كشف وزير المالية، لعزيز فايد، بأن مقترح رفع منحة الإعانة للسكن الريفي هو قيد الدراسة على مستوى الحكومة لاتخاذ القرار، وأعلن عن تدابير للتقليل من...
فاز المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب بـالانتخابات ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأميركية، ووصف ترامب فوزه بولاية رئاسية جديدة بأنه...
درست الحكومة، خلال اجتماعها، أمس، برئاسة الوزير الأول نذير العرباوي، مختلف التدابير المتخذة والمقترحة في إطار تنفيذ توجيهات السيد رئيس الجمهورية...
أوقفت مفارز الجيش الوطني الشعبي، 11 عنصر دعم للجماعات الإرهابية، كما تم ضبط 3 بنادق رشاشة في عمليات متفرقة، خلال الفترة الممتدة بين 30 أكتوبر و05...
منحت الجزائر أزيد من 100 مليون دولار لجيرانها الجنوبيين لمواجهة الإرهاب، واكتفى الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة بمنح 50 مليونا في إعلان غير مضمون التطبيق.
هذه المقارنة عقدها الوزير الأول أحمد أويحيى على هامش القمة الإفريقية الأوروبية ليشير إلى جهود تقوم بها بلادنا صادقة في مساعدة أشقائها في القارة، مشفوعة بمعارك دبلوماسية لمنع التدخلات الأجنبية ومنع إسقاط الدول.
الوزير الأول الجزائري كان مُمتعضا وهو يلاحظ “اكتشاف” العالم لظاهرة الاتجار بالبشر في ليبيا التي يعاني شعبها منذ سنوات بسبب تدخلات أجنبية أسقطت النظام و أقامت الفوضى، فحتى وإن كان الضمير الإنساني لا يطيق إقامة سوق للعبيد كما تم الكشف عنه في ليبيا الشقيقة، فإن لهذا الانحراف مقدمات تغاضى عنها الذين قصفوا والذين منحوا السلاح والأموال والذين صفقوا والذين ما زالوا إلى اليوم يصبّون الزيت على النار.
وربما اضطرت الجزائر إلى تقديم أرقام لم تقدمها من قبل، لتكشف أن أقوالها مقرونة بالأفعال و أنها لا تريد لجيرانها سوى الاستقرار والرفاه، عكس الذين لا يكترثون لموت شعوب إذا صبّ في مصالحهم.
نعم، ثمة سوق للعبيد في ليبيا، لكن هناك أيضا أسواق عبيد غير معلنة، تباع فيها شعوب و أمم و تُرهن مصالحها و تُنهب خيراتها لأن ذلك من مصالح القوى التي لم تُشبع شراهتها الاستعمارية و منحت نفسها حق الفرز بين الخير والشر وبين الحق والباطل.
وهناك خطاب غربيّ يتعامل بأبويّة وتعالٍ مع أبناء القارة، فقبل سنوات تحدّث الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي من السنغال عن صعوبة يجدها الرجل الأسود في دخول التاريخ، لكن الرئيس الفرنسي الشاب ماكرون، أراد أن يقدّم نفسه كرجل قطيعة وهو يتحدث إلى طلاب في جامعة بوركينابية قبيل افتتاح قمة الاتحاد الاوروبي- الاتحاد الافريقي، لأنه – كما قال- من جيل جديد، لا علاقة له بالماضي الاستعماري، حيث لم يتردّد في صدم الطلاب بالقول أنهم يتعاملون معه كما لو كان مسؤولا عليهم، كما لو أنهم ما زالوا مستعمرين. لكن الرئيس الذي يحاول التخلّص من الإرث الاستعماري برهن على أنه في قلب الايديولوجية الاستعمارية ذاتها، وهو يقدّم الدروس لشباب هذا البلد ولرئيسهم أيضا، الأمر الذي جعل صحيفة "لوموند" تقول لماكرون أن القطيعة ليست في الكلمات ولكن في "الكفّ عن التعامل مع القارة كما لو أنها مقاطعة فرنسية"!
ولعلّ الدرس الذي يجب أن يتعلّمه الأفارقة، هو أن حلول مشاكلهم لن تُهدى لهم من الأطراف التي كانت سببا فيها ، وبالتالي فإن الاستنجاد بجيوش المستعمرين السابقين لمواجهة مشاكل داخلية، سيعيد هذه البلدان خمسين سنة إلى الوراء وقد يجعل الاستقلال والوحدة محل شكّ.
ثم أن مقدرات القارة وفرص الاستثمار التي تقترحها ستجعلها قادرة على تطوّر سريع ، يكفي أن تعالج مشكلاتها السيّاسية لتدركه. ولتحقيق ذلك لا بد من المرور إلى الديمقراطية التي تمكن من التداول السلمي على السلطة وتعيد ثقة النخب في بلدانها، إذ لا يعقل أن تُحرم أجيال افريقية من إدارة شؤون حياتها، أو من العيش بحرية وكرامة في بلدانها فتخوض في الصحاري والبحر نحو الشمال، لأن فئة مستأثرة ترفض التنازل عن السلطة و ترفض الاحتكام إلى الاستحقاق الديمقراطي مستعينة بأعداء الأمس على أطفالها.
وقبل ذلك وبعده على الأفارقة أن يعملوا على حلّ مشاكلهم بأنفسهم وعلى التكامل البنّاء عوض التناحر بحثا عن أدوار وهميّة يمنحها الآخرون، وأن صديقهم هو من يصدقهم القول ويجدونه عند الشدة.
النصر