أشرفت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة د. صورية مولوجي، صباح اليوم، على افتتاح المؤتمر الوطني حول المرأة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية تحت عنوان:...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية في الفترة الممتدة ما بين 11 و 17 ديسمبر الجاري، حسب...
ترأس رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، مراسم تقديم أوراق اعتماد السفراء الجدد لكل من اليابان، البرازيل، ماليزيا، سيراليون...
ناقشت الحكومة خلال اجتماعها، أمس، برئاسة الوزير الأول، نذير العرباوي، الجهود المبذولة من طرف السلطات العمومية لضمان تلبية منصفة ومستديمة لاحتياجات السكان من...
من حيث يدري أو لا يدري يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقراره الاعتراف بالقدس الشريف عاصمة لليهود، ، قد أعاد القضية الفلسطينية إلى واجهة الحدث العالمي و بالذات إلى قلب الصراع الجيوسياسي بمنطقة الشرق الأوسط بعد سنوات من التهميش المقصود و التفريط المفروض.
ترامب أو الرجل المتهوّر ألقى كرة ملتهبة من النار وسط الشارع العربي و الإسلامي الخامد ليثور من جديد و ينفض الغبار عن سنوات عجاف كاد ينسى فيها أن له قضية مقدسة تسمّى فلسطين الأرض المغتصبة و أن من واجبه استردادها.
كان واضحا أن أهداف القرار الأمريكي الجائر و الظالم هي محو آثار الفلسطينيين و طردهم من الأراضي الإسلامية المسالمة و إحلال محلها السلطة الصهيونية الهمجية.
لكن السحر انقلب على الساحر، و احتلت القضية الفلسطينية الحدث رقم واحد في واجهة الأحداث المأساوية العربية على مدار أسبوع كامل من الغضب و عادت قضية تهويد القدس إلى وجدان العرب و قلوب المسلمين في العالم أجمع أكثـر من أي وقت مضى.
حقيقة القضية الفلسطينية توارت عن الأنظار و تراجعت في أولويات الأمة التي تكابد الفتن و المحن تحت راية ربيع كاذب، و ها قد حان الوقت لإعادة اللّهب للشعلة المنطفئة ظاهريا و لكنها متقدة باطنيا و محبوسة في النفوس فقط، إذ تحتاج إلى الثوران و لفظ حممها كالبركان بمجرد الإعلان عن قرارات و لو كانت استفزازية و منحازة مثل التي يتخذها الغرب المتعجرف لصالح الدولة العبرية.
و يكفي أن يواصل أطفال الحجارة معركة الرشق و الكر و الفر تحت أنظار العالم، حتى تبقى القدس غصّة في حلق الصهاينة المغتصبين و حملا ثقيلا على أكتاف العرب المتخلفين. و الأكثـر من ذلك أن تبقى القضية الفلسطينية قضية القضايا بلا منازع رغم محاولات الالتفاف و النسيان.
و يبدو أن الكثير من الأنظمة العربية و الإسلامية التي تعتبر نفسها حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط و تقيم علاقات معلنة و غير معلنة مع إسرائيل على حساب القضية الأم، قد وجدت نفسها اليوم خارج اللعبة و في حرج ما بعده حرج؟.
فقد ظهرت أمام الرأي العام أنها كتلة هواء لا وزن لها بل لا تساوي شيئا أمام شراهة "البلدوزر" الجديد الذي لا يشبع من مئات المليارات التي أخذها تقريبا عنوة في شكل صفقات غريبة مقابل حماية عائلات و أنظمة من شعوبها و من بعبع الإرهاب الذي يتهدد البعض منها بالتقسيم تارة وتارة أخرى بالتخويف من المصير الذي يلقاه الزعماء.
فقد بدأ يتأكد أن التيار اليميني المتصهين في العالم لن يتوقف عن تحريض اليهود على جعل القدس عاصمة أبدية لهم إلى غاية محو العرب عن بكرة أبيهم من على الخريطة التي يحلم اليهود بها لإقامة دولة إسرائيل الكبرى .
و الصورة لمن لا يرى تكتمل ملامحها يوما بعد يوم، فاليوم القدس و غدا عواصم عربية قريبة ستكون محل أطماع يهودية و غير يهودية لقوى إقليمية تعمل هي الأخرى على استغلال الوهن العربي و تتسابق لفرض أجنداتها الاستعمارية.
في الأخير لا يهم أن يكون أخطأ ترامب و هو يسترضي اليهود و يغضب العرب و المسلمين، فالرجل أوفى بوعده كما تم الوفاء بوعد بلفور.
المهم هو أن القدس رمز القضية الفلسطينية عادت بقوة إلى الواجهة و نزلت إلى الشارع ليحتضنها أصحابها الشرفاء و تنذر أصحاب السبت و الأحد أن انتفاضة ثالثة قادمة على أبواب الأقصى.
النصر