• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
يزيد استهلاك الصائمين للحوم خلال شهر رمضان، وذلك لتقوية الجسم ومنحه ما يكفي من الطاقة لمواصلة الصيام، كما أن اللحوم على اختلافها تعد من الأطعمة المشتهاة هذه الفترة، وفي الوادي يكثـر الطلب على مختلف الأصناف بما في ذلك لحم الإبل أو الجمل، الذي يتضاعف عرضه طيلة أيام الشهر الفضيل، لأسباب صحية وأخرى اقتصادية.
منصر البشير
أكد مستهلكون تحدثنا إليهم خلال جولة بين عدد من القصابات بالوادي، أن اختيارهم للحم الإبل يعود لأسباب صحية، فهم نوع غني بالفيتامينات و مفيد جدا للصحة، و لذلك ينصح به المرضى في كثير من الأحيان، لأن نسبة الدهون فيه أقل من بعض اللحوم الحمراء وحتى البيضاء الأخرى. زيادة على ذلك فإن سعر الكيلوغرام منه منخفض و مقبول نوعا ما، ويعد استهلاكه مناسبا للعائلات متوسطة الدخل خاصة خلال شهر رمضان أين يدخل في تحضير أطباق متنوعة.
بديل مناسب للمرضى
قال عبد الله الذي قابلناه في محل جزارة بمدينة الوادي، بأن أفراد من عائلته يعانون من أمراض مزمنة ولذلك فقد اعتاد على إطعامهم من لحم الإبل، لأن نسبة الكولسترول فيه أقل من اللحوم الحمراء الأخرى، على غرار لحم البقر و الخروف تحديدا، مضيفا بأنه لا يشتري قطع اللحم البسيطة فقط، بل يطلب أيضا اللحم المفروم الذي يحضره الجزار في حينه.
أما مسعود فأكد للنصر، أنه يستهلك هذا اللحم منذ سنوات وقد بات بفضله عن باقي الأنواع الحمراء و البيضاء، وقال بأنه يعتمد عليه بشكل كلي في رمضان، لأنه النوع الوحيد المضمون و الذي يخلو حسبه، من مواد التسمين التي تمنح للأغنام والأبقار، مضيفا بأنه يشتري حاجته من لحم الإبل من مكان واحد ولا يغير المحل لثقته في صاحبه ويعلم مدى اهتمامه وعنايته بنوعية بضاعته.
وقال محدثنا، بأن أفضل اللحوم هي تلك التي يحصل عليها الجزارون من الإبل التي تتم تربيتها في عمق الصحراء، أين يكون العلف طبيعيا و ليس كبعض الأنواع التي تربى في الإسطبلات ويتم تسمينها عن طريق الأدوية والسماح لها بالرعي بطريقة فوضوية داخل النسيج العمراني.
مناسب لكل الأطباق
صادفنا بقصابة بقرية الخبنة، مواطنا يدعى محمد العيد، قال بأنه قدم من بلدية النخلة، للبحث عن لحم الإبل، الذي تحول إلى استهلاكه بشكل كبير منذ بداية شهر الصيام، بفضل ملاءمة أسعاره التي تقل أحيانا أسعار لحم الماعز، إذ يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد بين 1200و 1300 دج، وهو سعر ثابت لم يتغير منذ بداية السنة تقريبا بعكس أسعار باقي اللحوم بما في ذلك الديك الرومي والدجاج.
وقال علي أستاذ تعليم ثانوي متقاعد من البياضة، بأنه من مستهلكي لحم الإبل لسببين الأول هو الأسعار المقبولة و التي تناسب قدرته الشرائية، والثاني هو أن هذا اللحم مناسب جدا لوضعه الصحي بوصفه مصابا بضغط الدم منذ سنوات ، وقد بات يفضله على الأنواع الأخرى منذ قام بتجربته أول مرة ولاحظ بأنه مغذ ولا يسبب تناوله أية مضاعفات لمحدودية الدهون فيه.
وأشار محدثنا، إلى أن عائلته لم تتقبله في البداية، ولكن بعدما أطلعهم على فوائده و دفعهم للبحث عنها على الإنترنت بدأوا في استهلاكه لدواع صحية.
وبخصوص استعمال لحم الإبل في الأطباق الرمضانية خاصة “الطاجين»، قال أحمد و هو طباخ و رب أسرة، بأنه نوع لذيذ ويكفي فقط أن يجربه الإنسان لمرة أو أكثر حتى يتعود عليه ويحبه كما أنه أكثر تماسكا عندما يكون مفروما لانخفاض نسبة الدهون فيه. و لذلك فهو مناسب حسبه، لإعداد وصفات معينة، على غرار “ الخضار المحشوة و المثوم».
ملاءمة الأسعار ضاعفت الطلب
أكد غالبية أصحاب القصابات التي زرناها، بأن هذا النوع من اللحم بات متوفرا بكثرة خصوصا في الموسمين الأخيرين من رمضان و ذلك راجع إلى زيادة الطلب عليه، لأسباب صحية و لأخرى تتعلق بسعره المستقر والمقبول.
وحسب الحاج جمال صاحب قصابة لبيع اللحوم الحمراء بالرباح، فإن الطلب على لحم الإبل ارتفع هذا الموسم مقارنة بنفس الفترة من السنوات الماضية، وذلك فقد اقتنى عددا من رؤوسها قبل دخول الشهر، لنحرها خلاله وبيعها لزبائن يقصدونه من عديد البلديات، وبينهم زبائن يعانون من أمراض معينة أبرزها ضغط الدم ولذلك فإن لحم الإبل يلائم صحتهم، كما أن هناك من يفضلونه لأجل سعره الذي لا يتعدى 1300دج للكيلوغرام، وهو لحم خال من العظم والشحم، مؤكدا بأن أفضل نوعية من اللحوم تعود لماشية الصحراء.
أما عبد الكريم جزار بوسط المدينة، فأوضح بأنه كان يبيع هذا النوع من اللحم في سنوات ماضية، لكنه توقف عن ذلك نظرا لقلة الطلب عليه، و اختص في تجارة لحوم البقر و الخرفان، غير أنه عاد في آخر ثلاث سنوات إلى نشاطه السابق، بعدما انتعش الطلب و بات محله التجاري يستقطب زبائن من كل بلديات الولاية خاصة منذ دخول شهر رمضان، مشيرا إلى أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لهذا المنتج، الذي يزيد الاهتمام به بشكل لافت، من داخل و خارج الولاية، خاصة من قبل أبناء المنطقة المقيمين في ولايات الشمال، و الذين لا يفوتون فرصة زيارة ذويهم والعودة بكمية منه.
تحذيرات من الإبل المسمنة
كما أكد الجزار عمي حسين، على أهمية اختيار الإبل غير المسمنة في الإسطبلات، و التي تعتمد تغذيتها على النخالة المحسنة التي تمزج بمكملات تساعد على تسريع تسمينها بغرض إدخالها إلى السوق وتحقيق الربح السريع، وهو ما يجعلها تخرج حسبه من دائرة اللحوم الصحية، مضيفا، أن أفضل اللحوم هي لحوم الإبل التي تبرى في الجهة الجنوبية أو الشمالية المحاذية لخنشلة و تبسة وبسكرة والمغير والتي تشتهر بالرعي الطبيعي.
من جانبه قال عمر، صاحب قصابة لبيع اللحوم بوسط المدينة إن لحم الإبل صار مطلوبا في كثير من المناسبات وتغلب على لحم الماعز الذي كان مفضلا لدى فئة المرضى، وذلك راجع حسبه، إلى فارق السعر، فلحم الماعز زاد في السنوات الأخيرة ناهيك عن تناقص جودته بفعل اعتماد المربين على التسمين داخل الإسطبلات بدل الرعي.
كما أشار «عمي عبد القادر»، جزار بمنطقة حاسي خليفة، إلى أن الطلب لا ينحصر في اللحم فقط، بل يشمل أيضا الشحم أو سنام الجمل، الذي يباع حاليا بنفس سعر اللحم تقريبا، لاستعماله في الطهي كبديل للزيت النباتي أو لاستخداماته في الطبي الشعبي كزيت أساسي لصناعة بعض الخلطات و الكريمات.
* يوسف قادي طبيب بيطري
مصدر مهم للبروتينات
يؤكد الطبيب البيطري “يوسف قادي» من الوادي أن لحم الإبل مصدر مهم للبروتين الحيواني وهو لحم قليل الدهون مقارنة بأنواع اللحوم الحمراء الأخرى، خاصة الجزء الأكثر طلبا من قبل المستهلك، و المتمثل في عضلات الجمل وهي خلاصة أكدتها العديد من الدراسات العلمية الحديثة على حد تأكيده.
و أضاف البيطري، أن لحم الجمل بديل مناسب جدا للحم البقر و الغنم، وذلك لانخفاض نسبة الدهون والكولسترول فيه، و ينصح بهذا النوع للمرضى المزمنين الذين يحبون تناول اللحوم الحمراء لأنه صحي و لا يسبب استهلاكه الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين لانخفاض نسبة الكولسترول فيه كما سبق ذكره، علما أن هذه النسبة تقل كلما تقدم الجمل في السن.
وذكر يوسف قادي، أن الدراسات العلمية الحديثة تشير إلى أن نسبة الكولسترول فيه أقل حتى من اللحوم البيضاء، فكل 100 غرام من لحم الإبل تحتوي على قرابة 50 ملغ من كولسترول، في حين تتراوح النسبة بين 60 ملغ و 71 ملغ في باقي الأنواع الأخرى بالإضافة إلى غناه بالأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان. كما يحتوي على مادة «الغلاكوجين» سهلة الامتصاص، و التي تتحول بعد الهضم الى غلوكوز قادر على تنشيط الأعصاب وخلايا الجسم، ناهيك عن غناه بـ «الكولاجين» المفيد للمفاصل و البشرة.