الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
بين الجزائر وسوريا أكثـر من علاقة عادية.. أكثـر من علاقة محبة ومودة واحترام يكنه الشعبان لبعضهما البعض على مر قرون.. علاقة لم تتأثر بتقلبات الزمن وضغوط الجغرافيا وألاعيب التاريخ.
هي علاقة خاصة ومميزة بحق تربط الشعبين الجزائري و السوري، الإحساس نفسه هنا وهناك بشهادة المواطن البسيط العادي قبل غيره.. لقد احتضن الشعب السوري الشقيق بدفء كبير وحضن واسع إخوانه الجزائريين الذين فروا من جحيم الاستعمار الفرنسي مع أميرهم خلال القرن التاسع عشر، فكانت بلاد الشام ملاذا لهم لم يجدوا مثله في بلاد أخرى، ولم يتوقف الأمر عند حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، بل اعتبر السوريون الجزائريين إخوة لهم فاندمجوا في المجتمع الجديد اندماجا كاملا وصاروا اليوم مواطنين سوريين.
وكان رد الجميل جميلا من عند الأمير عبد القادر الذي ساهم بحكمته في إخماد نار الفتنة، الذي حاول نفس المستعمر إشعالها في داخل المجتمع السوري لنفس الغايات والأهداف تطبيقا لقاعدته الذهبية «فرق تسد»، لكن الأمير وأتباعه الذين حاربوا الفرنسيين هنا أجهضوا مخطط الأعداء هناك.
بعد ذلك بحوالي قرن عاود السوريون احتضان إخوانهم وثورتهم التي اشتعلت ذات الفاتح نوفمبر من العام 1954، ويحكي الذين درسوا في بلاد الشام كيف كان الطلبة السوريون والتلاميذ في المدارس يرددون نشيد الثورة الجزائرية الفتية في ذلك الوقت كل صباح قبل دخولهم قاعات التدريس، وكيف كانوا يتألمون للأخبار السيئة التي كانت تصلهم من جبال الجزائر وأريافها، وكيف كانوا يقدمون ما استطاعوا من دعم للثائرين على المستعمر، بل أن طلبة من سوريا ومنهم الرئيس الأسبق نور الدين الأتاسي وغيره تطوعوا مع جيش التحرير في الجبال، وهذه أخوة وإنسانية قلّ نظيرها.
وساهمت الجمهورية العربية السورية بحكوماتها وشعبها في تكوين العديد من ضباط جيش التحرير الوطني والجيش الوطني الشعبي بعد ذلك، وكان هؤلاء يقرون بكفاءة التكوين والتدريب والتأهيل، وقد عاش المرحوم عبد الحميد مهري لسنوات عديدة في بلاد الشام، وكان ممثلا لجبهة التحرير الوطني هناك، ففتحت له كل الطرق والسبل من أجل دعم الثورة في بلاده، فكان يكتب في الصحف والمجلات والجرائد السورية بأسماء مستعارة، وكان يعقد الندوات والمهرجانات التضامنية بكل حرية.
وتوطدت علاقات الجزائريين بإخوانهم السوريين من خلال اختلاط الدم ، فالذين هاجروا مع الأمير صاروا سوريين والكثير منهم اليوم يحملون لقب « جزائري» وهم في كل مناصب الدولة السورية وفي كل قطاعاتها، وتوطدت هذه العلاقة سياسيا بعد الاستقلال في جبهة الصمود والتصدي.
و خلال الأزمة الأمنية التي عصفت بالبلاد في تسعينيات القرن الماضي وجد الجيل الجديد الذي لجأ إلى هناك نفس الترحيب وكرم الضيافة وكان السوريون مهتمون بالواقع الجزائري في ذلك الوقت أكثـر اهتمام، ولم يصدر منهم أي تقصير في هذا الشأن.
وتشاء الأقدار أن يصاب الشعب السوري بكل ما يحمله من معاني الطيبة و الحب برياح عاتية هوجاء من خريف مهول فتتحول سوريا بين ليلة وضحاها إلى ميدان معارك من كل الأنواع والأصناف، ويفر السوريون هذه المرة في الاتجاه المعاكس ولم يجدوا من إخوانهم في الجزائر سوى الترحيب الكبير والدفء نفسه وكأنه دين في الرقبة لابد من إعادته، فاحتُضنوا بحفاوة من قبل إخوانهم في الجزائر، ومن قبل الدولة التي خصصت لمن لا يستطيع منهم الكراء أماكن محترمة للإيواء، وقدمت لهم هيئات وطنية عدة من الدعم الكثير.
ولن تقفل الجزائر -التي يعرف الجميع الظروف الاقليمية المحيطة بها- في وجه السوريين أبوابها ولم تضايق زائريها، وفي المجال السياسي ظلت الجزائر وفية لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا ولم تنساق وراء مواقف كانت ترمي إلى هدم الدولة السورية، ولم توافق على قرارات كانت تمس سيادتها وشعبها، بل بادرت إلى فك الحصار السياسي والدبلوماسي العربي المضروب عليها.
هذه هي سوريا التي نحب فإما أن نحبها أو لا نحبها والقصة مستمرة.
النصر