قسنطينـــة في مقدمــــة الـولايـــات التـي تعـرف انتشــارا للسمنــة
كشفت إحصائيات عرضت أمس في قسنطينة، عن انتشار كبير لظاهرة السمنة في ولايات قسنطينة وجيجل و تبسة إلى جانب سيدي بلعباس وعين الدفلى.
واعتبر المختصون المشاركون في المؤتمر الدولي الثالث لعلم وظائف الأعضاء والأمراض العضوية بالمجتمع الإفريقي، الذي انطلقت فعالياته أول أمس بقسنطينة ، أن 25 بالمئة من سكان العالم، يعانون زيادة في الوزن تتطور إلى بدانة، و ينطبق ذلك على أغلب دول القارَّة السمراء، وهذا راجع للغذاء غير الصحي، وعدم ممارسة الرياضة بانتظام، ما يؤدي إلى الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري ، فيما تتسبَّب الأمراض الصامتة كأمراض القلب والأوعية الدموية في الموت المفاجئ، خاصة بالنسبة للاعبي الرياضات الجماعية، وتحديدا كرة القدم والسلَّة.
و تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر منذ عامين تقريبا، يعكس الكثير من المفاهيم حول التمارين البدنية لدى الصِّغار والكبار، حيث حثَّ على ممارسة الأطفال دون سنِّ البلوغ (بين 8 و 15 عاما) للرياضة أكثر من الكبار، واعتبار مدة ساعة، يوميًّا، غير كافية، لتفادي الوزن الزائد والإصابة بمرور الوقت بالسمنة، وما يصاحبها من أمراض، خاصة السكري وضغط الدم والكوليستيرول السلبي، وكذا ارتفاع مستوى الدهون بالكبد.
وربط المختصُّ في علم الجراثيم المعويَّة من جامعة جيلالي اليابس ببلعباس، مغيث بومدين خالد، اكتساب الوزن و منه احتمال التعرض لمرض السكري الصنف 2، بعدم إرضاع الأمهات لأبنائهن الصغار، وهذا بنسبة 73 بالمئة.
و ذكر الطبيب بأن نتائج دراسات أجريت خلال شهر مارس في ولايات بغرب الجزائر، على غرار سيدي بلعباس وعين الدفلى ، بينت ارتفاع نسبة الإصابة بهذا النوع من السكري لدى الأطفال بين 8 و15 عاما، وخاصَّة البنات، و سجلت نفس النتائج المفاجئة في كل من تبسة وجيجل وقسنطينة، بالجهة الشرقية من الوطن، ما يرفع احتمال مرض السكري من الصنف الثاني عند الصغار ببلادنا.
و أبرز المختصون تغيُّر نمط معيشة الأفارقة ، ، وتأثرهم بطريقة أكل وشرب وعيش قاطني القارات الأخرى، خاصة في ظلِّ التكنولوجيا الحديثة المنتشرة، عكس الدول المتقدمة.
وأثارت الدكتورة برو أندري كونان، من ساحل العاج، الانتباه في مداخلتها الخاصَّة لفعالية أوراق نبتة «فيكيس اكساسبيراتا» في عملية الولادة ببلادها، جراء غلاء تكاليف المؤسسات الصحية هناك، وإجراء تجارب إيجابية على الأرانب بهذا الخصوص، حيث تستعمل النبتة على نطاق واسع، لأنها تدخل ضمن تقاليد الإيفواريين، من أجل خفض ضغط الدم والأدرينالين، ما يسمح بتسهيل عملية الولادة ، وهو ما أثار تحفظ وانتقاد بعض المختصين الحاضرين الذين رفضوا المجازفة، واعتماد طرق المراقبة والعناية الطبية الحديثة بالنسبة للأم و المولود.
وتنوَّعت المداخلات بالمؤتمر الدولي الثالث، بمشاركة مختصين من دول أفريقية على غرار البينين، ساحل العاج، تونس، المغرب، بوركينافاسو، السينغال، النيجر، إلى جانب فرنسيين من أجل تبادل الخبرات، مع المختصين الجزائريين، و تناولت المداخلات أهمية التمارين البدنية و المجهود العضلي، خصائص عمل الجهاز العصبي و القلب لدى الإفريقي، الوظيفة التنفسية، السمنة والأمراض المتعلقة بعملية الأيض، انتهاء بالتغذية في إفريقيا وجوانبها الفيزيولوجية والجسدية.
وحسب مسؤول لجنة التنظيم والاتصال، عبدالقادر روابح، فإن المؤتمر بعد عقده في كل من السينغال وساحل العاج، بتنشيط من اللجنة الإفريقية للفيزيولوجيا والأمراض الفيزيولوجية، التي أنشئت في 2014 بدكار، فقد ألحَّت جامعة منتوري بقسنطينة على عقده بالجزائر، وتحديدا في قسنطينة، نظرا لوجود عضوين مؤسسين للجمعية من الولاية، وهما الأستاذة ليلى سعداوي حرم روابح المكلفة بالعلاقات الدولية، وأميرة صياد.يذكر أن المؤتمر الدولي الثالث لعلم وظائف الأعضاء والأمراض العضوية بالمجتمع الإفريقي، المنعقد بالمدرج 500، بجامعة قسنطينة 1، يتضمن إلى جانب المداخلات العديد من الورشات التي من المنتظر أن تختتم اليوم .
فاتح خرفوشي