الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
معاصر الزيتون التقليدية تناضل للبقاء رغم المصاعب
تقع بلدية سفيان التابعة لدائرة نقاوس بولاية باتنة، وهي تتربع على مساحة تصل إلى حدود 18126 كلم مربع ويبلغ عدد سكانها حوالي 14 ألف نسمة، وتتميز المنطقة بطابعها الفلاحي والزراعي وهي التي تشتهر بالأشجار المثمرة خاصة أشجار الزيتون والمشمش أين تؤكد بعض الأرقام الرسمية إلى أن هناك أزيد من 800 ألف شجرة مثمرة من زيتون ومشمش، كما تكثر بها معاصر الزيتون التقليدية هذا الأمر جعلها مقصدا للمواطنين من مختلف المناطق المجاورة للحصول على أجود الزيوت، غير أن إنتاج الزيتون بدأ في التراجع خلال السنوات القليلة الماضية لعدة أسباب موضوعية لها صلة بأزمة مياه السقي والجفاف الذي أصاب المنطقة إضافة إلى قلة اليد العاملة التي من شأنها أن تحافظ على عدم زوال هذا النشاط، وفي ظل هذه المشاكل التي تقف دون استمرار نشاط إنتاج الزيتون ما تزال المعاصر التقليدية تناضل بدورها لبقائها ويسعى المواطنون ممن ينشطون في هذا المجال إلى الحفاظ على تلك المعاصر التقليدية رغم تجديد كثير منهم تلك المعاصر بأخرى حديثة تنتج بكميات مضاعفة.
أهم ما يميز المعاصر التقليدية المنتشرة عبر إقليم بلدية سفيان أنها تشتغل بطريقة يدوية بعيدا عن الأجهزة والمحركات الآلية والكهربائية، وقد شدنا ذلك إلى دخول إحدى المعاصر التي تعمل بهذه الطريقة والتي تقع بوسط المدينة أين وجدنا بها طاقم عمل يفوق 4 أشخاص تختلف مهامهم داخل المعصرة وكل حسب وظيفته، أين تعمل عن طريق بغل يشد حبلا لتدوير آلة الرحي والتي تقوم بطحن حبات الزيتون بعد أن يتم تسخينه في براميل ممتلئة بالماء المغلي، وقد قدم لنا صاحب المعصرة شروحات بهذا الخصوص مؤكدا بأن طحن حبات الزيتون بهذه الطريقة يحافظ على سلامة نواة الحبات مما يعطينا زيتا صافيا وذوقه ليس مرا على عكس المعاصر الحديثة التي تقوم على طحن حبات الزيتون مع النواة مما يؤثر بشكل كبير على مذاق الزيت، وأضاف المتحدث نفسه بأن مرحلة الطحن هي الأولى بعدها يتم عصره في آلة أخرى تسير بطريقة يدوية أين يتحكم بها أحد العمال قبل أن يأتي الدور على تصفية الزيت في آخر مرحلة، وعلى حد قوله فإن المعاصر التقليدية بإمكانها أن تقدم لنا نوعين من الزيت بارد وساخن، فأما البارد يمكن حفظه لأكثر من 10 سنوات ويستخدم في الغالب كدواء لعلاج بعض الأمراض فيما يُستخدم الساخن منه في الطبخ ومع الأكل، ويختلف سعرهما أين يصل ثمن لتر ونصف من الزيت البارد إلى حدود 1400 دج، فيما لا يتجاوز سعر الزيت الساخن حدود 1000 دج للتر ونصف على حد قوله.
من جهة أخرى عمد بعض ملاك المعاصر بمدينة سفيان إلى تجديد جزئي لمعاصرهم من خلال تزويدها بمحركات ميكانيكية وكهربائية بغرض الحفاظ على بقائها من خلال مضاعفة كمية الإنتاج والحصول على أرباح أكثر، وهو ما وقفنا عليه في معصرة أخرى غير بعيدة عن الأولى، حيث يملكها مواطن في عقده السادس من العمر وعلى حد تعبيره فقد ورثها عن جده وهي من أقدم المعاصر بالمنطقة، وقد أوضح لنا بأن بعض المعاصر القديمة والتي ما تزال تعمل بشكل يدوي لا تنتج بكثرة غير أن تزويدها ببعض المحركات الميكانيكية يساهم في مضاعفة الإنتاج موضحا بأن بلدية سفيان تنتشر بها قرابة 8 معاصر تقليدية، إلا أنه أردف قائلا بأن ضعف كميات الزيتون خلال السنوات القليلة الماضية قد عرف تراجعا رهيبا لعدة أسباب أهمها ندرة الأمطار وتراجع الشباب عن هذا النشاط وهو ما أثر بشكل سلبي على إنتاج زيت الزيتون بالمنطقة رغم شهرته على نطاق واسع في المناطق المجاورة، وحسبما أوضحه فإن استمرار الوضع على هذا الحال سيؤدي حتما إلى زوال هذا النشاط رغم أن طبيعة المنطقة تستلزم زراعة وغرس أشجار الزيتون لأنها تحتمل العطش على عكس بقية الأشجار المثمرة الأخرى، ويأمل صاحب المعصرة أن يتم إيجاد حل من طرف المصالح المعنية للحفاظ على إنتاج الزيتون بكميات كبيرة مثلما كان عليه الحال في وقت سابق.
تحدث معنا ملاك المعاصر عن جملة من المشاكل التي باتت تواجههم وتقف عائقا أمام استمرار عمل معاصر الزيتون التقليدية ببلدية سفيان، حيث أجمعوا على أن ندرة الإنتاج هي السبب الرئيسي وينتظر هؤلاء دعم السلطات المحلية للفلاحين بهذا الخصوص من خلال منحهم رخص حفر الآبار الارتوازية بالمنطقة لضمان سقي الأشجار نظرا لندرة الأمطار خلال السنوات الأخيرة، كما أكدوا بأن ضمان استمرار تلك المعاصر التقليدية بات مهددا بسبب عصرنتها من طرف بعض المواطنين ممن يملكون الإمكانيات المادية الكبيرة أين يتم جلب معاصر حديثة رغم أن زيتها لا يطابق جودة زيت معاصرهم، وعلى حد قولهم فإن انتشار المعاصر الحديثة يقضي على اليد العاملة لكونها تقوم بالعمل كله وليست بحاجة لعدد كبير من العمال، وتبقى الأعطاب الميكانيكية إضافة إلى فواتير الكهرباء تقف هي الأخرى عائقا أمام هؤلاء نظرا للمصاريف الكثيرة المترتبة عنها، كما أن مشكلة ندرة قطع الغيار هي الأخرى تثير استياءهم وحسبهم فإنهم ملزمون في كثير من الأحيان إلى التنقل نحو ولايات بعيدة على غرار بجاية وتيزي وزو من أجل جلب قطع الغيار اللازمة نظرا لندرتها وانعدامها بولاية باتنة، كل هذه المشاكل يقابلها في الوقت نفسه مداخيل ضعيفة ومتدنية لا تلبي طموحات أصحاب المعاصر.
لدى محاورتنا لعدد من شباب المنطقة اكتشفنا مدى إعتراضهم عن مزاولة الأنشطة المتعلقة بعصر الزيتون غير أنهم في مقابل ذلك ما يزالون متمسكين بالنشاط الفلاحي، حيث أكدوا بأنهم يبحثون عن بدائل تدر أرباحا طائلة وبعض التجارب الموجودة هناك خير دليل، أين يرى شباب البلدية بأن تربية الدواجن والتجارة في البيض إضافة إلى الاستثمار في إنتاج بعض المحاصيل الزراعية الأخرى على غرار السلاطة بدأ يعرف رواجا بالمنطقة والجميع يتوجه نحو هذه الأنشطة الزراعية لكسب الرزق، وفي مقابل ذلك لم يفوت هؤلاء الفرصة للتعبير عن أهم المشاكل التي تعترضهم في حياتهم اليومية وأبرزها يتعلق بالبطالة التي عرفت انتشارا رهيبا في أوساطهم خاصة في ظل غياب دعم الدولة بهذا الخصوص وينتظر هؤلاء التفاتة المسؤولين والجهات الوصية لدعمهم مادامت الرغبة في ممارسة الأنشطة الفلاحية ما تزال موجودة لديهم، وأكدوا أيضا بأن طبيعة المنطقة تستوجب عليهم الحفاظ على النشاط الفلاحي الذي جعل من بلدية سفيان قطبا فلاحيا بامتياز على مستوى ولاية باتنة.
روبورتاج :بلال بن إيدير