شَكَلَ عز الدين مجوبي (30 أكتوبر1945 /13 فيفري1995) ظاهرة فنية لافتة وحضورا طاغيا في المسرح الجزائري، صاحب الصرخة الأشهر على الركح أعطى للمسرح نكهة نادرة، وهذا بحضوره المسرحي الكاريزمي الكبير والمختلف، فهو سيد الخشبة والدور والأداء والضوء، حين يصعد إلى الركح، يتحرك، يغني، يبكي، يصرخ، يجسد الحياة والمعاناة والإنسان الجزائري بيومياته، وأحلامه وخيباته، وبتطلعاته. لكن توقفت الحركة وانطفأ الصوت، فقد اِغتالته رصاصات الإرهاب في 13 فبراير1995، أمام مبنى المسرح الوطني بشطارزي الّذي أضاء ركحه وخشبته كثيراً بفنه ومسرحياته، ومنحه حياته، تماماً كما منحها للمسرح وعوالمه، لتنطفئ شمعة لا همَّ لها سوى إضاءة المسرح والفن والجمال. أجل اِنطفأت شمعته وأُسدِل الستار حياته. النصر تستحضر مجوبي، في هذا العدد من «كراس الثقافة» بعد سنوات الغياب المأساوي. من خلال ثلاث شهادات مختصين في المسرح وشؤونه. فما الّذي يُشكله هذا الفنان في ذاكرة وريبرتوار الفن الجزائري، والمسرح والسينما على وجه الخصوص. هذا ما سنعرفه من خلال هذه الشهادات.
إعداد/ نـوّارة لـحـرش
* حبيب بوخليفة/ مخرج مسرحي وأستاذ الفنون الدرامية
استشهد وهو يُناضل من أجل التأسيس لمسرح شعبي
رحل الفنان الصديق المسرحي عز الدين مجوبي وهو في سن العطاء، بثلاث رصاصات غدر من طرف زواحف القرون الوسطى، وضعت فجأةً حداً لكلّ المشاريع التي تحدثنا عنها ساعات وساعات. أنا حينها، كنتُ قد رجعت إلى أرض الوطن من موسكو بعد حصولي على شهادة تُعادل شهادة دكتوراه في الإخراج الدرامي، لكن توقفت الأحلام الجميلة في تلك الفترة العصيبة لإثراء الإنتاج المسرحي الجزائري، في13 فبراير1995 وأمام مبنى المسرح الوطني بسكوار بور سعيد.
أذكر أني كنتُ آنذاك أشتغل على مسرحية «المرأة المتمردة» لإخراجها، وهي لوليام شكسبير واقتباس مصطفى قزدرلي، وقد كنا اِتفقنا مع عز الدين كمدير المسرح الوطني قبل أن يُسافر في جولة إلى فرنسا لتقديم عرض «البوابون» لرويشد على أنه لابدّ من ميزانية إضافية لتركيب العرض.. وبعد عودته من فرنسا أكد لي ذلك. ولكن القدر كان أقوى من كلّ المشاريع. شربنا قهوة في مقهى طونطوفيل وقال لي: «سأنصرف إلى البنك ونلتقي بعد ساعة ونصف الساعة، وهكذا عاد إلى المكتب، أخذ محفظته وغادر بناية المسرح وفي نفس الوقت اِلتحقتُ بقاعة الديكور مع الريجيسور العام للمسرحية خليفي عيسى وحاولنا أن نجد بعض عناصر الديكور المؤقتة، وإذا بنا نسمع طلقات شبه نارية، قلتُ لعيسى: هذا رصاص؟! فقال لي: ربّما.. تعودنا في ساحة السكوار أن نسمع هذا كلّ يوم..». وخرجنا إلى الشارع وإذا بنا نُشاهد مجموعة من الفنانين اِجتمعوا حول الضحية، كان الفنان القدير عز الدين مجوبي. لم أكن أتخيل اِطلاقاً أن يُغتال هذا الرجل البسيط، والجميل روحًا وفكراً، لم أكن أصدق وهو ملقىً على الأرض أمام معبد المسرح العريق.. استشهد وهو يُناضل من أجل التأسيس لمسرح شعبي يُساهم في الوعي والحرية.
اِستطعنا أن نُكَوِّن علاقة صداقة منذ البداية بحكم أنّه كان يهتمُ بالمعرفة المسرحية وبِمَّا يُنتج على مستوى المسارح الجزائرية، وكان مُحبًا للمسرح الروسي بشكلٍ خاص. هذا الأسبوع ذكرى اِغتياله ولا تكفي كلّ الكلمات للحديث عن إنسان طيب وتقدمي في أفكاره. نحنُ لم ننساه على مدى ثلاثة عقود بأدائه المتميز الجذاب وحضوره القوي كممثل مبدع في مرحلة هامة من تاريخ مسار الفضاء المسرحي الجزائري. لقد كان يملأُ الخشبة المسرحية عند ظهوره عليها وهذا بدأ منذ السبعينيات من القرن بعدما اِنفصل عن المسرح الإذاعي والتحق بالمسرح الوطني بعد تجاربه في مسرح وهران. لقد تميَّز بحسٍ إنساني كبير مع كلّ من اِقترب أو عمل معه. فبعدما اِنفصل عن المسرح الوطني قام بتأسيس فرقة مسرحية خاصة في العام 1988 مع المرحومين بن قطاف وصونيا وزياني شريف عياد، أسسوا معا «مسرح القلعة» واشتغلوا على بعض العروض التي تميّزت على الساحة المسرحية مثل «العيطة»، و»فاطمة». وبعدها، عاد في أواخر 1994 كمدير المسرح الوطني بحزمة من المشاريع في ظروف جدُ معقدة وعصيبة، وتحدثنا عن بعض المشاريع المُهمة في صناعة مسرحٍ حديث يتجاوز المألوف السكيتشي، واخترنا بعض النصوص الروسية لتشيخوف ولرمونتوف وغوركي. كان كما سلف وذكرت، قد أعاد عرض «البوابون» للمرحوم رويشد، وانتقل إلى تقديمها في فرنسا. ولما عاد كانت الفاجعة أمام مبنى المسرح الوطني، ونحنُ حضرنا تنفسه الأخير بعد الاِغتيال، في فبراير 1995 اِنطفأت شمعة الفنان المُلتزم الحريص على مهنية المُمارسة المسرحية.
أبدع الفنان ليس فقط على الخشبة المسرحية في «حافلة تسير» ، ويحتفظ الجمهور بتفاعله التراجيدي مع «نوّارة بنتي» التي أُخرِجت بالمسرح الوطني في عام 1985 مع الفنانة القديرة دليلة حليلو، لقد أبدع في السينما أيضا. كما جرب عملية الإخراج في «غابو لفكار» مع امحمّد بن قطاف وزياني شريف عياد، و»عالم البعوش» اِقتباس لهنري ابسن في مسرح باتنة والتي نالت أحسن إخراج في مهرجان قرطاج بتونس. لقد ربطتنا صداقة نقية وأفكار تغيير الإنتاج المسرحي والاِرتقاء به إلى مستويات عالية فكرية وجمالية. لكنه غادر في تلك الظروف الدامية للعشرية السوداء قبل تحقيق هذه الأفكار والأحلام، غادر ذات شتاء بارد مضرجاً بدمه وشغف الفن، تاركاً أعمالاً مُتميزة في مسار الفن المسرحي الجزائري، وصدىً لا يزال يرنُ ويئنُ على خشبات المسرح.
* زبيدة بوغواص/ناقدة وباحثة أكاديمية مختصة في المسرح
كان يحمل مشروعاً كبيرا للمسرح والسينما الجزائرية
يُعد عز الدين مجوبي أحد رجالات المسرح الجزائري الذين كرسوا حياتهم لخدمة الفن المسرحي في الجزائر، وقد ساعده صوته الجهور أن يبدأ رحلته المسرحية كممثل في الفرقة الإذاعية الوطنية، وهذا في مرحلة الستينيات، كان يحمل مشروعاً ثقافيًا كبيرا للمسرح الوطني والسينما الجزائرية، فقد أنشأ وقاد مسرح القلعة، مع رفقاء: صونيا، بن قطاف، زياني الشريف، كما خاض الدراما السينمائية في فيلم «يوميات شاب عامل»، وشارك في إنتاج العديد من الأعمال المسرحية مع مختلف المسارح الجهوية، تعدّدت إنجازاته الفنية بين التمثيل والإخراج، والإعداد والاِقتباس، أسهم في تكوين طلبة الفنون بالمعهد العالي للفنون الدرامية، كما أُسندت له إدارة المسرح الوطني بالعاصمة.
عشق المسرح فانطلق في نشاطاته ليقدم روائعه مع ممثلين كبار مثل «صونيا»، أعمالاً لا تزال تشهد بأنّه فنانٌ كبير، «غابوا لفكار»، «حافلة تسير»، «العيطة»، «قالوا العرب قالوا» وغيرها...، كان يُقدمها بإحساس عميق، فقد أدرك مجوبي بتجربته ومهارته أنّ الفن هو ظاهرة إنسانية تصوّر الإنسان، وتُعبر عن داخله، وعن واقعه الإنساني العام والخاص، فمر هذا التعبير عبر عقله وأحاسيسه، فأحبه الجمهور، الّذي وجد فيه معادله الموضوعي لواقع كان يُعاني على كلّ المستويات، فعالج موضوع الديمقراطية، والعدالة والمساواة، والظُلم الاِجتماعي وغيرها من قضايا الراهن للمواطن الجزائري.
اِعتمد مجوبي الكوميديا السوداء في التعبير عن تلك القضايا، حيثُ المزج بين النقد الاِجتماعي والسياسي، وبين القيمة الفنية التي تتجلى في اللّغة والحوار والمونولوج، والحركة والحوار والصراع والحضور الجسدي، وتفاعله مع مختلف الشخصيات التي تقف أمامه، فقد أراد أن يجعل جمهوره يضحك، ويتفاعل، ويعيش لحظة يشعر فيها بالممتعة والسرور، ويتذوق أبو الفنون ولعل قبل أوّل مشهد من مشاهد مسرحية «الحافلة تسير» المُسجلة نشاهد كيف أنّ الجمهور كان يتزاحم على المسرح.
إنّ أهم ما يتميز به الفنان مجوبي هو بحثه الدائب عن تجربة مسرحية أصيلة نابعة من الهوية الجزائرية بكلّ أشكالها ومضامينها، بالفعل فقد تمكن مجوبي من إيجاد صيغ جديدة للتعبير عبر الرمز، واللّغة المحلية، واسترجاع حكايات من التراث، والألغاز والأمثال، والأغاني الشعبية، بالإضافة إلى التجريب من المسرح العالمي، في طريقة تعامله في الخشبة، فقد كان يُخاطب الجمهور تمامًا كما هو الشأن في مسرح بريخت، وكسر الجدار الرابع، وجعل اللعبة المسرحية يُشارك فيها الجمهور برد الفعل كالتصفير والتصفيق... الّذي يدلُ على الإعجاب بِمَّا يُقدمه له.
يمكن القول الآن إنّ الحافلة واصلت المسير، كما تنبأ لها هذا الفنان، حافلة المسرح والحياة والجمال والإبداع والفن والسلام في جزائرنا، فقد عاش حُلم أن تكبر نوّارة، « نوّارة بنتي تكبر... وتكبر... وتزيد تكبر»، «نوّارة بنتي في هذا النهار... في هذي الليلة تتخطى العتمة... تفتح عينيها...». لا نخالها إلاّ الجزائر الشامخة التي تخطت العتمة وبُعِثَت من جديد.
* جميلة مصطفى الزقاي/ باحثة أكاديمية وناقدة مسرحية
مجوبي بين الحضور الفني اللافت، والغياب التراجيدي، والاِستحضار المُفترض
لقد عايش الفنانون الجزائريون إبان العشرية معادلة كينونة صعبة؛ بين إخلاصهم لمبادئهم وإديولوجيتهم، وبين إلزامية مداراتهم لها، وتنصلهم منها ليعيشوا بسلام. فلا خانوا تلك المبادئ، ولا تنصلوا منها بعدما اِلتزموا بها خلال وجودهم الفني، حيثُ أثاروها في أعمالهم متبنين مبادئ لا تحول ولا تزول مهما كلفهم الأمر. فدفعوا ثمن تكفيرهم عنوة لمجرّد أنّهم أدواً أدواراً تتورطُ في إيديولوجيات قد لا تكون لهم ولا يُدينون بها، بل أدوا أدوار شخوص تحمل فكرة وموضوع العمل المسرحي الّذي غالبًا ما يكون مُقتبسًا ومُمَسرحًا عملوا على تكييفه مع واقعهم المعيش بتركيبته السوسيوسياسية زمن التعدّدية الحزبية.
عز الدين مجوبي كان من هؤلاء الفنانين الذين دفعوا ضريبة خضوعهم لا إراديا لمعادلة التفكير والتكفير، فحوكم غيابيًا دون سماعه متهمًا، ومنحه فرصة الدفاع عن نفسه، بعدما قضى إحدى وثلاثين سنة في خدمة الفن المسرحي؛ هي مسيرة غنية بالإبداع والنجاح الّذي سمح له أكثر من مرّة بالتألق فوق خشبات المسرح الجزائري، هذا الألق الّذي لم يُكتب له في الشاشتين. بينما طاول عنان السّماء تمثيلاً وقد أدرك ذروة سنام الخشبة الجزائرية برائعته «حافلة تسير» حتّى أضحى «الشريف الزوالي» من يوميات المُتلقي الجزائري الّذي صار يتلقف أعماله بشغف ونهم... لن أُبالغ ولن «أعلق له عرجونًا» إذا اِعتبرته مدرسة في التمثيل جلس على مقاعدها الكثير من الفنانين في حياته وحتّى بعد أفول نجمه. لكن هيهات! هيهات!!! أن تُدرك راحته وأريحيته فوق الخشبة؛ بحضوره اللافت، وأريحيته، وتلقائيته الحركية، ومرونة جسده، وصوته الجهوري الجميل، وكلّ ذلك في تماهٍ وانصهار ينبثقُ دفعةً واحدة ليُسافر بألباب الجمهور الّذي لطالما كان يخلصه من وطأة ما يُعايشه يوميًا أو كان قد يؤلبه على تغيير رزء حاله بتحسيسه وتوعيته... متنفسه كان المسرح الّذي أحبه حبًا جمًا؛ حيثُ صرّح سنة 1993 لجريدة وطنية: «حبي الكبير هو المسرح الّذي لن أتخلى عنه ما حييت، ومهما كلفني الثمن، لأنّني أرغب في التصريح والبوح بِمَّا يحس ويشعر به الآخرون، وأرفض أن أُساوَم في ممارسة مهنتي مقابل العملة الصعبة... سأبذل جهدي لأعبد الطريق للأجيال الفنية الجديدة..». لأجل هذا الحب والعزم على خدمة المسرح، وعلى الرغم من مكابدته عناء التسيير الإداري للمسرح الوطني محي الدين باشطارزي، لو استحضرته اليوم، ما أظنه كان سيتخلى عن عرشه في التمثيل والأداء الاِستثنائي، وحتّى إن توزّع بين التلفزيون والمسرح والسينما، فإنّه كان سيجود بأرقى الأعمال المسرحية مخرجًا، ولربّما كان سيبدي عبقريته في التمثيل عبر مونودرام أزلي كان سيخلد خلود حمق سليم وفاطمة... ونظراً لما كابده في مساره الفني من نكران وجحود وتهميش على غرار ما عاناه ويُعانيه بعض الفنانين البارحة واليوم، فإنّ إصراره المعهود على النجاح سيجعله يفرض نفسه في الساحة المسرحية بفضل موهبته الفذّة وولهه بالخشبة، كما كان سيطلّق القطاع العام ليؤسس تعاونية حتّى يتمكن من مواصلة رسالته في تبنى الشباب الذين كان سينتقي منهم خيرة الفنانين المبدعين ليصنع منهم طوق ألقٍ وتوهجٍ مسرحي يُفاخر به المسرح الجزائري باقي المسارح العربية التي كانت سترحبُ أيمَّا ترحيب بمشاركته... هي أضغاث أحلام! تمخضت عن حبنا لهذه العلامة الفارقة في سماء المسرح الجزائري، فاستحضرته بعد سنوات الغياب التراجيدي المقيت.. مجوبي الّذي حببنا في المسرح، ستظل ذاكرة الريبرتوار المسرحي الجزائري تعتدُ بسيرته ومساره، وتذكره أيقونة من أيقونات المسرح الجزائري، وسنظل أثره؛ نستمتع بأعماله المسرحية وكأنّنا نراها للمرّة الأولى.
إضاءة:
عز الدين مجوبي من مواليد 30 أكتوبر العام 1945 بمدينة عزابة–ولاية سكيكدة، وهو اِبن محامِ تعود أصوله إلى حمام قرقور بمدينة سطيف. بدأ مجوبي نشاطه كممثل مع مطلع ستينيات القرن الماضي بتشجيع من الفنان الراحل «علي عبدون»، اِلتحق في 1963 بمعهد المسرح البلدي بالعاصمة، وكانت بدايته كممثل بالإذاعة الوطنية بين سنتي 1965 و1968. خاض تجارب مميزة ولافتة في المسرح، حيثُ شارك في أعمال من السجّل الكلاسيكي، وتحتفظ خشبة محي الدين بشطارزي بأدائه المُبهر في مسرحية «حافلة تسير» (1985) رفقة الفنانة «دليلة حليلو»، وعرفت نجاحًا كبيراً جعلها علامة مُميزة في مسرح تلك الفترة، حيثُ تفاعل الجمهور كثيراً مع دور مجوبي في مشهد بكائه بمرارة على فقدان فلذة كبده «نوّارة» التي ماتت قبل أن ترى النّور، وبقيت عبارة «نوّارة بنتي» التي كان يرددها من أشهر «اللازمات» في تاريخ المسرح الجزائري. أخرج مجوبي بعض المسرحيات، من بينها مسرحية «غابوا لفكار»، في مسرحية «عالم البعوش» سنة 1993، والتي نالت أيضا نجاحًا كبيراً، وافتكّت جائزة أحسن ممثل في مهرجان أيّام قرطاج المسرحية بتونس سنة 1993.
مجوبي خاض أيضا مع كلّ من زياني شريف عياد وامحمّد بن قطاف وصونيا، تجربة المسرح المستقل في الجزائر بإنشاء وتأسيس «مسرح القلعة» في 1990، الّذي أنتج «العيطة» و»حافلة تسير2»، كما قدّم عدة أعمال تلفزيونية منها «يوميّات شاب عامل» للمخرج محمّد إفتيسان وفيلم «خريف 1988». وأسهم أيضا في إنتاج أعمال مع عدة مسارح جهوية بينها مسرح بجاية الّذي قدّم معه مسرحية «لحوينتة» (1994) عن نص «علاوة بوجادي» ونال عنها جائزة أحسن إخراج. كما سهام في تكوين الممثلين، حيثُ كان أستاذاً في الإلقاء والنطق بالمعهد الوطني العالي للفنون الدرامية. وإلى جانب هذا شغل عدة مسؤوليات منها مسؤول تقني وفني للمهرجان الوطني للمسرح المحترف-باتنة، نوفمبر 1994. وتقلّد منصب مدير عام، للمسرح الوطني الجزائري مطلع عام 1995، وفي زوال الثالث عشر فيفري 1995.