الجمعة 10 جانفي 2025 الموافق لـ 10 رجب 1446
Accueil Top Pub

تركوه يفعل!


يحيل استهداف «أنوثة» التمثال إلى مشكلة نفسية يعاني منها المخرّب وليس إلى مخطّط وضعه استراتيجيو داعش ونفّذه جندي التنظيم في سطيف!
لقد كان الرّجل بصدد قتل أمه، أي تحطيم موضوع الرّغبة المستحيلة الآثمة، نتيجة فشل في تسويّة مشكلته الأوديبية، بحيث لم ينجح في كبت رغباته البدائية والامتثال لنواميس التحريم  التي تقوم عليها الحياة الاجتماعية والحضارة، والمرور إلى حياة طبيعية ينتقل فيها إلى «مواضيع» أخرى بعيدا عن الأم التي عجز عن «امتلاكها».  
الرجل في الخامسة والثلاثين ويبدو من خلال الفيديو الذي تمّ تداوله أمس أكبر من عمره الذي كان حافلا بمعاناة، كان يمكن تجاوزها  لو كنا نهتّم بالصحة النفسيّة.
أجل، يمكن فهم الحادثة وتفسيرها على ضوء التحليل النفسي، وليس بالمقولات السياسية التي يجنح أصحابها إلى إطلاق الاتهامات، أو حتى هجاء بلدان أخرى تبعد عنا بآلاف الأميال، لكن ذلك لا ينفي وجود «عداء» للتماثيل في الجزائر يتغذّى من خطاب ديني يحرّم تصوير وتجسيد الكائنات، لأن الخلق من اختصاص الله وحده. وتصحيح هذه المفاهيم الخاطئة يتطلّب جهدا يبدأ بالكفّ عن تسفيه الفنون والآداب في نظام التعليم وحتى في الخطاب السياسي الذي يمتدح التكوين التقني  ويقلّل من شأن غيره، و بإشاعة ثقافة فنيّة وجمالية عبر وسائل الإعلام  وإلزام الوسائط التي تستفيد من الدعم العمومي بذلك، لأن التجارة بالخطاب الديني المتخلّف أصبحت رائجة في المنابر الإعلامية  الوطنية في وقت يتعرّض فيه خطاب العقل للتغييب أو التجاهل بحجة ضعف الإقبال الجماهيري عليه.
إن بناء مواطن سويّ مهمّة استراتيجية يجب الإنفاق عليها بسخاء، إذ لا يُعقل أن نسمع اليوم من يتهم «شيوخا» يقيمون في آسيا بالتأثير في شبابنا، مثلما لا يُعقل أن نسمع من يتحدّث عن نجاح مخابر أجنبيّة في إثارة نزعاتنا القبليّة البدائية، لأن ذلك لا يعني سوى الإقرار بفشلنا في بناء إنسان جزائري غير قابل للتلاعب والاختراق.
ملحوظــة
كان يمكن ثني الفاعل عن فعلته وحماية تمثال عين الفوارة من التخريب لو كان «المصوّرون» الذين بثوا الواقعة على المباشر، أمس،  يتمتّعون بحسّ مواطنة، لكنّهم  كانوا «يتلذّذون»، على ما يبدو، بالمشاهد السادية، ففضلوا تعميم اللّذة على نصرة المرأة المعذّبة!

المزيد من الأعمدة

حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com