الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
حولت بعض وسائل الإعلام في الجزائر قضية الاعتداء على الأطفال إلى نقاش حول تطبيق عقوبة الإعدام، بل أن البعض منها تبنت المطالبة بإعدام الجناة وراحت تحشد المؤيدين لذلك فيما يشبه حملة فرضها، على ما يبدو، شح المادة الإعلامية في هذا الصيف.
صحفيون شباب يستضيفون في قنوات تلفزيونية شيوخ يرافعون من أجل الإعدام بشكل مخيف وصحف حولت القضية إلى «مطلب شعبي» متجاوزة وظيفتها الإعلامية إلى ما يشبه التحريض، بل ومساهمة في تحريف النقاش الذي كان يفترض أن يتصدى له المختصون عوض أن يتم تمييعه بتحويله إلى الحقل الديني والاستعاضة بالفتوى عن الدراسة العلمية التي تكشف عن أسباب الاعتداء على الأطفال، وهي ظاهرة ليست جديدة، بل أن الجديد فيها هو معالجتها الإعلامية على نطاق واسع التي تدفع المعتدين جنسيا على الأطفال إلى قتلهم. و قد نبه مختصون إلى أن وسائل الإعلام باتت تعرقل عمليات التحقيق وأصبحت تربك المعتدين الذين يمرون إلى القتل لطمس جريمة الاغتصاب بعد اكتشافهم أن الفعل الذي ارتكبوه سرا أصبح حديث العام والخاص.
إحصائيات مصالح الأمن تؤكد أن الدوافع الجنسية وراء هذه الاعتداءات، لكن المعضلة الجنسية في الجزائر لا زالت ضمن الطابوهات التي تلتف عليها وسائل الإعلام عند الحديث عن الظاهرة.
وحتى وإن كانت بعض أصوات المختصين والمثقفين قد ارتفعت لتحذر من مخاطر المشكلة الجنسية على المجتمع إلا أنها عادة ما تكون محل استهجان من وسائل الإعلام التي تعتبر الحديث عن الكبت الجنسي في المجتمع دعوة إلى ضرب قواعده الأخلاقية، رغم أن هذه القواعد منتهكة بسلوكات يومية في شوارعنا تستهدف الفئات الهشة خصوصا النساء اللواتي يتعرضن إلى أشنع أنواع التحرش فضلا عن الكلام البذيء الذي تحول إلى لغة عادية في القاموس الجزائري، رغم سن الحكومة لقوانين ردعية، إلا أن الطبع يغلب الردع، فضلا عن تحل المرأة للأذى في صمت وتخوفها من شكوى تتحول إلى فضيحة في عرف المجتمع.
و إذا كانت الأرقام تؤكد تراجع معدل سن الزواج في الجزائر إلى ما فوق سن الثلاثين مع ارتفاع نسبة الشباب بين الساكنة فلا بد من توقع أزمة لا يمكن أبدا حلها بكلام ديماغوجي أو بخطب وعظية، خصوصا وأن التطور التكنولوجي مكن من فرص التواصل التي تصعب مراقبتها وأتاح للناشئة معرفة ما يخفيه المجتمع وفتح أعينها على إغراءات لم تكن متاحة للأجيال السابقة، و إذا أضيف إلى ذلك تراجع فضاءات المتعة والتسلية والترويح فإن المجتمع سيجد نفسه أمام طاقة سالبة قد تنفجر في الاتجاه الذي لا يرضاه ولا يرتضيه. وعليه فإن تيسير شروط الزواج وخلق فضاءات للمتعة والترفيه ضرورية للحفاظ على التوازن، إلى جانب إشاعة تربية جنسية سليمة لأطفالنا و إيلاء الاهتمام الكافي للطب النفسي، لأن المنحرف جنسيا يمكن علاجه عوض قتله، لأنه ببساطة مريض و للمجتمع دور في هذا المرض سواء من حيث التنشئة الخاطئة أو بسبب الضغوط. وبالطبع فإن الخطوة الأولى في معالجة مشكلة هي الاعتراف بها، لأن إنكار المرض لن يزيد سوى في استفحاله، كما أن تحريف النقاش حول ظواهر لن يؤدي إلى معالجتها، ووسائل الإعلام مدعوة إلى عدم التسرع في مناقشة بعض المسائل دون المرور على أهل الاختصاص في مجتمع ما بعد الإرهاب الذي لازال يعاني من صدمات إحدى أسبابها تحول “القتل” إلى “فعل عادي”، ولا يصح والحال هذه أن يتحول الحديث عن “الإعدام” إلى وجبة يومية.
النصر