أكد خبراء في الاقتصاد، أمس، أن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، حريص على تعميق التوازن التنموي وتعزيز التنمية المحلية و مواصلة تحسين الوضع...
* مزيان يؤكد على التكوين المتخصص لمواكبة التحوّلات الرقميةدعا وزير الاتصال، السيد محمد مزيان، أمس السبت من ورقلة، الأسرة الإعلامية الوطنية إلى...
• الجامعة الجزائرية أصبحت قيمة مضافة للاقتصاد الوطنيأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، أمس، أن الجامعة الجزائرية أصبحت قيمة مضافة...
شدد وزير الدولة وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، على ضرورة الإسراع في تجسيد مشروع إنتاج النظائر المشعة بالتعاون مع الجانب الصيني، لما لها من...
بدأ مختصون في علم الاجتماع و علم النفس يظهرون اهتماما جادا بالتغيّرات الطارئة على المجتمع الجزائري بالتحليل والدراسة للبحث في الأسباب التي أدت إلى انتشار الجريمة و اتخاذها لأشكال أكثر حدة وغرابة في السنوات الأخيرة.
ومن بين ما تم اكتشافه أن الضجيج يخلف أثرا نفسيا وجسمانيا خطيرا ينتهي بسلوك عنيف يكبر مع صاحبه لتكبر معه الأعراض العصبية التي تنعكس على تصرفاته داخل الجماعة، وقال مهندسون في فن العمران أن المقاييس المطلوبة للعيش المريح غير متوفرة في مدننا لعدم احترام تقنيات العزل الصوتي ولقرب محاور الطرق من التجمعات السكانية وكذلك وجود حركية غير مدروسة داخل الأحياء، كورشات النجارة وقاعات الحفلات وأسواق ومقاهي وغيرها.
مثل هذه المعطيات تم إسقاطها من حسابات المشرفين على العمران، وربما لا يعيرها المواطن اهتماما على اعتبار أن الصخب جزء من حياتنا اليومية ولا يمكن أن يغيب عن المدن الكبرى في كل مكان من العالم،لكن التلوث الصوتي يعد من أسباب حالة الانفلات العصبي التي تظهر في شكل ردات فعل عنيفة تظهر عند كل احتكاك بين الأفراد والمجموعات.
فعندما ننظر إلى ما يجري داخل الأحياء نجد أنها تعج بالضوضاء ليل نهار، فيخترق الصوت الجدران والنوافذ، ليس لعدم توفر عوازل فقط، بل لأن نسبة كبيرة من الساكنة لا تحسن العيش في الفضاء الجمعي، فنجد التجمع السكني مفتوحا على صوت الجارات ولهو الأطفال ومعارك الكبار، ويشترك الجميع في الحصول على حصته من صنع الفوضى، في تعاقب بين الليل والنهار.
العيش داخل المدينة تحول إلى تمرين للتحمل و معركة تعايش مع مظاهر تستنزف طاقة الإنسان وتفقده القدرة على الاسترخاء، وغابت كل مظاهر التحضر لتحل محلها سلوكات عشوائية تخلط بين الشارع والعمارة في تداخل أنتج حياة تحكمها الفوضى والنزاعات.
وزارة الداخلية أعلنت مؤخرا عن إشراك باحثين وجامعيين في دراسة الجريمة لوضع استراتيجية وطنية لمواجهتها لا تعتمد على الردع فقط بل الوقاية، وذلك بعد تحديد الأسباب، وهو ما قررته وزارة التربية أثناء فتح ملف العنف المدرسي،الخطوتان هامتان جدا على اعتبار أن الوزارتين خرجتا عن النطاق الأمني التربوي البحت، بالتفكير في الاستعانة بمتخصصين في علم النفس وعلم الاجتماع.
وهذا بعد أن فهمت السلطات أن الشعب الجزائري قد مر بمراحل دموية صعبة لا يمكن تجاهل تأثيراتها اليوم، وأن أي ظاهرة تنجم عن ترسبات ذات أبعاد متشعبة، ما يجعل التعليم وعصا الشرطي بلا جدوى دون غوص في عمق المجتمع ونفسيات أفراده، وكما كان للعشرية السوداء تأثيرات نجد أن أزمة السكن لها أثرها الذي لا يمكن
الاستهانة به.
وحتى ونحن نتحدث عن أحياء جديدة وعمليات إعادة إسكان تبقى الأزمة تلقي بظلالها، لأنها استدعت البناء بشكل متسارع والترحيل بسرعة أكبر لانتشال الكثيرين، والنتيجة أحياء ومدن تنقصها معايير لا تقل أهمية عن توفير سقف، تجمعات مزروعة في أماكن شبه معزولة وخليط اجتماعي غير متجانس من المرحلين، ومربعات سكنية للنوم وفقط.
اليوم وبعد أن تخطت الجزائرهذه المراحل وحققت الكثير في مجال السكن حان الوقت للتفكير بأبعاد عمرانية نوعية للتخلص من الطابع الاستعجالي للإنجاز، وقد بدأ ذلك فعلا وأصبحنا نسمع عن مدن ذكية وخضراء على أمل أن تكون كل مدننا هادئة ونظيفة .
النصر