الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
أفكار خطيرة تقدم في مسرح الطفل في غفلة من الرقابة
يرى المخرج و المسرحي ربيعة قشي بأن الرقابة تركز عدستها على مسرح الكبار و تغفل مسرح الطفل الذي يبقى عرضة للخطر، مؤكدا بأنه يشهد تجاوزات لا يمكن التهاون بها.
حاورته: مريم بحشاشي
صاحب مسرحية «هاملت»، «المزبلة الفاضلة»، «حرب الدمى»، «ماريلا»، «غرنيكا» تحدث للنصر عن رأيه في المسرح الخاص، قائلا بأنه قادر على المنافسة و إنعاش أب الفنون أكثر من المسرح العمومي، لكنه يعاني تضييقا من نوع خاص من خلال حرمانه من العرض. كما تطرّق لمشكلة الترويج للأعمال الجديدة و نقص التكوين و أمور أخرى تطالعونها في هذا الحوار.
. النصر: بعد مسرحية «المزبلة الفاضلة» خضت تجربة في مسرح الطفل، حدثنا عن ذلك و هل وجدت فرقا بين تجربتك الأولى و الأخيرة؟
- ربيعة قشي: قدمت عملا جديدا مؤخرا يحمل عنوان »عملاق» و هي مسرحية كوميدية جسدناها بإمكانيات متواضعة، و راعينا سن المتابعين و حددناه بين الثامنة و التاسعة، لاحتواء بعض المشاهد على أقنعة قد تثير هلع الأطفال الأقل سنا. كان للعمل صدى كبيرا، و يواصل طاقمه جولته بمختلف مناطق الوطن. أما عن تجربتي في مسرح الطفل، فلا أجدها تختلف عن تجربتي في المسرح المحترف، و إن كان الأول يتطلب جهدا أكبر و دراسة بسيكولوجية و واعية.
دعوة لتشجيع الأطفال على كتابة مسرحياتهم
. هل وصل مسرح الطفل ببلادنا إلى ما حققته الدول الرائدة في مجال أب الفنون؟
- لا يمكن إنكار الجهد المبذول في هذا المجال، فمسرح الطفل شهد و لا يزال يشهد حركية كبيرة، بفضل بعض المبدعين و المتخصصين، لكن هذا لا يعني بأنه لا يمر هو الآخر ببعض المطبات بسبب الكوارث التي تقدم من حين إلى آخر لجمهور البراءة، فثمة أعمال خطيرة و أفكار مسمومة تقدّم للصغار، في ظل غياب الرقابة التي تفضل تركيز عدستها على مسرح الكبار و تغفل مسرح الطفل، فليس كل واحد مؤهل لتقديم مسرح الطفل، لذا لا بد من مراقبة أكبر لهذا المجال الذي يبقى ذا أهمية كبرى في إمتاع الطفولة و الترفيه عنها و إثارة معارفها و وجدانها و حسها الحركي، فمسرح الطفل يبقى من عمل الكبار الذين يؤلفون و يخرجون ما يروق للأطفال، دون استغلال براءتهم، لكنه يبقى فضاء مهما للإبداع الفني و الجمالي و يجب ألا يبقى رهن التقليد و البهرجة غير المجدية، و حبذا لو شجعنا الأطفال على كتابة النصوص من منظورهم الخاص، و مساعدتهم على تجسيد إبداعاتهم التي يكون المجال فيها واسعا للتعبير الحر و التلقائي، دون إغفال المسرح التربوي و العلمي.
. الكثير من المسرحيين يدعون تقديمهم الجديد لفن الخشبة، لكن الواقع يقول العكس، فما رأيك؟
- لو تحدثنا عن الجديد على مستوى الإنتاج، فهناك الكثير من الأعمال التي أضيفت لرصيد المسرح الوطني، لكن من الناحية التقنية، لا أرى إضافة تذكر، ما عدا من الجانب الجمالي، أما الأفكار و التيارات، فنحن لا نزال نسير على ما ورثناه عن الأولين، و أتأسف لما راج مؤخرا من تنظير بخصوص ما بعد الدراما ، أو تصنيف بعض المخرجين لأعمالهم ضمن المسرح التجريدي بمجرّد فشلهم في إقناع الجمهور و عجزهم عن إيصال فكرتهم..أنا شخصيا أحترم كل المذاهب و المدارس و كل من يأتي بالجديد، طالما يخدم فن المسرح و الجمهور و ثقافتنا.
. نفهم من هذا بأن مسارحنا تفتقر للمبدعين؟
- بالعكس عدد المبدعين لا يعد و لا يحصى، لكن الأغلبية لم ينالوا حظهم في البروز، و لم تمنح لهم فرصة لتقديم و تجسيد أفكارهم الجيّدة.
. من خلال تجربتك في الإخراج، ما الذي يحتاجه المسرح لاستعادة جمهوره؟
-الترويج للعروض، فنحن منذ 2003 لم نر عرضا مسرحيا مصوّرا، فكيف للجمهور الاطلاع على جديد المسرح و تشويقه لمتابعة و اكتشاف أجواء الركح عن قرب، دون إشهار و إعلانات محفزة و مغرية، كيف يمكننا العيش بالآمال و التمني، في الوقت الذي يقوم غيرنا في بلدان أخرى بتخصيص الملايين لأجل صناعة النجوم و استغلال أسمائها لجذب الجمهور، في حين لا يزال لدينا ممثلون محترفون مجهولون من قبل الجمهور، رغم براعتهم.
نحن بحاجة إلى الترويج لأعمالنا و صناعة النجوم
. مهرجانات المسرح في تكاثر مستمر ببلادنا، غير أن واقع فنون الخشبة يندى له الجبين، ما رأيك في ذلك؟
- لو قارنا عدد مهرجاناتنا بمهرجانات دول الجوار، لشعرنا بتأخرنا في هذا المجال و مع هذا نبقى متفائلين، لو تم استغلال ذلك جيدا سيّما على مستوى التكوين، فنحن نعاني نقصا فظيعا في عدد مراكز التكوين، فضلا عن افتقار مسارحنا و المشرفين عليها لرؤى مستقبلية، سواء على المدى المتوّسط أو البعيد للمسرح، ناهيك عن غياب التنسيق بين المسرح و دور الثقافة و مديرية التربية و دور الشباب، بالإضافة للواقع المخزي للفنان الذي لا زال يلهث وراء قانون و نقابة لحماية حقوقه، لكن دون جدوى..كل هذه الظروف و العوامل لا تشجع على الإبداع.
. إلى أي مدى نجح المسرح بوضعه الراهن في أن يعكس هموم و آمال المواطن و المجتمع عموما؟
- بعيدا عن السياسة التي رمت بظلالها على كل شيء، ثمة مبدعون لا يزالون على العهد و يتحدون الظروف حفاظا على أب الفنون، و في أوج الأزمة يبرز المبدع الحقيقي الذي لم يستفد من الدعم و لا يحتاج لدعم من أي جهة كانت، لتجسيد أفكاره المبدعة، لقد حان الوقت لفتح المجال للمسرح الخاص، كما أن المسرح ابن بيئته و إن لم يعكس هموم مجتمعه فما جدواه.
. نراك متفائلا بالمسرح الخاص؟
- طبعا أنا مع المسارح الصغيرة الخاصة، و متأكد بأنها قادرة على المنافسة و تحقيق ما عجزت المسارح العمومية في تحقيقه، فالمبدعون الحقيقيون صمدوا في أحلك الظروف و حافظوا على فن الخشبة و مستعدون لترقيته و تقديم تضحيات أكثر لأجل استمراره، لأن همهم الأول الفن و إيمانهم برسالته بعيدا عن الغرض الربحي الذي حوّل الفضاء إلى ساحة تتعارك فيها الكواسر لنيل نصيبها من الريع، و تتمثل مشكلة المسرح الخاص اليوم، في بقائه تحت رحمة من يبرمجون عروضه والذين يعرقلونه .
مشكلتنا الكبرى «انتج و لا تعرض»
. هل فعلا لا يزال المجتمع يجد متنفسا له في المسرح؟
- طبعا، لكن علينا أولا تغيير ما يجب تغييره، بدءا ببعض المسؤولين الذين خلدوا في مناصب دون خدمة المسرح، بل ساهموا في عرقلة المبدعين، و كانوا حجر عثرة أمام الكثير من المشاريع الواعدة، فالمسرح يحتاج لمن يتمتع بفكر تجديدي و طموح، و في زماننا هذا لا تزال هناك مسارح بلا مدراء، في الوقت الذي نجد الساحة مليئة بكفاءات عالية.
. كيف ترى العلاقة بين الحرية و المسرح؟
- الحرية موجودة ، و يمكننا تجسيد أي عمل مهما كانت طبيعة نصه و محوره، غير أن ما يعانيه مسرحنا اليوم هو تضييق من نوع خاص: «انتج و لا تعرض» فهل هناك حرمان أكثر من ذلك؟ لكن مهما كانت الظروف،الاستمرار و الخلود للمبدع و المبدعين.
م/ب