الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
تحول النادي المدرسي العبقري الصغير بمتوسطة التربية والتعليم بالخروب، إلى معرض علمي يجمع التلاميذ على الشغف بالعلوم التجريبية، وإنشاء المشاريع فضلا عن حل الإشكالات العلمية، والمشاركة في الأنشطة والمبادرات المثيرة للاهتمام تحت إشراف وتأطير أستاذ مادة الفيزياء لطفي قاسمي، وقد رشح أعضاء النادي ليكونوا ممثلين عن هواة العلم الصغار في عدة محافل ومهرجانات علمية محلية ودولية.
الفيزياء المسلية تحول النادي إلى مخبر بحث
جمع الأستاذ لطفي قاسمي، بين شغفه بالعلوم والاكتشافات و رغبة تلاميذه في تعلم كل ما هو جديد، لتكون انطلاقة نادي العبقري الصغير سنة 2019 ، خاصة وأن المبادرة وجدت الأرضية مؤهلة لتطبيقها بعد التسهيلات والإمكانيات التي وفرها مدير مؤسسة التربية والتعليم، واستطاع العباقرة الصغار، من خلال الأنشطة التي يقومون بها التغلب على التعقيدات التي تكتنف مادة الفيزياء، بعد أن حولوا مقررها الدراسي إلى مادة تجريبية، وفي هذا الصدد قال المعلم «مادة الفيزياء مقسمة إلى أربعة ميادين تعليمية الظواهر الضوئية والفلكية، و المادة وتحولاتها التي تصنف ضمن مجال الكيمياء و الكهرباء والظواهر الميكانيكية، و في كل محور أحاول مع التلميذ تجربة مجموعة من الأفكار حتى أشرح لهم من خلالها الوضعيات التي يلتقون بها في الدرس بأسلوب تطبيقي تفاعلي»، وأردف، بأن هذه الطريقة تساعد التلميذ على الفهم والاستيعاب بسهولة أفضل من الشرح الجاف خاصة وأن المادة التي يُدرسها قائمة على التجربة.
وأضاف، بأن المبادرة بإنشاء النادي جاءت بهدف تقريب التلاميذ من العلوم التجريبية وتعريفهم بآخر التطورات التي توصل إليها الباحثون في هذا الميدان، وإخراجهم من الجو الروتيني داخل القسم، أما عن أول نشاط للنادي، فأوضح بأنه كان عبارة عن معرض سنوي مفتوح للأولياء والأستاذة لتحفيز التلاميذ على مواصلة سعيهم في التعلم.ونظرا للإقبال الكبير من طرف التلاميذ على التسجيل في النادي، اضطر الأستاذ إلى تقليص عدد المنخرطين إلى 12 حتى 15 عضوا، حيث يشترط على الراغبين في الانضمام تقديم بطاقة بحثية يشرح فيها التلميذ مشروعه، والأهداف المرجوة منه وقابلية تطبيقه، ثم ينتقل إلى المرحلة الثانية وهي انتقاء أحسن المشاريع البحثية التي تؤهل أصحابها للعضوية في نادي العبقري الصغير.
أما عن مصدر الأفكار الإبداعية التي ينجزها التلاميذ في ورشاتهم، فقد أوضح مسير النادي، بأنه يعتمد على استشارة تلاميذه في الأفكار التي يقترحونها سوية والتي يستلهمونها في غالب الأحيان من الكتب أو قنوات اليوتيوب العلمية، أو من خلال ما يستقونه من مشاركتهم في فعاليات المعاهد ومراكز البحث المحلية أو الدولية، مثل مشروع تنشيط الفحم لتصفية الهواء الذي شاهدوه في مركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة، ثم يقومون باختيار مجموعة منها ويحاولون تجسيدها بعد تقسيمهم إلى أفواج وإسناد مهمة معينة لكل عضو.
أنشطة ومبادرات تفجر إبداعات التلاميذ
ويركز النادي حسب ما ذكره الأستاذ على الأنشطة الداخلية، وفي مقدمتها المعرض السنوي أين يعرض التلاميذ التجارب والأفكار التي أنجزوها طوال السنة، ويأتي غالبا بين شهري أفريل و ماي، إلى جانب التجارب التي يقومون بها داخل النادي بحضور الأساتذة، مثل أسبوع الفضاء العالمي والفن العالمي للفلك، وقد كانت آخر الأنشطة للسنة المنصرمة مشاركة التلاميذ مع شبكة تدريس الفلك المدرسي في ورشة تطبيقية حول النيازك الدقيقة، ومنتدى القراءة العربي شارك الذي التحق به تلاميذ من نادي العبقري الصغير، بالإضافة إلى توأمة مع نادي الفيزيائي الصغير حيث قام الصغار بإنشاء نموذج لروبوت بمحرك، واقتراح أكفار أخرى مع النادي الأخضر لمتوسطة بالبليدة، أين قاموا بإحضار أزيد من 1000 فسيلة وزعت على ابتدائيات ومتوسطات بالمدينة، كما جمعهم نشاء بجمعية بيئية بالخروب، إلى جانب مشاركتهم في ورشة في الإلكترونيك والتي وصفها الأستاذ قاسمي بأنها كانت من أنجح الدورات مع أستاذة جامعية في التخصص من ولاية أم البواقي.
كما شارك التلاميذ في العديد من الملتقيات والمبادرات العلمية بجامعات ومراكز بحث مثل رصد كسوف الشمس بمركز البحث في الوساطة ونشر الثقافة العلمية بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة، وذلك من خلال تقديم مشروع « العارض الشمسي الآمن»، وقد أبهر النشاط التلاميذ وكل الحضور بحسب المتحدث، الذي تطرق أيضا إلى فعالية رصد كسوف الشمس في أكتوبر الماضي، فضلا عن إقامة المتوسطة لنشاط سنوي باستضافة نواد علمية جامعية، ومراكز بحث ونواد جامعية في تخصصات علمية مختلفة.
و سجل التلاميذ حضورهم عبر الزووم في أكثر من 4 مشاريع عالمية منها تظاهرات فلكية مع الأردنية دلال لالة عضو الاتحاد العربي للفلك وورشة فلكية لقياس قطر الشمس مع أستاذ جامعي في الرياضيات من الجزائر، ولفت الأستاذ قاسمي، أن العتاد المستخدم في التجارب والمشاريع كله من إنجاز التلاميذ داخل المؤسسة.
وذكر، بأنه بصدد التحضير لبرنامج دسم يطمح لتطبيقه هذه السنة بالتنسيق مع ناد جامعي في اللغة الإنجليزية، إضافة إلى أنشطة أخرى مع نواد مختصة في الروبوتيك و الجيولوجيا، مع التحضير لأسبوع الفضاء العالمي هذه السنة، فضلا عن برمجة مشروع في ميدان الرسكلة يحاول من خلاله التلاميذ استخراج البنزين والشحم من البلاستيك، كما كشف الأستاذ عن نيته في جمع النوادي العلمية من مختلف جامعات قسنطينة في يوم واحد و يطمح بأن يكون النشاط وطنيا.
ويرى المشرف على نادي العبقري الصغير، بأن الاحتكاك بالعلماء والباحثين والطلبة الجامعيين في مختلف المحافل والمعارض، من شأنه أن يفتح آفاقا للتلاميذ، وتعريفهم بالتطبيق الصحيح للعلم، وآخر ما توصل إليه المخترعون والعلماء في ميدان الاكتشافات.
النشاطات اللاصفية لنشر ثقافة البحث والتجربة
وأفاد الأستاذ، بأنه استطاع تحقيق مجموعة من الأهداف التي عادت بالفائدة على التلاميذ والمؤسسة من خلال اعتماده على النادي والعلم التطبيقي في نشر الثقافة العلمية في أوساط التلاميذ والأساتذة، وحتى الجمهور من خارج المؤسسة، حيث زاد الاهتمام بميدان العلوم وأصبح المشاركون أكثر انفتاحا على الأنشطة العلمية والثقافية ككل، وذكر بأن أعدادا لا بأس بها من الناس تأتي لمشاهدة التجارب التي يعرضها التلاميذ في الفعاليات التي ينشطونها، فضلا عن أن النادي فتح آفاقا لتلاميذ من خلال مشاركتهم في مهرجانات وطنية لتعلم مهارات جديدة في شتى الميادين إلى جانب المشاركة في مسابقات دولية وعالمية، كما سمحت الفعاليات على اختلافها باكتشاف العديد من المواهب فضلا عن تميز تلاميذ بالقدرة على الإدارة والتنظيم و حبهم للعلم والتعلم والمبادرة للبحث العلمي والتجربة، ما جعل الجو داخل الورشة يتحول إلى حقل علمي حقيقي عباقرته من الصغار والباحثين والعلماء المستقبليين يتنافسون في ميدان الإبداع العلمي، حسب ما وصفه المتحدث، مشيرا إلى أن رئيسة النادي قامت بإنجاز بحث كامل باللغة الإنجليزية يتطرق لمجموعة من المشاكل في الفيزياء الفلكية.
و يرى، أن هذا الجو النشط والتفاعلي أثر بالإيجاب على نشاطه أيضا كأستاذ، حيث ساعده على الإبداع في عملية التدريس والخروج من الجو الروتيني وتعويض السبورة بالعتاد العلمي، لتعريف التلاميذ على الإشكاليات العلمية عن قرب.
النوادي العلمية تسمح بالاحتكاك المباشر بالعلوم
ومن خلال تجربة المشرف على نادي العبقري الصغير، أوضح بأن للنوادي العلمية قيمة كبيرة بالنسبة للطفل، كما أن عضويته فيها تعود بالفائدة الكبيرة عليه، حيث تساعده على تفجير طاقاته وإبراز قدراته فضلا عن احتكاكه المباشر بميدان البحث العلمي والمعرفة، والتعرف على مختلف العتاد والوسائل المخبرية.
و أشار الأستاذ، إلى قيمة الأنشطة التي يقومون بها في توسيع إدراك التلاميذ والتطلع لمراتب مشرفة في العلوم، وليس التحصيل المدرسي فحسب، فقد أعلمنا بأن أعضاء النادي يملكون نشاطا مسجلا باسمهم في شبكة علمية عالمية تضم مشاركين من كل القارات، علما أن العبقري الصغير هو النادي الوحيد من قارة إفريقيا.
و تؤثر النوادي العلمية أيضا حسبه، على العلاقة بين الأستاذ والتلاميذ من خلال توفير مساحات أكبر للتواصل بينهم فيتحول الأستاذ إلى معلم شخص مقرب من تلاميذه وهو ما وقفت عليه النصر، عند لقائها بأعضاء النادي رفقة أستاذهم خلال مشاركتهم في ورشة تدريبية حول استخدام الأطفال لتكنولوجيا الفضاء والاستشعار عن بعد في الحفاظ على البيئة، نُظمت بالتنسيق بين وحدة الوساطة والبحث العلمي وجمعية الشعرى لعلم الفلك قبل أيام.
كما أفاد الأستاذ قاسمي، بأن تأثير الأنشطة العلمية يشمل باقي التلاميذ الذين يبادرون إلى تجسيد أفكارهم على أرض الواقع وإنشاء نواد أخرى مضيفا، بأن الكثير من النوادي انبثقت عن نادي العبقري الصغير مثل نادي سحر الكتاب، ونادي سفراء البيئة، والنادي الأخضر، فضلا عن تأثير هذا النشاط و الالتزام على مستوى التحصيل الدراسي للتلاميذ الذي يتطور في كل المواد.
إيناس كبير