أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية، أن ترشح الجزائر لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، يُجسد العناية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية، لتعزيز دور الجزائر...
* مهلة شهر لكل الهيئات الحكومية والمؤسسات لإثراء المشروع سلمت لجنة الخبراء المكلفة من قبل رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، بإعداد مشروعي...
أكد الناطق باسم المنظمة الوطنية لحماية المستهلكين فادي تميم، أمس، بأن وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق قد تلجأ إلى إجراءات رقابية مشددة على أصحاب...
بلغت نسبة إنجاز مشروع مركب استخراج غاز البترول المسال بغرد الباقل (ولاية ورقلة) 70 بالمائة ومن المتوقع استلامه خلال السداسي الأول من السنة المقبلة...
تكتسي الجزائر بداية من مساء اليوم، وعلى مدار 3 أسابيع حلة إفريقية، باحتضانها فعاليات النسخة رقم 14 لكأس أمم إفريقيا لفئة أقل من 17 سنة، في ثاني منافسة قارية تستضيفها بلادنا في فترة زمنية لم تتجاوز 4 أشهر، وذلك بعد كسب رهان تنظيم «شان 2022» في بداية العام الجاري، ولو أن هذا الأمر يضع الجزائر مرة أخرى تحت مجهر الكاف، في رحلة البحث عن تنظيم «كان 2025»، وهو الحدث الذي يبقى الأكبر من حيث التنظيم، مقابل مواصلة بحث الكرة الجزائرية عن إنجاز يعيد فئة الأشبال إلى «العالمية»، وهذا باقتطاع تأشيرة المشاركة في المونديال المخصص لهذه الفئة العمرية، بعد الظهور الأول في العرس العالمي، والذي كان قبل 14 سنة بنيجيريا.
وتستضيف الجزائر نهائيات كأس أمم إفريقيا للأشبال للمرة الثانية في تاريخها، بعدما كانت قد احتضنت طبعة 2009، بمعطيات لا تختلف كثيرا عن تلك الخاصة بهذه النسخة، مادام أن هذه الدورة تكتسي أهمية بالغة، بحكم أنها مؤهلة إلى المونديال، والمنتخبات الأربعة التي ستبلغ المربع الذهبي من «الكان»، ستنال بصورة أوتوماتيكية شرف تمثيل القارة الإفريقية في نهائيات كأس العالم، التي كانت مقررة البيرو، وتقرر تغيير مكان إقامتها، في انتظار حسم الفيفا في هوية البلد المستضيف، وعليه فإن الرهان في «كان الأشبال» سيكون مزدوجا، وهذا بالبحث أولا عن مقعد في نصف النهائي، يكفي لترسيم المشاركة في المونديال، ثم التفكير في التاج القاري.
هذه الطبعة ستعرف مشاركة 12 منتخبا، وهذا الإجراء الذي يدخل حيز التطبيق الميداني لأول مرة في تاريخ هذه المنافسة، لأن «الكان» الخاص بفئة أقل من 17 سنة، كان في الدورات السابقة يجرى بمشاركة 8 منتخبات فقط، لكن المكتب التنفيذي للكاف قرر رفع عدد المنتخبات المشاركة، بزيادة التمثيل بالنسبة لكل المناطق الإقليمية للقارة، والمعتمدة بحسب التقسيم الجغرافي، وهذا بنية منح فرص أكبر للمنتخبات من أجل الدفاع عن حظوظها في المشاركة في نهائيات كأس العالم، مادام الاتحاد الإفريقي قد فضل منذ قرابة 3 عقود من الزمن برمجة هذه المنافسة، واعتبارها محطة تأهيلية إلى المونديال، وهو الإجراء الذي تم الشروع في العمل به منذ سنة 1995، بتنظيم أول دورة من «كان الأشبال»، والتي كانت بمالي، الأمر الذي مكّن الكاف من التخلي عن الدورات التأهيلية إلى المونديال، والتي كانت تجرى في شكل تصفيات على مراحل إقصائية بنظام الذهاب والإياب.
12 منتخبا لأول مرة والصومال وجنوب السودان المفاجأة
فتح قرار زيادة عدد المشاركين في «الكان» إلى 12 الأبواب أمام منتخبات «مجهرية»، ستبصم على ظهورها لأول مرة في هذه المنافسة، ويتعلق الأمر بمنتخبي الصومال وجنوب السودان، مقابل عودة المنتخب الوطني إلى الواجهة، بحكم أنه منظم الدورة، وتواجده في المرحلة النهائية لثاني مرة جاء بنفس معطيات المشاركة الأولى والوحيدة في الطبعات الفارطة، لأن أشبال «الخضر» كانوا قد نشطوا دورة 2009، عند نيل الجزائر شرف التنظيم، كما سيسجل منتخب زامبيا ثاني مشاركة له في «الكان»، بعدما كان قد شارك في طبعة 2015، وأقصي من الدور الأول، بينما تضم قائمة منشطي هذه النسخة 4 منتخبات سبق لها التتويج باللقب القاري لهذه الفئة العمرية، في صورة حامل اللقب، منتخب الكاميرون، الذي سيدخل المنافسة من بوابة مدينة عنابة، بنية الدفاع عن التاج الذي كان قد أحرزه في تنزانيا قبل 4 سنوات، ولو أن أشبال «الأسود غير المروضة» نالوا هذا اللقب في دورة 2003، الأمر الذي جعلهم يتقاسمون نفس العدد من التتويجات مع منتخب مالي الذي يتواجد معهم في نفس الفوج، مما يعني بأن مجموعة عنابة «حديدية»، باعتبارها تضم أيضا منتخب بوركينافاسو، الذي سبق له اعتلاء منصة التتويج في دورة كيغالي 2011، الأمر الذي سيقطع طريق إلى المونديال بصورة آلية أمام واحد من المنتخبات التي كانت قد مثلت القارة السمراء في المونديال خلال الدورات الماضية.
وفي نفس السياق، فإن دورة الجزائر 2023 ستشهد مشاركة منتخب نيجيريا، الذي يعد من أفضل سفراء إفريقيا في نهائيات كأس العالم، لأنه كان قد توج باللقب العالمي، و«النسور الخضراء» ستدخل هذه الطبعة بنية تضميد الجراح، بعد اكتفائها بالوصافة في طبعة 2019 بتنزانيا، إثر خسارة النهائي أمام الكاميرون، كما سيدخل منتخب مالي هذه الدورة في ثوب أحد أكبر المرشحين للتنافس على التاج، لأن «نسور باماكو» صنعت الاستثناء، بنجاحها في تحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخ هذه المنافسة، وذلك بالاحتفاظ باللقب لدورتين متتاليتين، وكان ذلك في نسختي 2015 و2017، رغم غيابها عن الدورة الأخيرة بدار السلام، في الوقت الذي سيكون فيه غياب منتخبي غانا وغامبيا عن موعد الجزائر مميزا، لأن كل منتخب رصع سجله بلقبين، ومع ذلك فإن الفشل في تخطي المرحلة التصفوية جعل دورة 2023، تشهد غياب زبونين من العيار الثقيل، والطرح ذاته ينطبق على المنتخب الإيفواري، وكان المنتخب المصري، صاحب اللقب الوحيد للكرة العربية، لما توج في دورة بوتسوانا عام 1997، لأن العرب لم ينجحوا في بلوغ الدور النهائي لمنافسة «كان» الأشبال، سوى في مناسبتين، كانت إحداهما للمنتخب الجزائري في مشاركته الوحيدة في نسخة 2009.
4 دول فقط حضرت آخر نسخة
ستكون هذه الدورة بمشاركة 4 منتخبات فقط كانت قد نشطت طبعة 2019 بتنزانيا، وهو رقم يمثل نصف الزبائن الذين كانوا قد حضروا في آخر دورة، لكن مضاعفة عدد المشاركين مكن بعض المنشطين التقليدين من التواجد في الجزائر، انطلاقا من منتخب نيجيريا، الذي سيشارك للمرة العاشرة في تاريخه، مرورا بمنتخب مالي، المتواجد في فترة أوج العطاء، وكذلك الحال بالنسبة للمنتخب الكاميروني حامل اللقب، دون التقليل من قيمة منتخب بوركينافاسو، وهي المنتخبات التي تتأرجح عدد مرات ظهورها في «الكان» ما بين 7 و10، في الوقت الذي تبقى فيه مشاركات ثلثي التركيبة الاجمالية لمنشطي هذه الطبعة متذبذبة، وغير منتظمة، لكن منتخب السنغال سيدخل الدورة بنية تأكيد «النهضة» الكروية التي يعيش على وقعها هذا البلد، بعد التتويج بلقبي «كان» الأكابر و«الشان»، مقابل سعي المنتخب الجزائري لتوظيف ورقتي الأرض والجمهور بحثا عن تكرار «إنجاز» 2009، بالتأهل إلى المونديال، مع رفع عارضة الطموحات عاليا، على أمل أن تكون ثمرة هذه المشاركة لقب قاري، رغم أن المعطيات التاريخية لهذه المنافسة تضع منتخب غامبيا في خانة «ّالاستثناء»، باعتباره الوحيد الذي كان قد نجح في استغلال فرصة التنظيم للتتويج باللقب، في دورة 2005، وما دون ذلك فإن التاج في 13 طبعة أخرى لم يكن من نصيب أي مستضيف.
ملتقى الجزائر معرض مفتوح لبراعم القارة
دورة «كان» الأشبال ستكون محطة استكشافية، لأن القارة السمراء تعد الخزان الذي تتزود منه أكبر النوادي الأوروبية، بخطف المواهب الشابة، والتعاقد معها، سعيا للاستثمار في قدراتها الفنية الفردية العالية، بحثا عن نجوم المستقبل، التي تسطع بعد ذلك في سماء خيرة الأندية في أوروبا، وعليه فإن دورة الجزائر ستسرق أنظار «المكتشفين» في رحلة السعي لاصطياد العصافير النادرة، والاتحاد الإفريقي فتح الباب للتسجيل في هذه الشأن، بغية تقنين هذه العملية، والترخيص للمتخصصين في هذا الشأن، بالحصول على الاعتماد الرسمي من الهيئة القارية.
بالموازاة مع ذلك، فإنه وفضلا عن التنافس الرياضي فإن الجزائر ستكون تحت مجهر طاقم الكاف، من أجل الوقوف على مدى قدرة استضافة عرس قاري، مخصص لفئة الأشبال، لأن مؤشر «بارومتر» التنافس على نيل شرف تنظيم دورة «كان 2025» للأكابر قد أخذ في التصاعد، مع مواصلة الاتحاد الإفريقي تمديد «السوسبانس» بخصوص موعد الكشف عن خلفية غينيا في استضافة هذه التظاهرة، والجزائر كانت قد كسبت رهان التنظيم قبل 4 أشهر، ببلوغ درجة «العالمية» في دورة «الشان»، بتنظيم أبهر مسؤولي الكاف والمتتبعين، الأمر الذي يوحي بالسير على نفس الدرب في هذا الموعد، لاسيما وأن السلطات العليا للبلاد سخرت إمكانيات معتبرة تحسبا لهذه التظاهرة، وهو ما جعل رئيس لجنة التنظيم جمال مربوط يعرب عن ارتياحه الكبير للاستعدادات، مع إبداء الكثير من التفاؤل بخصوص القدرة على كسب رهان التنظيم، وتعبيد الطريق أكثر نحو انتزاع شرف احتضان «كان 2025»، لأن هذا الأمر أصبح الهدف الأول والرئيسي، خاصة وأن هذه المنافسة ستحتضنها 3 مدن كانت قد استضافت مباريات «الشان»، ويتعلق الأمر بقسنطينة، عنابة، وبراقي، وتزكية نفس التركيبة بالنسبة للجان المحلية للتنظيم ساهم بشكل مباشر في ضمان الاستمرارية في العمل الميداني.
صالح فرطاس