أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
يستقطب مجال الطباعة الحرارية، في السنوات الأخيرة، اهتمام الشباب الراغبين في إنشاء مشاريع مصغرة برأس مال بسيط، لأنه نشاط لا يتطلب محلا لعرض المنتوجات والتحف الفنية والأعمال الإبداعية، بل يتم التسويق غالبا على مواقع التواصل الاجتماعي التي تتيح الوصول إلى زبائن من مختلف الولايات.
رميساء جبيل
قبل رواج مواقع التواصل الاجتماعي لدى أفراد المجتمع الجزائري، كانت منتوجات الطباعة الحرارية من أكواب وصحون طبعت عليها صور وكتابات متنوعة، تعرض في استوديوهات التصوير فقط، ما جعل النشاط في هذا المجال حكرا على القليلين، ممن كانوا يصنعونها بأنفسهم في ورشات منزلية صغيرة، لكن الوضع اختلف الآن، مع كثرة العرض والطلب واتساع دائرة النشاط، وذلك بعدما انفتح الجزائريون على السوق الإلكترونية، وبات الوصول إلى الزبون متاحا و سهلا، حيث امتلأت الصفحات الافتراضية بأعمال متنوعة لشباب أضفوا على الإنتاج تصاميم حديثة تتماشى مع مختلف المناسبات، فلم تعد الطباعة الحرارية ترتبط بأعياد الميلاد ورأس السنة فقط ولا تقتصر على طبع صور وكتابات بسيطة، بل أضحى مصمم الشعارات اليوم يظهر حسه الفني في أعماله، باستخدام خطوط متنوعة وزخارف و تفاصيل تتماشى مع طلب الزبون أيا كانت المناسبة.
وتظهر من خلال صفحة تجارية لمحل بولاية باتنة منتجات من شموع و أطقم فناجين و قطع ديكور مصنوعة من مادة الفوريكس، و قمصان رضع مطبوعة، حققت كلها قبولا واسعا لدى زبائن غالبيتهم نساء تفاعلن مع الصور على الصفحة ، وكن كثيرات في السؤال عن الأسعار و إمكانية التوصيل.
يزيد الطلب في المناسبات
أخبرنا فيصل، شاب عشريني من مدينة أم البواقي أنه اقتحم مجال الطباعة الحرارية منذ سنة، بعدما شده رواج منتجاتها على مواقع التواصل الاجتماعي و نجاح مشاريع بعض من كان يتابعهم على ذات المواقع، على غرار أقرباء له خاضوا التجربة قبله حيث استعان بهم لمعرفة نقاط بيع العتاد واللوازم أسرار الحرفة.
ويقول فيصل، إنه اختار الطباعة على الكنزات الصيفية والشتوية، لهذا قام في بادئ الأمر باقتناء آلة خاصة بالطباعة على الأقمشة القطنية، اشتراها من محل بالعلمة بولاية سطيف، كما اقتنى من قسنطينة جهاز كمبيوتر مستعمل حتى يتسنى له إعداد تصاميم أعماله بواسطة تطبيق « فوتوشوب»، إلى جانب اقتنائه لطابعة ورق ولوازمها مضيفا، أنه انطلق في المشروع و أضاف إلى مجموعته لاحقا جهاز قطع « بلوتور» يقوم بتحديد شكل التصميم المطلوب على الورق بعد ربطه بجهاز الكمبيوتر ليتم تثبيت الرسمة على صدر القميص أو ظهره وضغطها بمكبس الطابعة الحرارية حتى تلتصق بالقماش جيدا.
أخبرنا الشاب، أن الطلب يكثر عليه في مناسبات معينة مثل رأس السنة وأعياد الميلاد و مواسم النجاح الدراسي، فيما يتوقف العمل باقي الأيام مضيفا، أنه مازال في كل مرة يكتشف سرا جديدا من أسرار النشاط و أن العمل ميدانيا و النجاح ليس سهلا ولا يتوقف على امتلاك العتاد، لأنه اصطدم منذ بدايته بكثير من العقبات التي يتطلب تجاوزها الذكاء و المهارة لإقناع الزبون و التسويق، مضيفا أن ما عرقل سير مشروعه بشكل جيد، هو عدم امتلاكه لمحل يعرض فيه أعماله ويستقبل داخله زبائنه، فغرفة نومه هي نفسها ورشة عمله.
مشروع يحتاج إلى دراسة للسوق ومهارة في التسويق
تحدثنا إلى شاب آخر من مدينة قسنطينة، يملك محلا لبيع الهدايا بحي الكيلومتر الرابع، ويعرض مجموعة من الكؤوس بعضها طبعت عليها صور وشعارات معينة، وأخرى تخلو من أي نقش يتم عرضها على الزبائن ليختاروا هم ما يريدونه عليها من صور، قال البائع، وهو جامعي إنه دخل المجال سنة 2020، لكنه انطلق في دراسة المشروع سنة 2019 ، حيث جمع كافة المعلومات التي يحتاجها من مواقع التواصل الاجتماعي بالانضمام إلى مجموعات على
«فيسبوك» و» مسنجر» يجيب منتسبوها على انشغالات الراغبين في ممارسة نشاط الطباعة الحرارية و يوجهون المبتدئين، كما التحق بحسب ما أخبرنا، بدورة تكوينية تقدمها أكاديمية بالمدينة الجديدة علي منجلي، لكن الجائحة عرقلت خططه.ومع عودة الحياة إلى طبيعتها، اشترى طابعة حرارية « 8×1» بسعر 50 ألف دينار، تمكنه من الطباعة على الأقمشة القطنية والأكواب و الصحون والشموع والقبعات و علاقة المفاتيح و الأسطح الزجاجية، كما حصل على آلة طباعة من نوع « إيبسون» بسعر يزيد عن 30 ألف دينار، و اشترى حبرا و أوراقا للطباعة الحرارية، و كؤوسا عادية تختلف فقط في لون وشكل المقبض، وأخرى سحرية باللونين الأحمر أو الأسود، لا يظهر التصميم عليها إلا بعد سكب سائل ساخن، قال بأن الكأس منها كلفه 110 دج بسعر الجملة حينها، أما حاليا فإن سعرها قد تضاعف.
وأضاف المتحدث، أن الانطلاق في مشروع صغير للطباعة الحرارية من المنزل، يتطلب رأس مال لا يقل عن 20مليون سنتيم، حتى يستطيع المستثمر توفير كل الوسائل اللازمة للعمل، حيث يمكنه بعد بداية النشاط أن يطور من عتاده و يشتري مستلزمات أخرى، كجهاز « البلوتور» الذي يكلف بالعموم 60 ألف دينار، ليتطور أكثر في الطباعة على القماش مثلا، إضافة إلى إمكانية شراء آلة « ليزر» للرسم على الجلد و الخشب و أغلفة الهاتف.
و أضاف المتحدث، أنه يملك صفحة على « فيسبوك» وأخرى على « أنستغرام»، لكنه لا يعتمد عليهما كثيرا في التسويق لمنتوجاته، فهي مجرد خطوة إضافية لا أكثر، بل يركز أكثر على ما يعرضه في محله الواقع قبالة متوسطة و ثانوية وابتدائية، حيث أن التلاميذ يشكلون نسبة 80بالمائة من زبائنه، خصوصا المهووسين منهم بـ «الأنمي» و» المانغا» و فرق موسيقى «البوب» الكورية، على غرار فرقة « بي تي أس».
و تتفاوت الأسعار من قطعة إلى أخرى، إذ يباع الكوب العادي بسعر 600 دج، أما السحري فيكلف 800 دج، ويضاف إلى سعر 100 دينار في حال كان المقبض بشكل مختلف و جميل كأن يكون قلبا مثلا، أما علاقة المفاتيح فسعرها يختلف باختلاف النوع، و يتراوح بين 250 إلى 350 دينارا.
شابة أخرى تنشط في هذا المجال، قالت لنا، بأنها موظفة تمارس الطباعة الحرارية كعمل إضافي خصوصا وأنها بدأت العمل وهي طالبة جامعية، أي قبل أن تحصل على وظيفتها الحالية، حيث يقوم شقيقها بتصميم الشعارات و الصور فيما تتم هي الطباعة والتغليف، كما تتولى إدارة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ويكون استلام الطلبيات من مكتبة شقيقها أو بالتوصيل إلى الجامعة و وسط المدينة.
عروض مختلفة لإطلاق مشاريع بسيطة
خلال استطلاع قمنا به على فيسبوك، لاحظنا تزايدا في عدد إعلانات بيع لوازم الطباعة الحرارية بأسعار تختلف من صفحة لأخرى، فإحدى الصفحات التي تملك متجرا بالعلمة تقدم لمتابعيها عروضا متنوعة، منها مجموعة كاملة للطباعة تشمل جهاز « بلوتور» عرضه 72 سنتيمترا مع آلة ضغط حرارية على القماش مرفقة بـ 5 قوالب أخرى للطبع على أسطح مغايرة، مع طابعة « إيبسون إل 3110» وكذا أوراق وحبر « السابليماسيون» بسعر 178000 دينار.
و تعرض صفحة أخرى لها فرعان ببرج بوعريريج و القبة، مجموعة من لوازم الطباعة على الملابس والكؤوس و الصحون والقبعات بسعر 118000 دينار، تتكون من طابعة ورق « إيبسون» وآلة طباعة حرارية « بي 8100» « 5×1»، إلى جانب قارورات حبر صغيرة بأربعة ألوان وكذا ورق « سابليماسيون»، في المقابل وجدنا نفس المجموعة تعرض على صفحة مغايرة بسعر لا يتجاوز 104000 دينار. تكثر أيضا، إعلانات ممولة لدورات تكوينية مكثفة في الطباعة الحرارية يتم تنظيمها على مستوى مراكز وأكاديميات تدريبية و حتى في ورشات بعدة ولايات وبأسعار متباينة تتراوح بين 15000 إلى 20000 دينار للدورة التطبيقية و من 6500 إلى 9000 دينار للدورة عن بعد.