الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 الموافق لـ 1 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

أَرُدُّ لِقلْبي كثيراً..

شعر: عبد القادر رابحي

- 1 -
الكَبدُ التي تمْشي على الأرض
كانتْ قلبًا ينبضُ
في بطنِ الأمّ الأولى..
 - 2 -
لمْ يَرَها أحد
بعيْنِهِ المُجرّدة
تلك الكُرياتُ البيضاء
المتّجِهة رأسًا
صَوْب قلبِ الوجود..
 - 3 -
مِضخّةٌ بصمّامين..
سائلٌ أحمرُ يدخلُ،
و آخرُ أحمر يغادر
و هكذا دواليك..
 - 4 -
لا وقتَ للمكوث
في صهريج القلب الفائض..
الحُبّ عبورٌ دائم
في أوردة الحياة..
 - 5 -
أن تكون داخل الجسد
لا يعني بتاتا
أنّك داخل القلب..
 - 6 -
الخارجُ
قلوبٌ أخرى
مُصطفّةٌ بانتظام
في انتظار شيء ما..
 - 7 -
كان لأمّي قلبان
لمدّة تسعةِ أشهر
ثمّ صارا قلبا واحدا..
 - 8 -
أضعُ يدي اليمنى
على قلبيَ الأيسر
و أنصتُ جيّدا
لساعةُ الحياة الرّتيبة..
 - 9 -
اللغةُ المكلومةُ
أُذْنُ العالمِ الطّالعةُ من نِياط القلب..
 - 10 -
لا انسجامَ في الضّربات..
نبضٌ سريع،
و آخر متثائب،
و ثالثٌ يكادُ يتوقّف
تماما كغفوة المُتعَب
على سرير الحياة..
آهٍ ليدِي التي تسمع كلّ شيء..
 - 11 -
أقيسُ دقّات القلب
على دقّاتِ السّاعة
ثمّة فرقٌ كبير..
 - 12 -
قلبُ الأسدِ المزعوم
توقّف هو كذلك
من شدّة الانشغال..
 - 13 -
بسيجارةٍ في الفم،
و قُفّةٍ في اليد اليمنى
يصِلُ الرّجلُ النّحيف
إلى الطّابق المائة
من عِمَارة الحياة..
 - 14 -
المصاعِدُ المكيّفة
سقطةُ القلبِ المتعجّل..
 - 15 -
لسببٍ تافِهٍ
يتوقّف صمّامٌ عن الضخّ..
ثمّة عروقٌ تموت،
و قصصٌ تُنسى،
و جدائلُ يغزوها البياض..
لا بديلَ عن الحبيب،
و لا بديلَ عن الأصل..
 - 16 -
أُتْعِبُ نفسي كثيرا
علّ قلبي يرتاح..
 - 17 -
يموت الشّاعر الحزين..
قلبُهُ لا يزالُ ينبض
في جُرْحِ القصيدة..
 - 18 -
في هاتفها النقّال
ثمّة تطبيقٌ جديد
لحراسةِ القلب الجريح..
 - 19 -
جهازُ إنذارٍ مُبكّر
هذا القلب القَلِق
على مصير أبنائه..
 - 20 -
أعتني بقلبي جيّدًا
لا يهمّني الهندام..
 - 21 -
في آخر العمر
يستيقظ القلبُ النائم
على قصّة حبّ عنيفة..
 - 22 -
بلقب غير عابئ
تطيرُ الفراشات
ترمي بها الريح
إلى حيث تحبّ..
 - 23 -
باردُ القلب
يستحِمُّ كلّ صباح
ببُخارِ الماء المَغليّ..
 - 24 -
من البُطين إلى البُطَين
تضربُ العاصفةُ الهوجاء
قلبُ العاشق لا يتزعزع..
 - 25 -
يمرّ القمَرُ العابر..
تسقطُ فجأةً
بطّاريّةُ القلب المُنهك..
 - 26 -
في مِرآبِ الحياة
لا قِطَعَ غِيار
للقلوب المُعطّلة..
 - 27 -
ذخيرةٌ ضخمَةٌ
مُخزّنةٌ بعناية
في دهاليزِ القلب الأصمّ
لم تعد صالحةً للحرب..
 - 28 -
قلبٌ آخر رقيق
بعدَ نفادِ المؤونة..
أمنيةُ المُجنّد عنوةً
في خطّ المعركة..
 - 29 -
قلبُ الذّئب الشّرِس
يتفرّج من بعيد
على سيرك الحياة..
 - 30 -
اللّغةُ المحمومةُ
جلطةُ القلبِ الكفيف..
 - 31 -
بمِبضَعِ الوجد القاطعِ
يدقّ الطبيب الجرّاح
بابَ القلب المفتوح..
 - 32 -
لم يبق إلاّ البياض
في باقةِ القلب المُلوّنة..
رسّام السيّدة المُسِنّة
يسارعُ إلى الفرشاة
ليأسر لونَ الغروب
في بؤبؤ العين الشّاحب..
 - 33 -
سكتةٌ قلبيّةٌ
تفتحُ بابَ الحديث
إلى ما لا نهاية..
 - 34 -
قهقهاتٌ في آخر البهو،
و دمعةٌ في أوّله،
و صراخٌ كبير
خلْفَ بابِ القلب الموصد..
 - 35 -
قلبٌ أبيض
بتواشيح سوداء
يومُ حزنٍ جميل
يُخيّمُ على القرية..
 - 36 -
قلبُ الميّت المسجّى بلِباسِ أخيه
في وحشةِ الطّريق السيّار
أملُ الجسدِ العالق
في قائمة الطبيب المختصّ..
 - 37 -
هذه الباقةُ المشحونةُ بالحبّ
قطفتُها الآن لأجلِك
من حديقةِ القلب الأبيض..
 - 38 -
أين الجُثّةُ ؟
أين الرأسُ؟
أين الكبد؟
لا أحدَ يسأل عن مخبأ القلبِ الطيّار..
 - 39 -
طائرةٌ عموديّة
تنقل القلبَ الحيّ،
في الوقت البدل الضائع،
لإسعاف الجسد المائت..
 - 40 -
في معركة الأمس
سقطتْ قلوبٌ كثيرة
لا أحدَ يهتمّ..
 - 41 -
لا شهيّةَ أبدًا
لجرّاح القلوب الرّهيفة..
 - 42 -
تماما مثل الحُبّ
تخنقُ العطورُ الثمينةُ
أوردةَ القلب الحسّاس..
 - 43 -
أَرُدّ لقلبي كثيرا..
قلبي
لا يزالُ ينبُض..
 - 44 -
لا يوجِعُني الدّاء
يوجِعُني الدّواء..
لا شِفاءَ من الحبّ..
 - 45 -
يقايضُ قلبا بارِدًا
بجيبٍ ساخن
تاجرُ اللّحظةِ المُشتاق..
 - 46 -
لا جسدَ  يموت
بقلبٍ حيّ..
قلوبٌ ميّتة كثيرة
في أجسادٍ حيّةٍ..
 - 47 -
في النّهار الكبير
يتذكّر صاحبه..
للقلبِ الأسودِ
ذاكرةُ الفِيلِ الهائج..
 - 48 -
قلْبي في يدي
أمدُّ يدي للجميع..
تسقُط رصاصاتٌ حمراء
أسفلَ الإزار الأسود..
 - 49 -
كيف  لدواءٍ أن ينحاز !
كيف لطبيب
أن يُخطئ.. !
 - 50 -
القلوبُ المريضةُ
تتسكّع في شارع الحياة..
ربيعٌ
و شتاءٌ
و خريفٌ
و كثيرٌ من الوقت المهدور..
 - 51 -
فَارِغُ شُغْلٍ عظيمٌ
ذلك القلبُ المصلوب
على مدار السّاعةُ
قبالةَ النافذة..
 - 52 -
يبزُغُ القمر من النافذة..
يسقطُ القلبُ العاثِر
في حُفرة الحبّ الراكِد..
 - 53 -
مُمرّضاتٌ
و أسِرّةٌ
و أمصال..
و قلبٌ طاعنٌ في الحبّ
يتّكئ على حفيده..
 - 54 -
تكادُ تسقط ذابلةً
خلفَ أسوار البيت
تلك الورقة النابتة
من شجرةِ القلب العاشق..
 - 55 -
ها أنا أوكِلُ إليك
أسرارَ قلبي المجروح
أيّها القلبُ الجارح..
سعيدة في22/ 2018/10

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com