محمد.. كفيف لم تمنعه الإعاقة من تحقيق طموحاته
لا يشعرك الأستاذ جلاطة محمد بأنه كفيف عندما تلتقيه، فهو يصول ويجول بين الملتقيات واللقاءات والنشاطات الثقافية، و كل من يعرفه في وهران يتعامل معه بشكل عادي بل والعديد منهم يستلهمون منه قوة الإرادة والعزيمة والطموح الكبير في تحقيق أحلامه.
الأستاذ جلاطة الذي يشغل حاليا منصب مستشار في مديرية الثقافة بوهران، تدرج في عدة مناصب بعد أن أنهى مشواره الدراسي بالجامعة، فولج في نهاية التسعينيات عالم الصحافة، حيث كانت له عدة مساهمات وعمود في إحدى الجرائد الخاصة، ليلتحق بعدها بمديرية الثقافة بوهران سنة 1999 ثم يشغل عدة مناصب آخرها رئيس مصلحة مستشار ثقافي رئيسي.
وفي حديثنا معه، أكد الأستاذ جلاطة أنه لولا عزيمته وتحديه وصموده و كذا مساعدة وزارة الثقافة، لما وصل لهذا المنصب، معلقا بالقول «يجب على كل الأشخاص، حتى العاديين، أن لا يفشلوا في مسيرتهم من أجل تحقيق أحلامهم وطموحاتهم»، لتكون هذه رسالة محمد الذي تحدى فقدانه البصر منذ الصغر و واصل السعي لتحقيق طموحه بأن يرتقي ليصبح مديرا للثقافة.
نشاط وحيوية الأستاذ جلاطة ليست في جدية تسييره الإداري فقط، بل كان ولا يزال وراء تنظيم العديد من الملتقيات الأكاديمية الفكرية والثقافية في مختلف التخصصات، كما شارك بعدة استشارات في هذا المجال، وفي رصيده دراسة أكاديمية أنجزها حول الأغنية الوهرانية، يقول إنه لا زال يواصل تنقيحها وإثراءها كي ينشرها في كتاب مستقبلا.
بن ودان خيرة