الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

الكاتب والروائي عمارة لخوص في حديث عن روايته الجديدة

نحن بحاجة اليوم إلى سرديات تغوص في الجذور وتبحث عن الأسباب
• الاِشتغال على التاريخ عملٌ مُعقّد لأنّ التحدي الأكبر هو ربط الماضي بالحاضر
في هذا الحوار، يتحدث الكاتب والروائي عمارة لخوص عن روايته الجديدة «طير الليل» الصادر منذ أيّام عن منشورات المتوسط بإيطاليا بالشراكة مع منشورات دار حبر للنشر بالجزائر، والتي ستتولى توفيرها في مكتبات ونقاط التوزيع الجزائرية بعد المعرض الدولي للكِتاب. صاحب «كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك» تحدث أيضا عن قراءاته الكثيرة لتاريخ الجزائر المُعاصر من أجل توظيفه واستثماره في ثلاثيته والتي تعتبر «طير الليل» هي فاتحتها، وهذا في محاولة منه –كما قال- لأن يكون شاهدا وليس قاضيًا. مُعرجًا على بعض أحداث الرواية التي تتشابك أحداثها وشخصياتها. وفيها تنكشف بعض الجوانب من التّاريخ السِّري لثورة التحرير. وفي هذا المفصل يقول عمارة أنّه مقتنع جدا بفكرة أنّ الروائي الجزائري اليوم مدعو للعب دور المؤرخ والمحلل النفساني في ذات الوقت. مؤكدا من جهة موازية أنّ الاِشتغال على التاريخ عملٌ مُعقّد لأنّ التحدي الأكبر هو ربط الماضي بالحاضر. كما تحدث عن تيمة ثورة التحرير التي مازالت تغري الكتُاب من كلّ الأجيال. وعن الفضاء المكاني الّذي يقول عنه أنّه شخصية أسياسية في كلّ رواياته وليس ديكورا. وعن الفضاء الزماني في رواياته وتحديدا في «طير الليل»، وعن أمور أخرى نكتشفها في هذا الحوار الّذي خص به الكاتب «كراس الثقافة». وهو أوّل حوار حول روايته الجديدة يمنحه للصحافة.
حاورته/ نــوّارة لحـرش
«طير الليل». روايتك الجديدة. تخوض في فترة الاِستقلال وتستثمر في الثورة والإرهاب.. في وقت بدأت بعض النصوص الروائية تستثمر في حراك 22 فبراير. ما رأيك؟
rعمارة لخوص: أعتقد أنّ الرواية تختلف كثيرا عن الروبرتاج الصحفي. تتطلّب كتابة الرواية وقتا طويلا. نحن بحاجة اليوم إلى سرديات تغوص في الجذور وتبحث عن الأسباب. يجب التذكير أنّني بدأت العمل على مشروع الثلاثية (طير الليل هي الفاتحة) منذ 2013، قرأت الكثير عن تاريخ الجزائر المعاصر وحاولت أن أكون شاهدا وليس قاضيًا. أمّا الحراك فهو نتيجة منطقية لفشل مشروع الاِستقلال ولكن كيف ولماذا؟ يقول أحد أبطال الرواية: حررنا البلاد ولم نحرر العباد.. تتوقف أحداث طير الليل في عيد الاِستقلال 2018 وتقدّم سردية طويلة تبدأ من الثورة التحريرية.
الرواية وفي تشابك أحداثها وشخصياتها. تكشف بعض الجوانب من التّاريخ السِّري لثورة التحرير. هل ترى أنّ بإمكان الرواية أن تقدم الحقائق التي غفل عنها التّاريخ أو أهملها عمدًا؟
rعمارة لخوص: أنا مقتنع بفكرة أنّ الروائي الجزائري اليوم مدعو للعب دور مزدوج: المؤرخ والمحلل النفساني. حان الوقت لتفكيك قنبلة العنف المتجذّر في المجتمع الجزائري، لم تتوقف عجلة إرهاب الجزائري وترويعه يومًا ما، في البدء كان المستعمر أجنبيًا ثمّ صار اِبن جلدتنا. الاِشتغال على التاريخ عملٌ مُعقّد لأنّ التحدي الأكبر هو ربط الماضي بالحاضر.
روايتك تؤكد أنّ تيمة ثورة التحرير مازالت تغري الكتُاب من كلّ الأجيال وأنّها لم تستنفد كلّ وهجها وألقها في روايات الجيل السابق من المؤسسين للرواية الجزائرية وإن بتفاوت في المستوى والتقنية والإبداعية والرؤى والتصورات. ما الّذي يجعل عمارة لخوص المُشبع بحضارات وثقافات ولغات العالم، الخوض في تفاصيل ثورة التحرير في هذا الظرف بالذات؟
rعمارة لخوص: لقد غادرتُ الجزائر مُجبرًا في نهاية 1995، محملا بالأسئلة المُحيّرة وكابوس الإرهاب. عشتُ في إيطاليا وأتقنتُ لغتها وأبدعتُ فيها ولكنّي بقيتُ جزائريًا حتى النخاع. وعندما هاجرت إلى نيويورك تأكّد لي أنّني لن أتقدّم إلى الأمام ما لم أداوي جراح الذاكرة. ما حيلتي إذا كانت ذاكرتي جزائرية بامتياز؟ «طير الليل» هي مُحاولة لتعقّب المحطات البارزة والفُرص الضائعة في تاريخ الجزائر على الأقل خلال ستين عامًا الأخيرة. لا شك أنّ الثورة التحريرية شكّلت علامةً فارقةً ليس للجزائريين فقط وإنّما لشعوب العالم التي تطمح للحرية. ولكنّها للأسف لم تُحقق المطلوب ولم ينعم بالحرية وتوالت الديكتاتوريات بأشكالٍ مُختلفة وصولا

إلى حُكم العصابة. إنّ جويلية 1962 وجوان 1965 وأكتوبر 1988 والربيع العربي كلّها فرصٌ ضائعة.
الفضاء المكاني «وهران». لماذا وهران وليس العاصمة مثلا؟ وما الّذي يعنيه لك فضاء المكان في الرواية؟ كيف يتشكّل في رواياتك. كيف ينشأ ومن أي منطلق أو خلفية؟
rعمارة لخوص:المكان شخصية أساسية في كلّ رواياتي وليس ديكورًا. لقد كتبتُ دومًا عن أمكنة عشتُ فيها كروما وتورينو. اِخترت وهران كشخصيّة أساسية قبل سنتين وقضيتُ فيها شهورا طويلة لأتعرّف على تفاصيلها. حاليًا أنا مقيم في وهران إلى غاية ماي القادم. أنا سعيد جدا بهذا الخيار لأنّ الباهية مُتميزة جدا بتاريخها المُتعدّد وعاداتها المُختلفة عن بقية مُدن الجزائر. طبعًا، كان الأمر سيكون أسهل لو اخترت العاصمة بحكم أنّني ولدتُ وترعرعت فيها ولكنّي على قناعة تامة أنّ الإبداع الحقيقي هو الاِشتغال على الأمور الصعبة والمُعقدة.
الفضاء الزمني أو حيز الوقت «يومٌ واحدٌ فقط» وفيه حدثت تفاصيل وأحداث وحيوات كثيرة. يومٌ كان بمثابة الأرض الواحدة التي كانت مسرحًا لعصابات المال والسّياسة والفساد، ولمراحل مفصلية وحساسة في تاريخ الجزائر. هل هذا الحيز الوقتي كان كافيّا حقا؟
rعمارة لخوص:اِعتمدتُ في «طير الليل» على بنية مُعقدة حيث يتشابك الحاضر بالماضي. تتشكّل الرواية من مدخل وعشرين فصلا وخاتمة، فأمّا الفصول الفردية تدور أحداثها في يومٍ واحد ويُصادف عيد الاِستقلال فهي تتعلق بالتحقيق في الجريمة (هل هناك جريمة واحدة أم أكثر؟ أترك للقارئ اِكتشاف ذلك)، أمّا الفصول الزوجية فهي محطاتٌ تاريخية مفصلية وهي 1958 و1962 و1965 و1976، إلخ. لقد عدتُ إلى النشر بالعربية، بعد تسع سنوات من صدور «القاهرة الصغيرة» وكتبتُ خلالها روايتين بالإيطالية، لقد وظّفت في «طير الليل» ما تعلّمته من اِحتكاكي بالأدب الإيطالي خصوصًا والأدب العالمي عمومًا. واستفدت كثيرا من تقنيات السينما كالمونتاج والحوار. أسلوبي في الكتابة مُختلف ومُتميز سواء في العربية أو الإيطالية. لقد كان حدسي في محله حول اِستخدام الكوميديا لتناول الوضع الإيطالي وموضوع الهجرة وحققتُ نجاحًا كبيرا، إذ تُرجمت رواياتي من الإيطالية إلى سبع لغات. أتمنى أن يكون حدسي صائبًا أيضا بخصوص رواية الجريمة التي أراها الأنسب والأصلح لفهم الحالة الجزائرية.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com