أعرب الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الاثنين بالكويت، لدى استقباله من طرف...
أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أمس الاثنين، الشروع في معالجة انشغالات طلبة العلوم الطبية، من بينها رفع مبلغ المنحة الدراسية ومراجعة...
شهدت العيادة الطبية المتخصصة في جراحة قلب الأطفال ببوسماعيل أمس الاثنين إجراء عمليات جراحية على حالات معقدة، أشرف عليها طاقم طبي إيطالي متخصص...
أطلقت شركة سونطراك مسابقة وطنية مفتوحة لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الأكاديمية في المجالات التقنية، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل. وبحسب ما...
«الولاية اكتفت من المشاريع الضخمة» هكذا عبّر والي قسنطينة عن أهمية ما تحصلت عليه الولاية خلال العشر سنوات الأخيرة، العبارة تحمل أكثـر من قراءة لأن الأمر لا يتعلق بولاية أخرى بل بقسنطينة تحديدا.. فالاكتفاء موجود إذا ما قرأنا الولاية من خلال الأرقام وعدد المشاريع الضخمة، لكن إذا توغلنا في ما وراء ذلك قد نبحث لها عن معان أخرى، كأن نقول بأن عاصمة الشرق أخذت أكثـر مما يجب،
أو أنها استفادت ولم تفد أو ربما المقصود هو أن الولاية اكتفت فعليا ونظريا.
قسنطينة لم تعد تُعرف بجسورها فقط بل أصبحت مرادفة لأزمة السكن و الاختناق المروري و ازدحام الشوارع ويقال أيضا أنها مدينة عصية على السياسيين استنادا لمقولة تنسب للرئيس الراحل هواري بومدين يعتبرها القسنطينيون من دواعي الفخر، مفادها أن كل الأحذية جاءت على مقاسه إلا حذاء قسنطينة، كما أن كل وال يمرّ من هنا إلا ويؤكد بأنه وجد صعوبة في تسيير الذهنيات وأنه يواجه أطرافا تعمل ضد مصلحة المدينة، المواطن أيضا يرى أنه لم ينل حقه في مدينته وفي كل الأحوال نجده غير راض.
ترامواي قسنطينة أثار أكثـر من ضجة حول مساره و الغلاف المالي والآجال والتأثيرات وحتى الجدوى، المدينة الجامعية التي تعد الأضخم إفريقيا أحيطت بالكثير من اللغط، الجسر العملاق تمّ التنبؤ له بالفشل عند طرحه كفكرة، ومع ظهور أول بقعة ماء أسفله تم الجزم بأنه سينهار لا محالة. السكن على ضخامة الحصص المتتالية التي نالتها الولاية يظل موضوع احتجاجات تكاد تكون يومية و لا يزال ذلك المرض المزمن الذي تشكو منه قسنطينة.. لأنه كلما هدم حي قصديري يظهر مكانه آخر وكلما أعدت قائمة مستفيدين تخرج أخرى بعدد مضاعف من الأسماء وبنفس الموقع، وكأن هناك استنساخ آلي للسكان عند كل عملية إزالة. المدينة القديمة يشكو قاطنوها من التهميش لصالح «الدخلاء»، والوافدون يرون أنهم ضحايا نظرة دونية ،المسؤولون ساخطون على المنتخبين والمنتخبون يشكون من الإداريين.. في تجاذبات تصنع يوميات مدينة تعيش على أخبار مشاريعها الضخمة.
الولاية نالت أكبر حصة من السكن في تاريخها خلال الثلاث سنوات الأخيرة وحصلت على جسر ثامن وقطب جامعي مهول، أصبح لها تيليفيريك بخط دخل الخدمة ومحورين مبرمجين، أنجزت بها فضاءات للتسوق، تخلصت جزئيا من نقائص التهيئة و أصبحت لها ساحات بوسط المدينة وأماكن مضاءة ليلا، لكنها ترفض النهوض أو لا يراد لها ذلك، في كل مرة يكون الضجيج أكبر والرفض أشد وأقوى، ما أدخلها في عتمة سوداوية تحوّل كل خطوة نحو الأمام إلى فشل، رغم أن قسنطينة كانت من المدن الكبرى القليلة التي يمكن للفقير أن يعيش فيها دون أن يدفع الإيجار كما كانت مدينة الطموحين والباحثين عن الثقافة و عن عمل ومستقبل أفضل.
المدينة التي كانت مستقطبة و مرادفة للتفتح أصبحت اليوم مشوّهة بالألسن
و لا تعترف بالتغيير و تطالب به، ومهما التهمت تظل بحاجة إلى المزيد حتى تبكي على الأطلال أكثـر ، تحديد المسؤوليات يبقى صعبا وفصل الحقيقة عن نزعة التشاؤم يعد مهمة أكثـر تعقيدا لأن رأس الخيط مفقود وما يظهر لا يمكن وصفه بالإخفاق التام ولا بالنجاح الحقيقي.
النصر