الـملـونـات الـغـذائية والـمنكهات تُسبب السرطان
تدعو أخصائية التغذية الصحية حميدة جودي ربات البيوت إلى تجنب استعمال الملونات و المنكهات عند تحضيرهن حلويات العيد و مختلف الأطباق اليومية لأفراد أسرهن، لأنها تعرضهن بمرور الوقت إلى مضاعفات صحية تصل إلى السرطان، و تنصحهن بالعودة إلى المواد الطبيعية من خضر و فواكه لاستخراج ما يرغبن من خلاصات و ألوان و نكهات و عطور مفيدة .
الأخصائية أكدت للنصر بأن الملونات الغذائية التي تعرض في المحلات على شكل علب أو قوارير و تقبل عليها ربات البيوت، خصوصا في رمضان و قبيل عيد الفطر، لتحضير مختلف أصناف الحلويات هي في الواقع عبارة عن مواد مسرطنة محظورة في عديد الدول، كما أن كميات كبيرة من المواد الغذائية المصنعة على غرار المشروبات و العصائر و المثلجات و الياغورت و الحلويات التي يستهلك أطفالنا كميات معتبرة منها يوميا، تستخدم في صنعها الملونات المختلفة.
فإذا تعلق الأمر بمواد غذائية أو مشروبات ملونة بالأحمر و درجاته، فهو يستخلص من حشرة ، كما قالت المتحدثة، و قد استعمل في تجارب على الحيوانات، فاتضح أنه يتسبب في التسمم و السرطانات، على غرار سرطان الغدة الدرقية، و بالنسبة للإنسان يتسبب في الحساسية المفرطة و كذا النشاط المفرط عند الأطفال.
أما الملون الغذائي الأصفر بدرجاته، فقد بينت التجارب التي أجريت على الحيوانات، بأنه يؤدي إلى إصابتها بسرطان الغدة الكظرية، و الإنسان ليس بمنأى عن هذا الداء.
بينما يتسبب الملون الأزرق بدرجاته في إصابة الحيوانات بسرطان الكلى أو المخ، في حين يصيبها الملون الأخضر بسرطان المثانة أو الخصيتين. و أشارت الأخصائية إلى أن الإنسان الذي يستهلك هذه الملونات ليس محميا من المخاطر المذكورة، بل تهدده باستمرار كلما استهلكها أكثر.
و تنصح ربات البيوت على وجه الخصوص بمقاطعة هذه السموم تماما، و إذا رغبن في إضفاء ألوان على حلوياتها و أطباقها، فليلجأن إلى كنوز الطبيعة ، لاستخراج مستخلصات صحية، فإذا أردن مثلا إضفاء اللون الأصفر ، فلتستعملن الكركم أو الزعفران ، و إذا رغبن في الحصول على ملون أخضر، فلتستخدمن عصير السبانخ أو البقدونس أو النعناع ، و إذا رغبن في ملون أحمر، فهناك الشمندر إلخ..
و تحذر المتحدثة من جهة أخرى من استعمال المنكهات أو محسنات المذاق، التي تباع بمذاق و رائحة اللوز أو الجوز و مختلف المكسرات الأخرى في تحضير الحلويات و تدعو إلى التوقف فورا عن استعمال مكعبات الدجاج أو لحم البقر المتوفرة بكميات كبيرة في المحلات و الأسواق و أكياس الحساء الجاهز الغنية بالمنكهات القوية، و تحتوي أحيانا على أحادي غلوكومات الصوديوم، كما أنها تفتح براعم التذوق في اللسان، و تصل إلى أعصاب الدماغ ، ما يؤدي إلى الإدمان عليها و تناولها بكمية كبيرة بشراهة. و ينجم عن ذلك ارتفاع الضغط الدموي و السمنة و السكتة القلبية ، بينما تتسبب في نقص مستوى الذكاء عند الأطفال و إصابتهم بالغباء لأنها تقتل تدريجيا أعصاب الدماغ ، حسب الأخصائية، مشيرة إلى أن المنكهات موجودة في رقائق البطاطا «شيبس» معشوقة الأطفال، و كذا الهمبورغر و مختلف الأكلات السريعة التي تحظى بإقبال منقطع النظير من مختلف شرائح المجتمع. و أضافت بأن التجارب و الدراسات الحديثة بينت بأن الإصابة بأورام المخ زادت و 10 بالمئة منها بسبب تناول المنكهات.
وتشدد المتحدثة على ضرورة التخلي عن مختلف أنواع المنكهات الصناعية تدريجيا لتجنب بلوغ مرحلة الإدمان عليها، و استعمال المواد الطبيعية و إذا كانت مرتفعة الثمن كالمكسرات، بإمكان ربة البيت تقليص الكمية المعتادة عند تحضير الحلويات أو تعويض الجوز و اللوز بالفول السوداني «الكاوكاو « الغني بالخصائص الصحية و النكهة الشهية، أو السمسم «الجلجانية» أو بذور الكتان و غيرها.
و أكدت «لدي ثقة في تدبير و إبداع المرأة الجزائرية لتقديم الأفضل و الأجمل لأفراد عائلتها بالرغم من نقص الإمكانيات»، مضيفة «عليكن باستعمال كل المواد الطبيعية المتوفرة لديكم و تجنب المصنعة، لأنها مليئة بالملونات الغذائية و محسنات النكهة و العطور و رقائق التزيين و المواد الحافظة التي تعرضكم بمرور الوقت أنتم و أفراد عائلاتكم لأمراض خطيرة و في مقدمتها السرطان».
إلهام.ط