أعلن وزير النقل، السعيد سعيود، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، عن فتح خط جوي جديد لشحن البضائع الموجهة للتصدير بين الجزائر والمملكة العربية السعودية، ضمن...
أعرب رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يوم أمس، عن يقينه التام بوعي الشعب الجزائري وأبنائه الشباب، بأن توجه البلاد لتكون ضمن البلدان الناشئة،...
تتعرض الجزائر منذ فترة ليست بالقصيرة إلى حملة ممنهجة تقودها شبكات ومواقع إعلامية فرنسية موالية للتيار اليميني المتطرف والتي تناغمت مع أجندات صهيو -...
هنأ القادة الأفارقة المجتمعون في القمة المنعقدة يومي 15 و16 فيفري بأديس أبابا، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على النجاح «الاستثنائي» الذي...
القليل من سكان قالمة و المهتمين بشؤون المرور و أمن الطرقات، من يتذكر المدرب المتمرس إسماعيل عياد، الذي علّم أجيالا عديدة فنون و قواعد القيادة على مدى 42 عاما، و أول من فتح مدرسة لتعليم قيادة الدراجات النارية بقالمة، في محاولة منه لوقف نزيف الحوادث الدامية التي تلحق بسائقيها الذين يزدادون عددا و تهورا، و يتسببون في مآس اجتماعية لا تنسى.
فريد.غ
كان الرّجل يأمل تغيير الواقع و تشجيع زملائه المدربين على الاهتمام بقيادة الدراجات النارية و المساهمة في الجهود الرامية إلى ترسيخ ثقافة المرور، و القيادة لدى الشباب من هواة الدراجات النارية، التي أصبحت أمرا واقعا على الطرقات الكبرى و شوارع المدن، و في كل مكان، لكن ما وقف عليه هذا المدرب المحترف كان مخيبا للآمال و مثيرا للقلق و الأسى.
لقد واجهت مدرسته النموذجية الفتية عزوفا كبيرا منذ فتحت أبوابها سنة 2017 و حصلت على ترخيص بالعمل في مدينة قالمة، مدينة الدراجات النارية التي تستمد تاريخها من مركب "سيكما" العملاق، الذي كان ينتج آلاف الدراجات النارية كل عام، و يغرق الطرقات و شوارع المدن و القرى بهذا الكائن الميكانيكي المتحرك على عجلتين، بسائق مكشوف، معرض للخطر من كل الجهات.
مدرسة نموذجية بقالمة
و عزوف عن التعلم
قال إسماعيل عياد متحدثا للنصر، بأنه انتظر الراغبين في تعلم قيادة الدراجات النارية و الحصول على شهادة الكفاءة المنصوص عليها في القوانين السارية المفعول، لكن طال انتظاره، دون أن يأتي من يرغب في تعلم القيادة على أسس صحيحة، و حماية نفسه و غيره من الخطر، مضيفا بأنه لم يكن يعرف سبب كل هذا العزوف، و هو يرى الأعداد الهائلة من الدراجات النارية من مختلف الأحجام، تتحرك و تنشر الفوضى على الطرقات الرئيسية و في شوارع المدن و القرى، و تسبب الحوادث الدامية و تخلف المآسي التي لا تنسى.
بعد انتظار غير مجد، اضطر إسماعيل عياد إلى مغادرة مدينة قالمة، و العودة إلى بلدته وادي الزناتي، لعله يقنع بعض شبابها بتعلم قيادة الدراجات النارية، فاستجاب له اثنان من أبنائه إلى جانب صديقين أو ثلاثة لهما.
" لا أتذكر أنني دربت أكثر من 5 أشخاص منذ فتحت مدرسة لتعليم قيادة الدراجات النارية بولاية قالمة، هذا أمر محير و مؤسف بالفعل، هؤلاء الشباب لا يريدون التعلم، لكنهم يقودون الدرجات النارية الكبيرة، دون قواعد و معدات أمان، إنهم يعرضون حياتهم و حياة غيرهم للخطر، منذ أيام قليلة فقط مات شاب و جرح آخر بمدينة وادي الزناتي، في حادث تصادم دراجتين ناريتين، يجب أن يتحرك الجميع لوقف هذا النزيف، و حث الشباب على تعلم فنون القيادة الصحيحة و ارتداء معدات الأمان كالخوذة و الحذاء الخاص و اللباس الواقي، و تقديم شهادة الكفاءة و وثائق الدراجة النارية في حواجز المراقبة. يخطئ من يدعي معرفة القيادة دون تعلم، التهور لم يعد مجديا، و لابد أن يتغير الوضع و يطبق القانون على هذا النوع من المركبات الآخذة في التزايد بين سنة و أخرى، في استهتار فظيع بالحياة و الأمن على الطرقات".
و يعد إسماعيل عياد، ابن مدينة وادي الزناتي بقالمة، أحد أشهر مدربي السياقة بالجزائر، فهو يحوز على جميع الأصناف من نقل المسافرين و البضائع إلى الدراجة النارية التي خذلته، لكنه لم يستسلم و لا يزال يحاول إقناع الشباب المتهور بالعودة إلى جادة الصواب و الجلوس على كرسي التعليم، قبل أن يعتلي كرسي الدراجة النارية الثمينة التي تسابق الزمن و تخلف المزيد من المآسي.
فريد.غ