أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
لم يحجب تأجيل زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الجزائر بحر الأسبوع الجاري، الإعلان عن ميلاد حلف اقتصادي جديد بين الجزائر و ألمانيا، على أنقاض الحلف الفرنسي القديم الذي يتهاوى يوما بعد يوم و هو يفقد مواقع حسّاسة حيث جرفته قضية التفاح الأخيرة، أين فشل تفاح جبال الألب الشهيرة في مزاحمة تفاح الأوراس الأشم.
الحلف الجديد كشف عنه وزير الصناعة و المناجم بعدما لمس من الشركاء الألمان، استعدادا كبيرا لمرافقة المؤسسات الإقتصادية الجزائرية في رفع إنتاجياتها في العديد من القطاعات لاسيما الهياكل القاعدية و الطاقة، و الأكثر من ذلك هو إقامة شراكة لتلبية حاجيات البلدين في مختلف المجالات من خلال تحقيق مشاريع مشتركة سويا.
و واضح للعيان طبيعة الفلسفة الألمانية التي تحترم شركاءها في المجال الإقتصادي عندما تلتزم صراحة بالمحافظة على مصالحهم و العمل سويا بالقاعدة الذهبية « رابح - رابح «، و هو ما يؤكد مدى التباين بين هذه النظرة المتوازنة في العلاقات الإقتصادية، و تلك النظرة الفرنسية التقليدية التي لا ترى في شركائها الأفارقة و العرب، إلاّ أسواقا مغرية يجب إغراقها بالسلع، دون المساهمة في خلق نسيج صناعي أو نقل للخبرات المهنية و المهارات الصناعية، مقابل الحصول على صفقات مجحفة.
و بالعودة إلى العلاقات الجزائرية الألمانية في المجال الإقتصادي، فهي شراكة تقليدية تعود إلى السبعينيات من القرن الماضي أين ساهمت ألمانيا في إرساء قاعدة متينة في الصناعات الميكانيكية و البتروكمياويات، كما عملت على تأهيل المئات من العمال الجزائريين في تربصات خارجية، حيث مازال الكثير من العمال يحتفظون بنظرة تقدير و إعجاب للشريك الألماني، رمز القوة التنافسية و القدرة الخارقة على الإبتكار.
و تعمل اليوم شركات عالمية و على رأسها العملاقان « مرسيدس بينز « و « فولسفاغن « على إرساء صناعة واعدة للسيارات في الجزائر، حيث أعطت نتائج مشجعة مع مؤسسة الجيش الوطني الشعبي في صناعة العربات و المركبات التي يمكن تصديرها إلى الخارج، كما يتوقع أن يتحوّل الصانع الألماني « فولسفاغن « إلى رائد في صناعة السيارات من خلال ميلاد أول سيارة هذا الصيف، و توسيع الشراكة إلى صناعة قطع الغيار.
الإنزال الألماني لرجال الأعمال و دعوتهم إلى تقوية الشراكة الإقتصادية بين البلدين، هو تجديد لبقاء هذا البلد الأوروبي شريكا تقليديا، و بإمكانه أن ينسج علاقة شراكة مستدامة و مبنية على أسس اقتصادية نقية و تعاملات خالصة، لا تشوبها الحسابات الضيقة و لا الضغوطات المقيتة، أو أن تلوثها أمراض الذاكرة التي مازالت تثير فريقا واسعا من الطبقة الفرنسية الحاكمة.
الجزائر اليوم تحوّلت إلى قبلة لجذب المستثمرين الأجانب من كل القارات، بفعل التسهيلات التي تقدمها لشركائها، و أيضا بفضل الديناميكية الجديدة في الدفاع عن المصالح العليا للمؤسسة الجزائرية التي تبحث عن شركاء أجانب جدد و حلفاء اقتصاديين نزهاء . و هو ما يقتضيه عمل النموذج الإقتصادي الجديد الذي تسير فيه المؤسسة بحثا عن النجاعة و القدرة على المنافسة.
و هو ما يفسح المجال واسعا للمؤسسة الجزائرية، أن تستلهم من نظيرتها الألمانية سرّ قوتها التنافسية و صرامتها و جديتها. المعجزة الألمانية التي حدثت بعد الحرب العالمية الثانية في إعادة البناء، و تجربة توحيد الألمانيتين الناجحة عام 1990 و غيرها من النجاحات الإقتصادية هي من بين المؤشرات الدالة على أن الجنس الآري سيصنع معجزات أخرى بقيادة امرأة قادمة من ألمانيا الشرقية.
ألمانيا اليوم هي صاحبة واحد من أكبر و أقوى الإقتصادات في العالم، فهو الأول في أوروبا و الرابع بعد أمريكا و الصين و اليابان. و لهذه الأسباب من الحكمة السياسية، إقامة حلف اقتصادي متين على محور الجزائر - برلين، عسى أن تحدث معجزة إقتصادية في الجزائر.
النصر