• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
يستغل تجار مناسبات كالعيد لرفع الأسعار بشكل جنوني مستفيدين من التهافت الغريب للمستهلكين في ظاهرة محيّرة تنفرد بها الجزائر بين الأمم. الأمر الذي حوّل أعياد الجزائريين إلى كابوس يؤرق أرباب الأسر، عوض أن يكون مناسبة للفرح.
كما تتحول مختلف المدن، في هذه المناسبات، إلى أسواق مفتوحة لباعة يظهرون فجأة ويبيعون أي شيء دون تقديم دينار واحد كضريبة للخزينة العمومية، رغم عرقلتهم لسير الحياة في المدن ومنافستهم غير الشرعية للتجار الذين يدفعون الضرائب.
والمشكلة هنا لست مشكلة الحكومة وحدها بل أن الأمر يتعلق بثقافة مجتمع دفعته رفاهية غير حقيقية إلى الاستهلاك العشوائي، إلى درجة أن جنون الاستهلاك بات يحرك عدة قطاعات وزارية في مناسبات كرمضان والأعياد، بل ودفع إلى استيراد بعض المواد للمحافظة على توازن الأسعار ولطمأنة المواطنين بأن الأكل سيكون متوفرا في رمضان وفي الأعياد، و أصبح تكرر الظاهرة كل عام يثير الرثاء لحال مجتمع يتدحرج نحو البدائية رغم تحسن أحواله.
فالمواطن المسؤول يحافظ على صحته وميزانيته العائلية بالقدر الذي يحافظ فيه على اقتصاد بلاده، ولو كان المواطنون على وعي بأدوارهم لعاقبوا التجار غير الشرعيين بالإعراض عن سلعهم، قبل أن تطاردهم الشرطة في الشوارع. كما أن العقلانية في الاستهلاك تخدم الوضع المالي للأفراد والوضع الاقتصادي للبلاد، إذ من غير المقبول أن يرمي الجزائريون في القمامات يوميا ما يكفي لإطعام دولتين، ومن غير المعقول أن يعرضوا أنفسهم للخطر باستهلاك سموم تباع على الأرصفة أو في مستودعات.
صحيح أن ضبط الحياة العامة من وظائف الدولة، لكن للمواطن دور يلعبه كفرد أو عبر المجتمع المدني في تنظيم الحياة العامة وفي حماية المجتمع ومحاربة ظواهر الغش والاحتيال، وتوعية المستهلكين وتنبيههم إلى أنهم يتحملون مسؤولية ارتفاع الأسعار باندفاعهم الأعمى نحو شراء كل ما يعرض وخوفهم المرضي من ندرة غير موجودة أو يفتعلها بارونات السوق الذين يحصلون أضعاف ما يحصله الفلاحون والتجار الذين ينشطون بشكل شرعي ويحرسون على أداء خدمة عمومية ويرفضون المضاربة.
نعم، يحتاج المستهلك إلى من ينبهه أنه لن يموت في رمضان إذا لم يستهلك كميات كبيرة من اللحوم وكميات كبيرة من الخبز والحلويات والمشروبات الغازية ، وأن من مقاصد رمضان تهذيب أهواء النفس ومكافحتها والصبر، وليس الانتقام الرمزي من الجوع والعطش بشراء كل ما تراه العين ورميه بعد ذلك.
كما أن هذا المواطن لن يموت إذا مرّ العيد دون أن يشتري كميات هائلة من الحلويات واللحوم
و أن العيد سيظل عيدا حتى بدون شراء ملابس جديدة. فالعيد ليس لباسا آسياويا قد يكون مسببا لأمراض مستعصية ولكنه فرصة للتآخي والتسامح والتقارب والتراحم بين الناس.
العيد ليس هجوما على الهواتف للكلام في نفس الوقت إلى حد قطع شبكات الاتصال .
العيد ليس تمظهرات كما صار عليه في مجتمع يضيّع سنة بعد أخرى هويته ويتبنى سلوكات تجود بها ثقافة السوق.
والعيد ليس إضرابا عاما نغلق بموجبه مدننا. العيد مناسبة للفرح فللنظر إلى بقية الشعوب كيف تحتفل بأعيادها و نتعلم إن ضيعنا الخطى، كي لا نحوّل أعيادنا إلى مشكلة!
النصر