الطيب صالح طهوري
حجرٌ جسدي..
والطريق إلى شمس كفيك أسفل أسفلَ يا رجتي..
أتدحرجُ..
تزرع ريح المدى رملها في الجراح التي تتوزعني..
ينبت الصهد قافلة من غروب التوجهِ..
تأتي الجمال و تركضني..
والضباع التي في المضيق تشردني..
لا أرى في المكان هنا شجراً..
لا أرى يد ظلي..
ولا قدما تتعددُ بي..
أتواصلُ.. أنزلُ..
تأتي الكهوف وتتبعني..
الكهوف الصلاة التي تشتهي سجدتي..
والصلاة الدروب التي ستضيق.. تضيقْ..
أنزل الآن أكثـرَ..
سفح الغروب يرتلني..
والثلوج التي في الأعالي تذوبْ..
جمرة قامتي..
والأصابع فيَ الندوبْ..
***
قلت للأرض: أنتِ سباتٌ طويلُ..
جهاتك غيمٌ/رمادٌ..
وعشبك صمتٌ ثقيلٌ..
وللبحر قلتُ: مياهك عطشى..
وموجاتك اللاهثاتُ لجام الصهيلْ..
لأعالي الجبال سألتُ: ترى أين بدئي..
ومن أي سفح أشد الدليل؟
***
نامت الأرض في نومها..
البحار تبدت حريقاً يشتتني..
والجبال التي رضرضت أضلعي أسكنت ظلها في العويلْ
***
حجر جسدي..
قدماي السهادُ..
يداي الصدى يترنحُ..
خمرٌ فمي..
ودمي شاحبٌ سيجت لونه النائحات على شوقهن لماء البعادْ..
كيف لي أن أرتب صوتي إذن..
كيفَ لي أن أضم الكلام إلى لغتي والحروف التي نفخت رئتي ذات وقت هنا لا تُعادْ؟
كيف لي أن أغنيَ موج المدى ها هناك وقد عمني القحطُ في رجف هذي البلادْ؟
***
قلتُ للغائب المُبتلى بالسلاسلِ..
للحاضر المُبتلي بصهيل السوادْ:
كيف لي أن أرج الفقيه، أبُدّد فيه الوجودْ..
كيف لي أن أزحزح رأسي التي اِمتلأت بغبار الغيوبْ..
كيف لي أن أؤوب إلى خطوة الغدِ..
أملأ روحي بزهو الطيوبْ..
قلتُ للنص: قف حيث أنتَ..
البلابل غيبها الصهدُ منكَ..
اِنتهت في الظلام/الغروبْ.
قلتُ: لم تبق في ركبتيَّ هنا غير هذي الخفافيش رمل الدروبْ
***
المدى غابة تترصدني..
والطريقُ الشرود/الشحوبْ
***
أسمي البداية شمساً ربيعيةً..
ومرايا وضيئه
***
أسمي النهاية أرضاً منقبةً..
وجباها وطيئه