حيا سفير إسبانيا لدى الجزائر، السيد فيرناندو موران كالفو-سوتيلو، اليوم الأربعاء بالجزائر، "المساهمة الحاسمة" للسلطات الجزائرية في تحرير الرعية الإسباني...
أكد الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية, السيد لوناس مقرمان,يوم الأربعاء, أن السلطات العليا للبلاد وعلى رأسهم, رئيس...
بحث وزير الاتصال محمد مزيان، مختلف التحديات والقضايا الأساسية المدرجة ضمن أجندة الاتحاد الإفريقي، وذلك خلال استقباله من طرف الوزير الأول لمملكة...
* سنعمل خلال أيام على تجسيد التوصيات التي وافق عليها رئيس الجمهوريةاستقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء بالعاصمة، أعضاء مكتب...
تواجه الجزائر اليوم أزمة مالية و إقتصادية جديدة بفعل انهيار أسعار البترول و انحدارها إلى مستوى يعيدها إلى مراجعة الحسابات وضبط الإيرادات و رسم الأولويات و البدائل الممكنة لثروة البترول.
و حسب الخبراء الأكثر تفاؤلا، فإن استخراج النفط و بيعه اليوم بأقل من ثلاثين دولارا، أصبح عملية انتحارية اقتصاديا، لأن ثمن البيع لا يغطّي التكاليف، و هنا يصبح باطن الأرض أرحم من ظهرها.
إن الذي أوصل الأمور إلى هذا المحال و بهذه السرعة الجنونية نحو الحائط ، ليس فقط تكالب قوى غربية تريد تغيير خريطة العالم العربي و الإسلامي في إطار الفصل الثاني من مؤامرة “الربيع العربي” .
ولكن أيضا تواطؤ قوى إقليمية و انخراطها في هذا المسعى من حيث تشعر أو لا تشعر، في لعبة كسر الأسعار للتأثير على المواقف السياسية للدول و جرّها إلى منطقة النزاعات ذات البعد الدولي كسوريا و اليمن و ليبيا.
و يبدو أن الجزائر التي وقفت موقف الحكيم المتبصّر من الأزمات المتتالية التي عرفها و يعرفها العالمان العربي و الإسلامي ، تدفع بعض الشيء ثمن الصراع الإيراني السعودي على لعب دور الدركي الثاني في المنطقة بعد إسرائيل.
و مادام أنّ "داعش" أصبحت تبيع النفط للدول و لها حصصها التي تؤثر بها على الأسعار في الأسواق العالمية و تهوي بها إلى مستويات مدروسة، فإن العودة إلى الأرض و الفلاحة بالنسبة للجزائر هو البديل الممكن و الأكثر جدّية و عملية من السياحة و الصناعة التي تتطلب شراكة جادة من مستثمر أجنبي يقبل بنقل المعرفة و التكنولوجيا.
و لذلك يبدو أن التوجّه نحو الفلاحة كبديل جادّ هو أمر ممكن للغاية، بحكم مجموعة من المعطيات الموضوعية و المتوفرة مجتمعة ببلادنا، و لا ينقصها سوى الشروع في العمل و انتظار الثمار في أقل من عام.
و حسب دراسة دولية حديثة ، فإن الجزائر بإمكانها أن تصبح في ظرف قياسي أكبر سوق للمنتجات الفلاحية في العالم، إذا ما استغلّت 32 مليون هكتار من أراضيها الخصبة ، حيث تدر عليها 7 آلاف مليار دولار سنويا و هو رقم فلكي يعوض بمائة مرّة عائدات البترول لمّا كان سعره بمائة دولار.
و زيادة على الأراضي الفلاحية الموجودة ، أمرت الدولة في برنامج استعجالي باستصلاح الملايين من الهكتارات الزراعية و ضخ المزيد من الدّعم المالي للفلاحين ، مع استغلال مياه السدود التي شيّدتها الدولة في السنوات الأخيرة، و المياه المسترجعة من محطّات التصفية.
و بهذه المعطيات التي لا يمكن إنكارها، يتسنّى للجزائر، بعد أن تنسى أنّ لها طاقة تسمّى البترول، أن تغرق أوروبا بالبطاطا و الطماطم التي تباع اليوم في الصحراء بخمسة دنانير فقط للكلغ الواحد.
لكن الحقيقة المرّة هي أن الجزائريين الذين يشتكون من البطالة و السكن في الشمال، لا يريدون العمل في حقول الفلاحة بالجنوب و التي تبقى غلاّتها عرضة للتلف بسبب عزوف الشباب عن خدمة الأرض و تفضيلهم خدمة حارس أو سائق، مع الخوف أنه سيأتي يوم ربّما لا يجدون فيه ما يسوقون و لا ما يحرسون.
الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قال مؤخرا للمسؤولين في الحكومة قولوا حقيقة الأوضاع الإقتصادية للشعب و لا تخفوا عليه الحقائق و لو كانت مرّة، حتّى يتحمّل كل جزائري مسؤوليته و يشمّر على ساعديه، "فالبقرة الحلوب غرزت" كما يقول الفلاح لأبنائه حتىّ يعودوا لخدمة الأرض.
النصر