الجمعة 8 نوفمبر 2024 الموافق لـ 6 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

استعادوا قطعة أرضية وحولوها إلى « ملعب حديقة الفقراء»


أبناء حي « الفلوجة» بقالمة ينتصرون  على مافيا العقار   
أخيرا، و بعد صراع مرير مع فوضى العقار و الدمار، التي أحكمت قبضتها على الضواحي الشعبية الفقيرة، انتصر أبناء حي «الفلوجة» الشعبي بمدينة قالمة، عندما تمكنوا من تحرير قطعة أرضية صغيرة، و صد شبكات العقار، التي تواصل التهام المزيد من الجيوب، و المساحات الخضراء، و تفرض مزيدا من الحصار على الضواحي الشعبية التعيسة.  
أخيرا عادت القطعة الأرضية الصغيرة إلى أبناء الحي الفقير، و صارت اليوم ملعبا أخضر جميلا، يبعث الأمل، و الفرح، في قلوب الأطفال، الذين أفاقوا على حلم جديد، و انتشروا فوق القطعة الخضراء، غير مصدقين بأن أكوام النفايات قد ولت، و أن الخرسانة، و حديدها المسلح، لن يكون لها نصيب هنا، بآخر فضاء لعب ينجو من الزحف الرهيب للبنايات العملاقة، التي تحجب الرؤية و نور الشمس.    
أبناء الفلوجة، الذين قادوا معركة تحرير الملعب الصغير، و صدوا الهياكل الخرسانية الزاحفة على كل كائن أخضر جميل، يقولون بتأثر كبير « اليوم أشرقت شمسنا، و أصبح لأطفالنا مكانا يلعبون فيه، بعيدا عن النفايات و البنايات، و الشوارع التي ضاقت بأهلها، و لم تعد تتحمل المزيد، انتصرنا على الخرسانة التي التهمت كل شيء، و طهرنا المكان، و فتحنا نافذة أمل لأبنائنا الذين ولدوا و كبروا بعيدا عن ضوء الشمس، نحيي سلطات المدينة التي وقفت إلى جانبنا، و دافعت بقوة عن قرار بناء الملعب الصغير، ملعب حديقة الفقراء».   
حي الفلوجة، الواقع بقلب الضاحية الغربية لمدينة قالمة، هو واحد من الأحياء الشعبية الفقيرة بالمدينة التاريخية العريقة، و ارتبط اسمه بمأساة مدينة الفلوجة العراقية خلال حرب الخليج الأولى، عندما ارتكبت القوات الأمريكية، مجزرة رهيبة في حق السكان العزل، في 28 أفريل 2003.
و خرج سكان الضواحي الشعبية بمدينة قالمة آنذاك، في مظاهرات منددة بالمجزرة و الغزو الأمريكي للعراق، و ظل الحي الصغير، منذ تلك المظاهرات القلب النابض و المحرك القوي لكل النشاطات الداعمة للقضايا العربية، و المعززة للوحدة الوطنية، و روح التضامن بين المواطنين.  
و يشعر سكان «الفلوجة» اليوم بالفخر و الاعتزاز، بعد انتصارهم في معركة تحرير الملعب الصغير، من قبضة الباحثين عن مزيد من الجيوب العقارية، بالضواحي الشعبية البائسة، التي تعاني من نقص المرافق الحيوية، و فضاءات اللعب، و المساحات الخضراء، و قرروا تسمية الملعب الصغير «ملعب حديقة الفقراء»، و كلهم عزم و إرادة لحمايته، و صيانته، حتى يبقى مساحة جميلة خضراء، وسط الهياكل الخرسانية الضخمة، التي تكاد تحجب الهواء، و نور الشمس الذي أشرق أخيرا بالملعب الجميل، و شجع الطفل الصغير على التحرر من حياة البؤس و الشقاء و ممارسة حقه في اللعب و الاستمتاع بطقوس البراءة دون حواجز و قيود.   
   فريد.غ 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com