• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
لم تنفع الجهود التي تبذلها وزارة التجارة والتهديدات التي تطلقها كلما حل العيد من الحفاظ على حياة المدن كاملة ..لأن هذه الأخيرة تفقد في هذه المناسبات الكثير من خصوصيات التجمعات الحضرية.
وعلى الرغم من بقاء الكثير من المحلات مفتوحة أيام عيد الفطر أو عيد الاضحى – خاصة في السنوات الأخيرة - كما توصي عادة وزارة التجارة واتحاد التجار الجزائريين إلا أن الحقيقة التي لا يمكن القفز عليها هي أن كل مدننا تغلق وتدير ظهرها للحياة و للحركية الاقتصادية والاجتماعية لعدة أيام، وفي بعض الأحيان يمتد هذا العزوف لأسبوع أو عشرة أيام كاملة.
وما لا تفسير له، و ما هو غير مفهوم أن مناسبات الأعياد في كل دول العالم بما فيها الدول العربية والإسلامية تعتبر فرصا لزيادة النشاط الاقتصادي و الحركية التجارية والاجتماعية .. لكن ما يحدث عندنا خلال أيام عيدي الفطر والأضحى هو العكس تماما .. فهل من مفسر لهذه الظاهرة ؟.
في كل عيد فطر أو عيد أضحى يعيش المواطن في المدن الكبيرة ومنها العاصمة في قلق و على خيط أمل، ولسان حاله يقول ربما لن تكون هذه المرة كسابقاتها، فقد تبقى المتاجر والمخابز ومحال الخدمات مفتوحة والحياة عادية هذه المرة خاصة عندما ينظر إلى تصريحات اتحاد التجار ووزارة التجارة بخصوص برنامج المداومة.
لكن الوضع لم يتغير، و الحديث هنا ليس عن توفير مادتي الخبز والحليب بل عن الحياة العامة في المدن.. و كل التحذيرات والتهديدات و برامج المداومة لا معنى ولا قيمة لها أمام سلوك جمعي نمطي لا يعير أي اهتمام لذلك، سلوك مألوف يقتل الحياة في المدن الكبيرة ويحولها إلى مدن أشباح بحق.. حتى السير في الشوارع يكاد لا يذكر، وهي التي تشتكي طول العام من زحمة أناس يتجولون فيها دون هدف.
وعلى العكس فقد تجد في النهر ما لا تجده في البحر كما يقول المثل.. ففي بعض المدن والقرى الصغيرة قد تجد المحلات التجارية مفتوحة والمواد الغذائية الأساسية متوفرة والحياة الاجتماعية قوية، وهو ما يزيد من تعقيد الظاهرة .. وعادة ما يربط مفسرو ظاهرة الندرة وغلق المحلات التجارية في المدن الكبرى بعودة عمال المخابز وغيرها إلى ولاياتهم وقراهم الأصلية خلال أيام العيد لقضاء المناسبة مع أهلهم وذويهم.
لكنه في الواقع تفسير غير واقعي وغير منطقي ولو بنسبة معينة، وقد يكون تفسيرا قابلا للتصديق لو كنا في بداية السبعينيات أما اليوم فقد تغيّر كل شيء، وتغيّرت كل المعطيات وصارت الكثير من الوسائل متوفرة ومتطورة، ولم يعد الخباز مثلا هو ذلك القادم من قرية نائية ليبحث عن لقمة العيش، وحتى و إن كان كذلك فما الذي يمنع ساكنة المدن من الخروج يومي العيد وممارسة الحياة بصورة عادية كما في أيام السنة الأخرى ؟.
و بالإمكان القول أننا ننفرد بهذه الظاهرة عن بقية الاقطار العربية والإسلامية، فمن المفروض أن تزداد الحياة خلال المناسبات الدينية كعيدي الفطر والأضحى بالنظر للقيم التي تحكم المجتمع مثل تبادل الزيارات بين العائلات، وصلة الأرحام والتضامن وغيرها، ومهما يكن الأمر فإن الجهود التي تبذلها السلطات العمومية من أجل ضمان المداومات في الأعياد الدينية مهمة كمرحلة أولى لإعادة بعث الحياة في المدن الكبيرة على وجه الخصوص.
وبالتأكيد فإن لهذه الظاهرة مسببات وتفاسير دينية وتاريخية واجتماعية، وهي تؤرق الناس جميعا لما يتحدثون عنها لكنهم في الواقع لا يبذلون قصارى جهودهم من أجل تغييرها، وذلك لن يكون إلا بتغيير سلوك كل واحد منا.
النصر