الهاتــف النقــال هديـة مسمومة للأطفـــال!
أكد ضابط من أمن دائرة عين عبيد ولاية قسنطينة في محاضرة ألقاها في يوم دراسي، حضره تلاميذ و طلبة عجت بهم مدرجات المكتبة البلدية محمد بودربالة، بأن التكنولوجيا الحديثة و الألعاب الإلكترونية تحولت إلى أداة هدم و إجرام، بدل تنمية قدرات التلاميذ و تحفيزهم على الفهم والاستيعاب و التفكير والتخطيط و سرعة البديهة لجعل التعليم الحديث ممتعا، فأصبح المدمن عليها بمثابة عبد لها تتحكم في تصرفاته و مصيره، بل تجبره تحت تأثيرها، على قتل نفسه، مثلما حدث للعديد ممن مارسوا لعبة الحوت الأزرق.
هذه اللعبة تعتمد على غسل مخ الأطفال و المراهقين وتنويمهم مغناطيسيا وشحنهم بالأفكار و المشاعر السلبية، مثل الضياع والكراهية و تجعلهم يحسون بعدم جدواهم في الحياة، فرغم أن الإنسان سيد المخلوقات إلى أن التكنولوجيا الحديثة تمكنت من العبث و التحكم فيه، فالحوت الذي يعد من بين أضخم المخلوقات سرعان ما يقع في شباك الإنسان الذي كاد يمحوه من الوجود، و من هذا المنطلق جاءت فكرة مخترع اللعبة الذي اعتبر ضحايا الحوت حثالة، يجب القضاء عليهم، كما قالت الأخصــــائية النــــــــفسية بوحدة الكشف والمتابعة المدرسية في كلمتها، معربة عن أسفها لغياب الأولياء عن اللقاء، رغم أنهم المعنيون والمسؤولون عن سلامة أبنائهم.
و اعتبرت النفسانية الهواتف النقالة هدية مسمومة يقدمها الآباء لفلذات أكبادهم دون مراقبة ، فالطفل الذي يغلق عليه غرفته دون أن يكون تحت رقابة أسرته التي أصبحت هي أيضا لعبة في هذه المنظومة الإلكترونية التي اقتحمت عالمنا دون إذننا.
وأكدت أنها ضد فكرة أن يمتلك تلميذ لوحة إلكترونية أو هاتفا نقالا ذكيا ، لأن شراء هاتف متطور سوف يؤدي إلى عزلة الأبناء عن العائلة، ثم يصبحون عبيدا لجهاز و لعبة، و اعتبرت الهاتف ليس ضروريا للأطفال و من يشتريه يتملص من المسؤولية، على غرار الدروس الخصوصية، فكليهما يحول العلاقة مع الوالدين إلى علاقة مادية بحتة، تعتمد على توفير الماديات لأبناء تحولوا إلى جيران معزولين، لا نعلم ما يفعلون ومع من يتواصلون وراء أبواب غرف نومهم الموصدة.
ضابط الشرطة اعتمد في محاضرته حول الألعاب الإلكترونية خلال اليوم الدراسي، على منهجية علمية بدأت بتعريف الألعاب الإلكترونية، ثم ايجابياتها في تطوير التعليم وجعله ممتعا يفتح شهية المتعلم للإقبال على الدرس بوسائل تختزل الجهد و الوقت وبكيفية في متناول التلميذ أو الطالب، ثم عرّج إلى سلبيات هذه الألعاب، جراء استعمالها الخاطئ، فهي تولدّ العنف والعدوانية بعد أن تفرض على الأطفال أو المراهقين، العزلة وتشوش أذهانهم وأفكارهم وتجعلهم يعيشون في عالم افتراضي في عزلة عن المجتمع والأسرة مع زرع معتقدات خاطئة تتنافى ومعتقدات وعادات وتقاليد المجتمع بترسيخ رموز ماسونية صهيونية، يقلدها الطفل دون تفكير فتضر به من الناحيتين النفسية و العضوية.
و أكد أن دور الشرطة يكمن في التواصل والتوعية بالمخاطر التي تحيط بالمجتمع ، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها وفروعها ، معرجا على لعبة الحوت الأزرق و تحكمها في المتلقي الذي تفرض عليه، بعد الوصول إلى المرحلة 50 ، أن يفتدي عائلته بقتل نفسه، وهذا أكبر خطر يهدد أبناءنا لذلك لا بد من الحذر من العواقب الوخيمة للألعاب الإلكترونية.
ص/ رضوان