* مزيان يؤكد على التكوين المتخصص لمواكبة التحوّلات الرقميةدعا وزير الاتصال، السيد محمد مزيان، أمس السبت من ورقلة، الأسرة الإعلامية الوطنية إلى...
• الجامعة الجزائرية أصبحت قيمة مضافة للاقتصاد الوطنيأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، أمس، أن الجامعة الجزائرية أصبحت قيمة مضافة...
شدد وزير الدولة وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، على ضرورة الإسراع في تجسيد مشروع إنتاج النظائر المشعة بالتعاون مع الجانب الصيني، لما لها من...
أعلن وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي، أمس، عن إطلاق ثلاث منصات رقمية جديدة تهدف إلى تسريع التحول الرقمي في قطاع التربية الوطنية، وتحسين جودة...
يُعد شاطئ عين الدولة أو شاطئ الفتيات الصغيرات بمدينة القل، من أقدم الشواطئ بالمنطقة ، حيث يتوسط المدينة تحت حراسة جبل الولي الصالح سيدي عاشور و شبه الجزيرة، في لوحة فنية طبيعية خلابة تسر الناظرين و تستنطق التاريخ .
تسمية الشاطئ تعود إلى العهد العثماني، أين كان يطلق عليه بحر النساء، لأن الأتراك خصصوه للنساء فقط، من أجل السباحة، بعيدا عن عيون الرجال و ذلك قبل سنة 1830 . و في عهد الاستعمار الفرنسي أصبح يطلق عليه شاطئ الفتيات الصغيرات، رغم أنه كان يسمح للرجال و النساء، على حد سواء، بالسباحة فيه، و قسم في بعض الفترات الشاطئ إلى قسمين، قسم للمعمرين و قسم للجزائريين. و بعد الاستقلال اختفت التسمية القديمة و أصبح يعرف بشاطئ عين الدولة، نسبة إلى المنبع الطبيعي المتواجد بجهة بعيدة من الشاطئ. أصل التسمية حسب الرواية المتداولة لدى بعض العارفين بشؤون تاريخ المدينة، تعود كذلك إلى عهد الأتراك، حيث كان أحد المسؤولين الأتراك، يقوم بحراسة المنبع و يفرض إتاوات على من يريد الوصول إلى المنبع من سكان المدينة، مدعيا أن المنبع يشفي قاصديه من الأمراض، ويعجل بإنجاب المرأة العاقر وغيرها من الأمور التي توحي بالشعوذة.
لا يزال سكان مدينة القل يحتفظون بعين الدولة، كتسمية للشاطئ ، وهو الاسم نفسه الذي أطلقوه في عهد الأتراك على المنبع ، لأنه كان تحت حراسة مسؤول من الأتراك، ليحتفظ به إلى غاية اليوم، لكن دون الاحتفاظ بتلك العادات والتقاليد الموروثة التي تعد ضمن أعمال الشعوذة و الخرافات، واختفت بمرور الوقت ، ليتحول المنبع اليوم إلى مكان للصلاة بعد تهيئته من قبل جمعية محلية ، حيث أصبح يضم مصلى و مكانا للوضوء يتيح للمصطافين الفرصة لإقامة الصلاة في وقتها .
إن موقع الشاطئ وسط المدينة حوله إلى ملاذ آمن للعائلات، سواء القلية منها، أو عائلات المصطافين القادمين من المدن و الولايات المجاورة، فيكون في النهار مكتظا بهواة السباحة و الرحلات، و ليلا بهواة السمر أمام البحر، و يتميز الشاطئ بوجود كورنيش على طوله، و يعد الفضاء المناسب للعائلات للتجوال و قضاء وقت مريح بجانب البحر، كما يستخدم كمعبر لمواكب الأعراس والحفلات، لكن فوضى انتشار طاولات بيع الحلويات و المأكولات الخفيفة هذه السنة ، على طول رصيف الكورنيش، ينغص يوميات قاصدي الشاطئ و يحرمهم من التمتع بروعة المكان و ذكريات زمان.
و يبقي فندق بوقارون ، المؤسسة السياحية التي تستقبل السياح والمصطافين بأسعار معقولة و خدمات راقية، كما أن فتح الطريق السياحي من القل نحو شاطئ تمنارت منذ سنوات ، مرورا بجبل ضامبو، زاد من روعة وجمال المكان، و فتح نافدة سياحية من عل على شاطئ عين الدولة و مدينة القل ككل ، أين أصبح لرواد الشاطئ فسحة كبيرة للتجوال و التمتع بزرقة البحر و اخضرار الغابة، وكذا المرور عبر طريق شبه الجزيرة، و هو الآن في طور التهيئة، و الذي من المنتظر أن يكون بمثابة التوأم لطريق ضامبو لاستحضار تاريخ المدينة.
و المؤسف أن الميناء الفينيقي القريب من الشاطئ ، أصبح مهددا بالاختفاء بفعل الرمي العشوائي للأتربة والحجارة من قبل المقاولة المكلفة بأشغال تهيئة طريق المنارة ، حيث أدى الوضع إلى احتجاج جمعيات محلية مهتمة بالبيئة ، و طالبت بإيفاد لجنة عليمة للتحقيق و إعادة الاعتبار للميناء الفينيقي القديم الذي يعد من بين أهم المعالم التاريخية لمدينة القل .
واد السيال نقطة أخرى سوداء
بالرغم من جمالية موقع شاطئ عين الدولة، إلا أن النقطة السوداء التي لم تتمكن السلطات المحلية على مر السنوات من القضاء عليها، تتمثل في وادي السيال الذي يتوسط المدينة ويصب مياهه القذرة في عرض البحر ، و يهدد كل موسم اصطياف بتلوث الشاطئ.
واكتفت السلطات المحلية كعادتها بوضع لافتة على مستوى الكورنيش، تحذر من السباحة على بعد 100متر من الوادي ، و كأن التلوث يحترم المسافة، في الوقت الذي لا يحترم فيه المصطافون اللافتة ، و تجد الكثير من العائلات والأطفال تسبح دون اهتمام بالقرب من الوادي ، غير مكترثين بخطر التلوث وإمكانية الإصابة بأمراض.