أيضا من غياب ملاعب جوارية يقضي فيها الشباب والرياضيون وقتا من تمارين الرياضة وتنظيم اللقاءات. و ذكر شباب الحي للنصر، إن انتشار الآفات الخطيرة كإدمان المهلوسات والمخدرات راجع إلى الفراغ، وعدم توفر مناصب الشغل، وفي حال أنشئت ملاعب جوارية وقاعات للرياضة فستقضي حتما على هذه المظاهر مثلما أضافوا.
شباب ينتظرون إنجاز ملاعب جوارية
و يقول سيف البالغ من العمر 21 عاما، إن الحاجة الملحة بالحي هي العمل، حيث ذكر أنه أنه متحصل على ديبلوم هندسي ــ تقني، إلا أنه يعاني البطالة، حيث دعا مسؤولي البلدية إلى دفع وتيرة الشغل ومساعدة الشباب على الإندماج في مصانع ومؤسسات تضمن لهم العيش الكريم، خاصة أن حامة بوزيان تتوفر على منطقة صناعية كبرى تعج بالمصانع والمستثمرين، ومع ذلك يصعب عليه على الشباب، بحسب محدثنا، إيجاد منصب شغل محترم.
ويشتكى القاطنون بحي بوعصيدة من فيضانات تعمُّ الأزقة شتاء، ما يصعب حركة المرور سواء للراجلين أو السيارات، إلى جانب غرق الطرقات في الأوحال، ما يضطر الكثيرين لاقتناء حذاء للعمل وآخر مطاطي لتجاوز هذه المعضلة، داعين إلى ضرورة تعبيد شبكة الطرقات الداخلية خاصة أن الطريق الرئيسي خُرّب بسبب أشغال مدّ قنوات الصرف الصحي منذ 10 سنوات، كما طرح محدثونا انشغال رفع القمامة والتي كانت متكدسة داخل حاويات متوسطة الحجم، على قلَّتها، حيث ترفع، حسب السكان، مرة أسبوعيا، وأحيانا لا تقوم المؤسسة المكلفة بذلك نهائيا.
سكان المنطقة تطرقوا أيضا إلى «التعدي على المساحات القانونية» التي يقولون إنه من الواجب تركها لإنشاء الأرصفة والطرقات، وهي المساحات ذات المنفعة المشتركة بين العائلات، غير أن الظاهرة صارت، حسبهم، تتكرر بشكل يومي أمام التوسع العمراني الكبير لحي بوعصيدة، ما جعل بعض الطرقات الداخلية بين الأزقة، تصل إلى حدِّ عدم التمكن من السير عليها بمركبتين في نفس الوقت.
و الملاحظ أيضا بأرض بوعصيدة، أن غالبية الأعمدة الكهربائية غير مزودة بالإنارة العمومية، ما يجعل الخروج ليلا أمرا خطيرا، فيما تشتغل البقية المزودة بهذه الخدمة أحيانا نهارا و ليلا، ما يستدعي إعادة ضبط جهاز التوقيت وكذا تقوية الشبكة حتى يصبح الحي مكانا أكثر أمنا، ويسمح بخروج الشباب للسهر وقضاء الحوائج في المساء.
فاتح خرفوشي