دعا وزير الاتصال، محمد مزيان، أول أمس الخميس بوهران، الأسرة الإعلامية الوطنية لتكوين جبهة تتبنى خطا تحريريا قيميا خاصة عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن...
أكد، أول أمس الخميس بالبليدة، وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي، أن دائرته الوزارية تسير في عمل تشاركي مركز وسريع مع المنظمات النقابية من أجل...
أكد أول أمس، من قسنطينة وزير النقل، سعيد سعيود، أن استلام أولى الطائرات الجديدة المقتناة سيتم نهاية أوت المقبل، كما سيشرع 4 متعاملين اقتصاديين في...
أجرى متعامل الهاتف النقال موبيليس، أول أمس الخميس، وبشكل حصري بحضور ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، تجارب ناجحة على الجيل الخامس، في إطار الاختبارات...
إعلان وزير المالية عبد الرحمان بن خالفة أمس عن إطلاق القرض السّندي الخاص بالنمو الاقتصادي الأحد المقبل، هو في الحقيقة دعوة صريحة وواضحة ومريحة لكل الجزائريين الذين يملكون أموالا مكتنزة في البيوت، وتحت الوسادات و في الخزائن والأكياس، إلى ضرورة إخراجها وتوظيفها اقتصاديا بطريقة عصرية، كما هو معمول به في كل دول العالم.
وفي هذا المقام يجب الاعتراف أننا لا نملك ثقافة مالية أو نقدية كما يجب، وذلك ربما راجع لعوامل تاريخية و اقتصادية وسياسية ليس المجال لطرحها اليوم. يجب علينا الاعتراف أن ثقافة إيداع الأموال في البنوك وتوظيفها في حلقة اقتصادية ومالية عصرية، كما يفعل الناس في دول العالم، غائبة عنا.
يجب علينا الاعتراف كذلك أن الأموال المودعة في الغرف والخزائن الحديدية والخشبية عبر التراب الوطني، هي أكثـر بكثير من تلك المودعة في البنوك بمختلف أنواعها عبر كامل القطر الوطني، قد يعطي البعض منا الحق لأصحابها، لكن في نهاية المطاف تبقى كل هذه الأموال بعيدة كل البعد عن السوق، وغير مستغلة أو موظفة اقتصاديا إلا بنسبة قليلة جدا.
في مثل الظروف التي تمر بها البلاد اليوم حيث تراجع المداخيل، تصبح الحاجة ملحة للأموال الغائبة عن مسار الاقتصاد الوطني، الأموال غير الداخلة في الحلقة الاقتصادية الدائرية، وهذا معمول به في كل دول العالم.. وفي الحقيقة فإن قوة كل دولة هي من قوة شعبها، وفي كل الجوانب، و لا يختلف اثنان اليوم على أن الشعب الجزائري يملك من الأموال ما يجعل البلاد قادرة على تجاوز أزمتها لو أحسن توظيفها.
نعم من حق كل مالك أموال أن يطلب ما يراه مناسبا من الفائدة وأن يطلب ضمانات كبيرة على رزقه.. لكن ليس من حقه اكتناز هذه الأموال وحرمان الآخرين من الاستفادة منها، وفي الأخير فإن الأوراق النقدية ستتحول إلى مجرد أوراق وتفقد قيمتها إذا لم توظف في مسار معين من المسارات المالية، وقيمتها الحقيقية تأتي مما تساويه أو تعادله في الدائرة الاقتصادية و في السوق.
اليوم تقدم الحكومة عرضا مغريا بحق لكل مدخر للأموال، كي يساهم في تمويل الاقتصاد الوطني والنمو الاقتصادي من خلال القرض الوطني للنمو، أو القرض السّندي الذي سيدخل رسميا حيز التنفيذ الأحد المقبل، هو عرض فيه ما يقال من حيث الفائدة والمزايا الأخرى التي يمنحها، وسهولة القيام به و الضمانات التي يوفرها لكل راغب في شراء الأوراق النقدية الخاصة التي توفرها الخزينة العمومية، وقد تحدث عبد الرحمان بن خالفة عن ضمانات عديدة ونسبة فائدة لا تقدمها مؤسسات مالية أخرى.
والحكومة التي تواجه في الظرف الحالي وضعا ماليا واقتصاديا صعبا، تدعو المواطن والمؤسسات و الهيئات إلى ضرورة المساهمة في الخروج من هذا الوضع بما يستطيع، و اللجوء للإستدانة الداخلية ومن عند مواطنيها أفضل للحكومة من أن تلجا للإستدانة الخارجية القاسية التي ستعود بكثير من الآثار السلبية ليس فقط على اقتصاد البلد بل أيضا على الواقع اليومي للمواطن.
و إذا كان من حق كل مدخر التخوف من احتمال أن لا يكسب فوائد معتبرة من القرض السّندي أو أن أمواله قد تضيع، فهناك أيضا احتمال النجاح وكسب الكثير من الفوائد، و في الأخير فإن العملية برمتها متوقفة على الثقة.. و الشجاعة لأن كسب المال لم يكن يوما ما وعبر التاريخ سوى مغامرة وشجاعة..
النصر