* حشيشي: بداية تعاون استراتيجي للاستثمار في الابتكار وقّعت المديرية المركزية للبحث والتطوير التابعة لمجمع سوناطراك والمؤسسة الوطنية لخدمات الآبار...
أعلن الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، أمس، عن إطلاق مبادرة للبيع بالتخفيض من تجار الجملة إلى الزبائن مباشرة، باعتماد نفس الأسعار المعتمدة...
ترأس الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، اليوم الأربعاء، اجتماعا للحكومة، خصص لدراسة توصيات اللقاء السادس للحكومة مع الولاة، بالإضافة إلى ملفات أخرى...
تمكنت وحدات ومفارز للجيش الوطني الشعبي من توقيف 7 عناصر دعم للجماعات الإرهابية في عمليات متفرقة عبر التراب الوطني مع استرجاع كمية من الأسلحة والذخيرة خلال...
* دعوة لفتح مراكز بحث متخصصة
دعا مهندسون و أساتذة في الهندسة المعمارية إلى إعادة النظر في الأنماط العمرانية السائدة ببلادنا المستوردة من الخارج و خاصة أوروبا، لأنها لا تتلاءم مع طبيعة المناخ السائد ببلادنا الحار جدا صيفا و البارد جدا شتاء، مع الإشارة إلى أن درجات الحرارة تتزايد عاما بعد عام، حتى أن فصل الصيف امتد و تمدد و أصبح أطول الفصول، ما جعل المواطنين يستهلكون خلاله كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية لتبريد و تكييف شققهم. و أشار المختصون إلى أن أزمة السكن التي كانت تعاني منها بلادنا، دفعت السلطات إلى إطلاق برامج سكنية ضخمة، لكن دون الاهتمام بمدى ملاءمتها للعوامل الطبيعية و المناخية و احتياجات المواطنين، و يقترح المختصون في ندوة النصر ، العودة إلى الأنماط العمرانية القديمة ذات البناء الفردي أو شبه الجماعي، مع استعمال مواد طبيعية مقاومة للحرارة.
وهيبة عزيون
* الأستاذة بكلية الهندسة المعمارية بجامعة قسنطينة فوزية بوشربة
البنــــاء نصــف الجمـاعـــي هـــو الأنسب لمنــــــاخ الجـــزائـــر الحـــــــــار
قالت أستاذة الهندسة المعمارية بكلية الهندسة بجامعة قسنطينة 3 صالح بوبنيدر ، فوزية بوشربة، أن الجزائر انتهجت طريقة البناء السريع و إطلاق برامج سكنية ضخمة على مدار سنوات، من أجل مواجهة أزمة السكن و امتصاص أعداد طالبي السكن المقدرة بالملايين، لهذا تم الاعتماد على نمط بناء العمارات أو التوسع العمراني، غير أنه تم تجاهل مدى ملاءمة هذا النمط للمناخ السائد في الجزائر المعروف عموما بحرارته صيفا، فكانت النتيجة شققا سكنية ساخنة صيفا و باردة شتاء، و لمواجهة هذه المتغيرات يلجأ المواطنون إلى الإفراط في استخدام الطاقة الكهربائية و الغاز، لتسخين أو تبريد الشقق.
و ترى المتحدثة أن العودة إلى نمط البناء الفردي و تشجيع النمط نصف الجماعي الذي لا يتجاوز علوه طابقين، هما الأنسب لمواجهة المناخ السائد في الجزائر ، كما سيمكنان من العودة إلى بعض الأجزاء المهمة في السكن و التي تم التخلي عنها اليوم داخل العمارات ، على غرار السطح و وسط البيت الذي كان أهم جزء يساعد على تعديل و تلطيف الجو أيام الحر ، إذ يربط الشقق بالفناء الذي يخصص جزء منه للنباتات و الأشجار و جزء آخر للنافورات المائية التي تزيد الشعور بالانتعاش و تمتص حرارة البيت.
كما أن إتباع نمط البناء نصف الجماعي، سيزيد من كثافة المساكن و يقلص المسافة بينها، مع استغلال أكبر لكل المساحات الموجودة في الأحياء ، و بالتالي العودة إلى أسلوب العمارة القديمة التي كانت أزقتها و شوارعها ضيقة و ملتوية لعكس أشعة الشمس في فصل الصيف، و زيادة كمية الظل التي تمنح للمنازل نوعا من الانتعاش و البرودة .
و ترى المتحدثة أن النمط المعماري القديم الذي تحول اليوم إلى مرجعية تدرس في كليات الهندسة المعمارية في الجزائر ، لم يكن مبنيا على أسس علمية و تطور في التكنولوجيا، لكنه كنموذج سكني يعتبر ناجحا ، لأنه اعتمد على التجربة الإنسانية، فكان ثمرة محاولات عديدة من طرف الإنسان، لإيجاد أسلوب تعمير يتماشى و طبيعة البيئة التي يقطنها، و بناء سكنات تتلاءم و التغيرات المناخية التي يمكن أن تحدث من جهة، و المناخ السائد من جهة ثانية ، و هي الحلقة المفقودة حاليا في الجزائر، رغم التطور الكبير الذي يعرفه مجال العمارة الذي يفتقد إلى دراسات مسبقة، فأنتج مدنا غير مناسبة للطبيعة الجزائرية ، و ما يجب القيام به اليوم، هو تصحيح تلك الأخطاء، مع وضع استراتيجيات بعيدة المدى و العودة بقوة إلى مواد البناء الطبيعية، مع الاهتمام بالمساحات الخضراء وسط الأحياء و التجمعات، و كذلك المساحات الزرقاء التي تساعد على تلطيف الجو.
حسب المتحدثة، ما يجب القيام به حاليا، بعد تشييد كل هذه المدن غير الملائمة للمناخ و البيئة، هو البحث عن طرق لتصحيح هذه الأخطاء، وترى أنه من الأفضل استغلال الطاقات المتجددة ، في مقدمتها الطاقة الشمسية المتوفرة بكميات معتبرة ، كمصدر طبيعي فوق أسطح البيوت و العمارات.
* المهندسة المعمارية سامية بن عباس
الحل في العودة إلى مواد البناء الطبيعية
ترى المهندسة المعمارية سامية بن عباس، أن العمران القديم في الجزائر، كان يتميز بتأقلمه مع البيئة و المناخ، حيث ساد منذ القدم نمط العمران في المدينة المستمد من الحضارة الإسلامية ، و النمط القبائلي و الشاوي و يغلب عليهما الطابع الريفي ، و هو مقسم بطريقة جيدة كمأوى يجمع الإنسان و الحيوان ، و لكل جزء مهامه و خصوصياته ، و هذه البيوت التي شكلت مدنا و تجمعات سكنية ، كانت باردة خلال الصيف بفضل المواد الطبيعية و المحلية التي شيدت بها، على غرار الحجر الذي يمنع وصول الكثير من العوامل الخارجية إلى الداخل في مقدمتها الحرارة ، و كذا الطين الذي يصنع على شكل آجر و يتم تقويته بمزج التبن معه، بينما يستخدم الخشب كأعمدة و هياكل للمباني، خاصة في قصور الصحراء.
عموما كان البناء في التل أو في الصحراء متشابها كثيرا ، تراعى فيها خصوصية بعض الأجزاء، مثل الفناء الذي يعد في كل منطقة بمثابة الفضاء الذي يولد جوا مصغرا داخل البيت يتميز بالإنعاش و البرودة ، و لا يخلو أي بيت من الأشجار و النباتات و نافورة الماء، وهي مكونات تمنح ذلك الانتعاش.
أكدت المتحدثة، أن العمارة القديمة، كان يعتمد في بنائها على مواد طبيعية و محلية ، كالحجارة التي تتميز بصلابتها و قدرتها على عزل كل مؤثر خارجي، كالأصوات و كذلك البرودة و الحرارة ، عكس المواد العصرية التي تغيب عنها كليا هذه المواد الطبيعية، رغم وفرتها في البيئة الجزائرية ، فأصبح يستخدم الآجر الإسمنتي و كذلك المثقوب، بدل الحجارة ، لأنه أسرع و أسهل، لكنه لا يوفر الحماية الكافية، خاصة من الحرارة الخارجية.
أغلبية الشقق الحديثة تكون حرارتها مرتفعة جدا و يصعب العيش داخلها، دون استخدام مكيفات هواء أو مروحات كهربائية، و قد تم استقطاب أنماط سكنية حديثة من أوروبا، دون أي دراسات أو بحوث، و تم اعتمادها على نطاق واسع ، و يتعلق الأمر باستخدام الزجاج في واجهات البنايات، و هذه تقنية غير مناسبة تماما لبلد كالجزائر، مناخه حار و جاف ، فالزجاج يضاعف درجة الحرارة الداخلية، لأنه عاكس للأشعة ، ما يتطلب استخدام أكثر للطاقة الكهربائية لتبريد المباني و الطاقة الغازية لتسخينها في الشتاء ، و هو ما يكلف الكثير .
لهذا تدعو المهندسة المعمارية إلى العودة إلى مواد البناء الطبيعية و المحلية في بناء التجمعات السكنية، و تطوير هذه المواد باستخدام التكنولوجيا، على سبيل المثال تصنيع حجر طبيعي أقل وزنا و حجما، ليكون ملائما للنمط العمراني السائد اليوم ، مع العلم أن الجزائر تزخر بعدة أنواع من الحجارة ،على غرار الحجر الأزرق و الأبيض و غيرهما.
و أضافت المتحدثة انه آن الأوان للتفكير في مباني و مدن صديقة للبيئة بالاعتماد على أبحاث علمية، لهذا من الضروري إنشاء مراكز بحث في الهندسة المعمارية ، مهمتها القيام ببحوث و دراسات ميدانية لكل مشروع قبل بداية الانجاز ، وفق ما يتناسب و خاصية كل منطقة سكنية ، مع الاهتمام بملاحق المدينة، من مناطق تلطيف الجو التي تتمثل في المساحات الخضراء و اختيار ما يناسب كل بيئة من نباتات، تمتص الغبار و أخرى تمتص الحرارة ، كما أن هناك نباتات تمتص الضوضاء ، دون إهمال الينابيع و المساحات المائية، كملاحق مهمة جدا .
* الأستاذ بقسم التعمير صلاح الدين ميسالي
من الضروري إنشاء نماذج سكنية تتأقلم مع البيئة المحلية
يرى من جهته أستاذ التعمير صلاح الدين ميسالي، من كلية الهندسة العمرانية و التعمير بجامعية قسنطينة 3 صالح بوبنيدر، أن هناك اختلالات واضحة في بناء المدن الحديثة في الجزائر من ناحية تلائمها مع المناخ و البيئة، و بالأخص مع درجات الحرارة ، فأغلب الشقق بمثابة مراكز للتنحيف تعتمد على أعلى درجات الحرارة «سونا».
و أضاف المختص أنه رغم وجود قوانين و تشريعات تهتم بهذا الجانب، على غرار القانون 90/29 و المرسوم 91/175 ، اللذين يشترطان عند بناء أي مسكن أن تتوفر به درجة معينة من الحرارة، و التهوية و الإنارة، مع ضمان خاصية العزل ، و التركيز على مواصفات البناء من طلاء و اتجاه البناية و غيرها ، لكن النصوص القانونية تبقى غير كافية، خاصة في ما يتعلق بجانب التصميم ، مقارنة بما هو موجود اليوم في العالم، خاصة في أوروبا ، لهذا يجب تعزيز الترسانة القانونية المسيرة لقطاع السكن و البناء في الجزائر.
ويرى المتحدث أن الوقت قد حان للشروع في إنشاء نماذج سكنية تتأقلم مع طبيعة و مناخ كل منطقة في الجزائر ، مع كبرى شركات البناء، لتكون بمثابة تجارب أولية يتم تعميمها لاحقا.
و أشار الأستاذ ميسالي إلى وجود بعض التجارب الحية التي كانت جد ناجحة في الجزائر، وهو الحال مع المهندس المعماري المصري حسن فتحي الذي نجح في بناء قرية «القرنة» هنا في الجزائر، باستخدام الطين، لكنها لم تعمم ، و كذلك المهندس أندري لابيرو ، و حتى في إيران إلى جانب إفريقيا، حيث توجد أمثلة كثيرة، لدول نجحت في دمج مواد بناء طبيعية مع مواد عصرية مصنعة ، على غرار مالي و نيجر و بوركينافاسو ، التي صممت بعض النماذج بأقل تكلفة و هي مفيدة على المدى القريب و البعيد، و تتناسب مع أي متغيرات مناخية. و. ع