السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

رجُلُ التّبن يحرُسُ الحُقولَ الصّفراء..

- 1 -
لِباسٌ أنيق،
و نظْرةٌ ثاقِبة..
رجلٌ من طِينة الكِبار..
- 2 -
عيناهُ قاطِعتان
رَجلُ التّبن
الأعمَى..
- 3 -
رَجلُ التّبن
يشربُ القهوةَ
في كافيتيريا الرّبيع
واقفاً..
- 4 -
مُتّكئًا على مِنساتِه
رَجُلُ التّبن
يتأمّل السّنابلَ المُنحَنِيَة..
طائرٌ وحيدٌ
يحْفِر عُشًّا
في أسفلِ المِنساة..
-5-
لِرجُلِ التّبن أكتافٌ عريضةٌ
يَستعِينُ بها،
و هو علَى فراشِ الحياة..
-6-
يحدثُ أن يضَعَ الرّعاة سيجارةً
في فَمِ رَجلُ التّبن..
حَشْرَجَاتُ سُعالٍ
تتسَرّبُ إلى زقزقةِ العصافِير..
-7-
رَجُلُ التّبن
لا ينحني،
لا يحبّ الجُلوس..
فقطْ يتمدّدُ
عند الضّرورة..
-8-
لا يموتُ واقِفًا
رجلُ التّبن
يقفُ مَيّتًا..
-9-
مِنْ مكانٍ لآخرَ،
يجوبُ رجلُ التّبن
جهاتِ الحقْل الأربع،
من دون أن يتحرّك..
-10 -
لا قلبَ لرجُلِ التّبن..
يدان فارِعَتان..
و وَجهٌ بارِد..
-11-
تقولُ الحبّة العاشقة في باطن السّنبلة:
ليتني كنتُ لحنًا
فِي فَمِ الحَسّون العابِر..
-12-
لمْ يحدثْ أن شاهدَ رجلُ التّبن
باقةَ ورْد
في فيلم رومانسيّ
على شاشة الحياة..
-13-
رَجُلُ التّبن
لا يقرأُ الكُتب،
ولا يفهم مَنطِق الطّير..
-14-
أمرٌ غريبٌ
أنْ تخافك العصافير،
و أنت على هذه الحال.. !!
تقولُ الضّفدعةُ المُجَرِّبة..
-15-
لقدمَيْك مَقاسُ الغفْلة
و لوجهِكَ أرديةُ البياض...
ما أكثّ حَاجِبَيْك
و هُما تعلُوانِ على العينيْن .. !!
-16-
للرّيح صوتٌ..
لا صوتَ
لرَجُل التّبن..
-17-
ليْسَ من عادةِ رجل التّبن
أن يخطُب في أسراب العصافير
أو يصافح حشود السّنابلِ المُنْحنية..
-18-
رسائلُ مشفَّرَة
يقرأُها الجميع
في عيْنيّْ رجُل التّبن..
-19-
رجُلُ التّبن
يحرسُ الحقول الصّفراء..
الطّيورُ تغادر أوكارَها..
-20-
قصةُ حبٍّ جارفة
بين العصفورِ العاشِق
و السّنبلة المكتنزة،
يقْمعُها رجُلُ التّبن..
-21-
الحقولُ
شواطئ صفراء..
الشواطئ
حقولٌ زرقاء..
تهبّ الريح
يتموّج البحران
و يلتقيان عنوةً
في جوف رجُل التّبن..
-22-
مَوائدُ عامرةٌ
في حقولِ الوقت الصّفراء..
لا تقربُها العصافيرُ الجائِعة
خوفًا من رجُلِ التّبن..
-23-
ربّما كانَ عازٍفَ إيقاع
فِي فرقةِ جازٍ مَحلولة
رجُلُ التّبنِ الصّامت..
-24-
وحْدَها الرّيح
تعرف الفرْق الخفيّ
بيْن رجُلِ التّبن
و الجَبل..
-25-
عداوةٌ قديمةٌ
زرعتْها رياح الخريف
في طَلْعِ العام القادم..
-26-
تهُبّ الرّيح فجأةً
تَطيرُ العصافير..
تزْدادُ السنابلُ انحناءً..
يَهْوي رجُلُ التّبن..
-27-
محمولاً على الأكْتاف
يَدخلُ رجلُ التّبن
مصْلَحةَ الاستعجالات
قبلَ جميعِ المَرضى..
-28-
أدويةٌ
و أمصالٌ
و مَلاءاتٌ بيضاء..
رجلٌ عظيم
يعود من ميدانِ الشّرف..

-29-
يغيبُ رجُلُ التّبن
بعد سُقوطِ المَطر،
لكنْ سرعانَ ما يَعود..
يحملهُ شخصٌ غريبٌ
على كتِفِه اليُسرى..
لعلّهُ مُصمّمُ بَزَّتِه..
-30-
رِجْلاَه إلى الأمَام،
و رأسهُ في الخلف.. !!
تتعجّبُ السّنابِلُ المُنْحَنِية..
-31-
بمِطرقَةٍ ومسَامِيرَ
يُثبّتُ الشّخصُ الغريب
رجُلَ التّبن العائد،
في عَرْشِهِ المعهود،
أمامَ الحشْدِ الكريمْ..
-32-
نسائمُ صباحٍ
تتخلّل حُقُولَ السّنابل..
كأنَّما تصْفيقٌ مُحْتشَم..
-33-
تبدُو السَّنابِل الفارِغة
أكثرَ شهامةً
و هِي تنْظرُ بانْدِهاش
إلى بزّةِ رجُلِ التّبن..
-34-
لمْ أرَ يومًا رجُلَ التّبن
يسْتحِمّ في بِركة الحياة..
تقولُ الضّفدعةُ المُجرّبة..
-35-
سِرٌّ ما
وَرِثهُ عن مُصَمّم بزّتِه،
و هو يملؤها بالتّبن،
و يضعُ على رأسِه الفَارِغة
قُبَّعةً سوداء،
و على أكتافِه العريضَة
أنْجُماُ و نياشين..
-36-
أَأَنتَ البزّةُ؟
أم البزّة أنت؟
أم أنّكما مَعًا؟
-37-
بإمكانِه الآن
أن يرمي الحَشد الكرِيم
بشَزَرٍ قاتل
يسمّونه الخوف..
-38-
مُصمّمُ بزّتِك
أكثر وحشةً منك،
و هو يعبئها بالتّبن
و يرجع إلى بيته
مطمَئنُّا
-39-
هلِ التّبنُ خَوف ؟
هلِ الحقولُ
وليمةُ العصافيرِ المُحرّمة ؟
-40-
الطُّيورُ المُتْعبة
لا تبلغ المرآة..
تموتُ قبل الوصول،
بإشارةٍ من رجُل التّبن..
-41-
وحْدهُ الطّائرُ المُتهوّر
يستطيع فضح السرّ..
وحدَه يستطيعُ العُبور
إلى السّي ميرغ ..

شعر: عبد القادر رابحي

       سعيدة في : 23/06/2018

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com