أعلنت وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، أمس، عن الانطلاق الرسمي للأيام الوطنية التحسيسية حول مكافحة التبذير الغذائي، وترمي العملية إلى حث...
أشرف وزير التجارة الخارجية و ترقية الصادرات محمد بوخاري، أمس الاثنين بالمنطقة الصناعية بسطيف، على إعطاء إشارة انطلاق 3 شحنات تصدير نحو دول إفريقية و...
قرر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، عدم المشاركة شخصيا في أشغال القمة العربية الطارئة التي تستضيفها جمهورية مصر العربية يوم 4 مارس المقبل...
* أسعار السكنات ستكون في حدود أسعار الترقوي المدعم كشف المدير العام للوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره «عدل»، رياض قمداني، بأن الدراسة الأولية...
نجح الشاب عبد الوهاب آيت الطيب، المعروف باسم «وهيب «، صاحب 24 عاما، في بعث مشروع محطة إذاعية على الويب، ناطقة بالانجليزية تحمل اسم « ألجيرين بلاك بارل»، أو الجوهرة الجزائرية السوداء، و تلقى اليوم، بعد مرور سنتين من إطلاقها، تجاوبا و صدى مقبولا بين المواطنين، خاصة فئة الشباب، لأنها تفتح أمامهم نافذة جديدة على العالم باستخدام اللغة الانجليزية، كتجربة أولى من نوعها في الحقل الإعلامي، حيث تركز خصوصا على المواضيع التثقيفية و التعليمية و التجارب الرائدة في الجزائر و العالم ببرامج حوارية تفاعلية عبر الإنترنت.
و في حوار جمعه بجريدة النصر، تحدث عبد الوهاب آيت الطيب عن فكرة المشروع وكيف نجح في تجسيدها على أرض الواقع، وكيف يسعى اليوم إلى الارتقاء بهذه المحطة الناشئة و تطويرها، رغم العراقيل المطروحة.
من فكرة في الجامعة إلى مشروع حقيقي
عاد بنا عبد الوهاب إلى فترة دراسته بالجامعة كطالب في كلية اللغة الانجليزية، و تحديدا سنة 2017 ، عندما بدأ يفكر في إنشاء إذاعة على الويب، ناطقة باللغة الانجليزية.
و بعد مضي سنتين، تحديدا سنة 2019، تحول الحلم إلى حقيقة، عندما بدأ في بث أولى برامج الإذاعة عبر الإنترنت، و كانت عبارة عن حوارات يبثها عبر موقع المحطة في فترات متقطعة، بعد ذلك أنشأ مقرا خاصا بالمحطة في منطقة رويبة بالجزائر العاصمة، و جهزه بكل المعدات اللازمة، و تعاقد مع مجموعة من الشباب من خريجي الجامعة، و أصبح بذلك للإذاعة برامج قارة تبث باستمرار، و هي عبارة عن حوارات تفاعلية منها المسجلة و أخرى مباشرة.
عن سبب اختياره إطلاق إذاعة باللغة الانجليزية، قال عبد الوهاب أنه يحب هذه اللغة و لطالما بحث عن وسيلة لجعلها تتغلغل بين فئات المجتمع الجزائري، خاصة الشباب، ليتعودوا على هذه اللغة التي تعتبر لغة العلم و العالم ، باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي التي أضحت تستقطب كل الفئات العمرية.
و أوضح المتحدث أنه فضل أن يطلق الإذاعة عبر الويب، ليكون انتشارها أوسع، و رغم أن التجربة جديدة في الجزائر، إلا أنها رائجة عبر العالم، و هي نافذة على المستقبل الحقيقي في ظل الانفتاح على العالم الافتراضي، و اكتساح «سوشل ميديا» لحياة الإنسان في أبسط تفاصيلها.
هناك عدة دوافع و أهداف أخرى من وراء مشروع إذاعة « ألجيرين بلاك بارل» الناطقة بالانجليزية، كما قال مؤسسها للنصر، فهو يسعى أن تكون هذه الإذاعة مرآة عاكسة للجزائر في الخارج ، خاصة أن الكثير من دول العالم لا تعرف الجزائر كبلد و كتاريخ، و هذا ما لاحظه في أسفاره الكثيرة ، و يسعى حاليا رفقة الفريق العامل معه، لبث مضامين تعريفية أكثر بالجزائر باللغة الانجليزية، ليستطيع الأجانب فهمها و استيعابها، على غرار المواضيع الثقافية و الشبابية ، و يرى أن اللغة تساعد كثيرا على نشر ثقافة معينة أو التعريف ببلد ما، و من هذا المنطلق اختار الانجليزية كلغة أساسية ، مع استعمال العربية و الفرنسية في بعض الأحيان، خاصة من قبل بعض الضيوف الذين لا يتقنون أو لا يتحكمون في الإنجليزية.
أما محليا، يسعى عبد الوهاب لتوسيع دائرة متابعيه عبر مختلف ولايات الوطن، و لا يقتصرون على الجزائر العاصمة و ما جاورها ، مؤكدا أن دائرة التفاعل تزيد يوما بعد يوم ، و الكثير من الشباب من ولايات بعيدة، يطلبون منه المشاركة و الحضور، و هو مؤشر ايجابي بالنسبة إليه، رغم وجود عديد العراقيل.
أنشأ مدرسة لتعليم الإنجليزية لينفق على الإذاعة
إلى جانب إذاعة « ألجيرين بلاك بارل» يسير عبد الوهاب آيت الطيب مدرسة خاصة لتعليم اللغات ، أنشاها من منطلق عشقه للغات الأجنبية، في مقدمتها اللغة الإنجليزية، التي تلقى إقبالا معتبرا من الصغار و الكبار ، كما أنه يعتمد عليها لتمويل إذاعة الويب، في ظل انعدام مصادر التمويل.
و قال عبد الوهاب أنه يؤمن بمشروع الإذاعة، و يبذل قصارى جهده لمواصلة مساره بها، رغم بعض المشاكل التي تؤثر على عزيمته من حين لآخر ، في ظل غياب الإشهار أو الدعم من قبل المؤسسات والشركات التي تتجنب الترويج لمنتجاتها عبر إذاعات أو مواقع ذات محتوى تعليمي أو ثقافي، لأن نسب متابعتها، مقارنة بالمحتويات الاستهلاكية، ضئيلة جدا، و هذا ما جعله يعتمد على جزء من مداخيل مدرسة اللغات، كما انه يبث برامجه عبر مختلف المنصات، لتحقيق تفاعل أكثر من المتلقين، و استفادة أكبر و إيصال صدى «ألجيرين بلاك بارل» إلى أبعد نقطة ممكنة.
و أضاف المتحدث أن عدد المتابعات يتباين من محتوى لآخر، حسب المنصة التي يبث عبرها، مؤكدا أن مشروعه له كل المقومات لمنافسة مختلف المؤسسات ذات التوجه الإعلامي و التثقيفي في الجزائر ، و يطمح لأن يجعل منها إذاعة شعبية تساهم في رفع درجة الوعي لدى الشباب خاصة، و تحسين مستواهم في اللغة الإنجليزية و إشراك المواطن في مناقشة القضايا و التفاعل بوعي مع واقعه اليومي .
و رغم العروض المقدمة له من أجل للالتحاق ببعض الإذاعات التي تبث برامجها عبر الإنترنت، سواء في أوروبا و أمريكا، يفضل عبد الوهاب التمسك بمشروعه الخاص لبلوغ أهدافه.
وهيبة عزيون