ألف إصابة بمرض السكري سنويا بقالمة
قال أطباء صندوق الضمان الاجتماعي للعمال الأجراء (كناص) بقالمة، بأن مرض السكري يعد من أكثر الأمراض المزمنة انتشارا بالمنطقة في السنوات الأخيرة، مؤكدين في ندوة صحفية نظمتها إدارة الصندوق مساء الأحد، بأن الوضع بلغ مرحلة مقلقة، تستدعي التحرك لتحديد الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الانتشار الكبير، بولاية لم تكن تعرف هذا النوع من الأمراض في السابق.
و يبدو أن التحولات الاجتماعية المتسارعة أحدثت انقلابا جذريا في عادات و سلوكات السكان، و غيرت نمط المعيشة و ظهرت الكثير من الأمراض المزمنة بالمنطقة يتقدمها مرض السكري الذي يعتلي قائمة هذه الأمراض التي تشكل تحديا كبيرا للمشرفين على قطاع الصحة و صناديق التأمين و الحماية الاجتماعية.
و أوضح الأطباء، في إجاباتهم على سؤال طرحته النصر حول الأمراض المزمنة و أسبابها بولاية قالمة و الخطوات المزمع اتخاذها لتحديد هذه الأسباب و محاصرتها، بأن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بقالمة، يستقبل نحو 80 إصابة بالسكري كل شهر، و ما لا يقل عن ألف حالة في السنة عبر مختلف مناطق الولاية، معتقدين بأن الغذاء و تغير نمط المعيشة بالمنطقة، ربما هما السبب الرئيسي لانتشار هذا المرض الذي يمكن التعايش معه عن طريق النظام الغذائي الصارم، و ممارسة الرياضة، و الابتعاد عن مسببات الضغط و القلق.
و كانت وزارة الصحة قد أرسلت قافلة للكشف المبكر عن السكري بقالمة نهاية شهر سبتمبر الماضي، بعد إدراكها حجم الخطر الذي يهدد سكان المنطقة، و تمكنت القافلة المجهزة بوسائل متطورة من اكتشاف عدة حالات جديدة لم يكن أصحابها يعرفون بأنهم مصابون. و من جهتها لم تتوقف مديرية الصحة بقالمة و الجمعيات الخيرية المتعاونة معها، عن تنظيم حملات مكثفة للكشف المبكر عن السكري، في محاولة لحث الناس على مواجهة هذا الداء و عدم التردد في الكشف عنه، حتى لا يتفاقم و تنجر عنه عواقب صحية وخيمة.
و أمام هذا الخطر الداهم، لم يتوقف سكان قالمة عن المطالبة بتدخل وزارة الصحة لفتح تحقيق معمق حول أسباب انتشار السكري بالمنطقة، معتقدين بأن بعض مصادر الغذاء و المشروبات الغازية، ربما تكون من بين الأسباب الرئيسية التي تقف وراء انتشار السكري في السنوات الأخيرة. و يقدر عدد المنتسبين لنظام التأمين الاجتماعي بقالمة، بين مؤمن لهم و ذوي الحقوق المستفيدين معهم، بنحو 400 ألف شخص، 14 بالمئة منهم مصابون بأمراض مزمنة، أغلبها إصابات بالسكري.
فريد.غ