خيرة بلقصير
يا ودائع البقاءِ،
يا تُرَّهات المساء القانِيّ،
يا أنساً مفقوداً في سَكْرة المِخمل،
يا وِحدة بمزَاجها العَذب،
مُدِّينِي بِماَ يليقُ من قَيد صَدِئ يُشَافه هِباتِ الهُروب
مُدِّينِي بإسْرافٍ في الشَّوق، وبوَليِمة في الأرْحام
مُدِّينِي بالاِرتِطَام،،
والتَّفاقم،،
وسُمّاق الوُضُوء،،
مُدِّينِي بالدّفء وبالأمُومة في اِكتظاظها
وألقها الكَوْثر،
بالعَدم أأتَمنُه نِزال المُتشبِثين
بنِسيَانِهم في دَمي
مُدِّينِي بهَيئَة الطَّير في سَكنها في العَليّة
بحَماقة الطَّحين،، أذرُوه فيعْمِي القُرب بنُعاس العُيون،
يا وَليمة الفرَاغ وبُرهة التَّوق إلى النّجاة
ويا رَجْعة الصَّدى في رِواق النُّشوء الأوَّل
يا زَجل أنِيني في طُغيانِه البتول،
مُدِّينِي بصَعقة الغُبار أعلى قِمّة اليَأس
لمْلمينِي شَتات الأمْس هُنيهَة المِخداتِ تبلِّلُ السّراب
بنُباح النقيض إثر المجَاز
وصِفاتي في قَرعِها الحَذر
يا وحْشَ الآخر وجَحِيمَه الغِياب
أُنثرِني رَمقًا على مَقابر الرِّيح وجَنَّات الأرَق الحافِية
تَرفعني قَدراً في الخُيَلَاء والموت الشَّفيف
يا منازل تتشهقُّ هسيس الغريب،
مُدِّينِي بالفَقْر لأقتُلَه، واجْرحِيني بِوريد الفَراشة
ليسَ لي غَير بيَاض ونَصر السُّنبلة يهذي قحطُها
لسْعات تُعيد هَدْري في مَواقِد البَرْد وحُمّى الأكوان
جُودي بِمَا تبقَى من أوطان باطِلة
تريق الأنُوثة فِي شُكوك مُرهقَة
جُودي يا خُنفسَاءُ تَنشُر ضَوءها الضَّئيل
بِصرِير البَاب في الغياب يُزجي عذابات الزّمن
والعثرات،،
أرفعُ للخفافيش ضَراعة الأحجَار تنُوسُ لصَدعي
أرفعُ جُنح اللَّيل،
أرفع الوصيد،، والتّكلفة بين قلوب مارقة،
من أين تأتي إلي بكلّ هذي الحَمْحَمة
في سُقوط اللَّعثمة من لسَاني
ومن أين لي بي وبالوهم
فلا شيء يعيدني من أنقاض البلاغة
لا شيء يا شريكي العدم.
***
وكنت كلّما قطعت يدي، نبتت أخرى أكثر إيلاماً
مُربكة بقوافيها وحجرها المُصيب..
يدي متبرجة وهي تُثير القلق في نوبة مصارحة
بينها وبين البرزخ
موتٌ شاهق
تُجازف يدي ولا تتسول إلاّ في نصّ ماكر
وكما في الرُّسوم المُبدّدة للأيادي،
كإله الريح
أشدُ يدي إلى كمين الوقت
يدي التي أنبتت ألف يدٍ ويد
فقط لتصافح هذا العبث الخاسر
لتمسك على الخوف
على الثرثرة
على مجرة تفرِك القلق بين أناملها..
يدي التي ترتجفُ حين تذرذر ملح الغياب
وتعجن خبزاً لليقين الجائع..
***
ليل نهار يُعسْعِسُ..
أصحو لأنام أنام لأصحو
..أتفقد أترابي..
ضفيرتي.. شجني..
كم أنا مكتملة بالحمد كم أنا ناضجة كحزن نبيّ
وتاء اسمي مربوطة
ماذا خطر ببال أبي تلك الليلة ليبقيني قيد الوصيد..
مغلولة بأنسال اللّغة..
وشاردة بتائي التوت في غير موسمه..
الأسماء أقدارنا بحمضها النَّووي،،
زنجبيل الغياب..
سأجهز كذبة المساء الغاشم أني بخير وبإمكاني أن أبتسم كاليقين
أطحن قمح صوتي طحين الخبز الغاسق
بإمكاني أن أستمر حاملةً أعطاباً ناصعةً باليتم
بإمكاني أن أُعدُ بعض الحلوى لمسائي المرّ..
بإمكاني أن أصرخ حتّى لا ينبت الزجاج على شفاهي..
بإمكاني أن أفك كرب تائي؛ نواعير الآهات
وأقسم هِبات الخُوخ والخَمائل
ليبتهج الكمين واسمي أرنب تخفقه المِقصَّات والجِدال
اسمي الآبد في الخير
اسمي الّذي نحته أبي من خشب الزان,
شقاء للمتاهات
والولَه.