البشير بن عبد الرّحمن
قَلَقٌ يُسَمِّي الرَّيحَ بَعْضَ صَلاَتِهِ
أَدْنَى الضِّيَاءَ وَعَاثَ فِي جَنَّاتِهِ
قَلَقٌ بِلَوْنِ المَاءِ يُبْصِرُ فِي السَّرَابِ المُرِّ
كُلَّ جِهَاتِهِ
قَلَقٌ هُنَاكَ يَضُمُّ نَبْضًا خَاوِيًا
قَلَقٌ هُنَا... سَكَبَ النُّفُوسَ بِذَاتِهِ
مَنْ وَرَّثَ الحُزْنَ القَدِيمَ لِمُقْبِلٍ
يَرْجُو الجَنَى وَالمَوْتُ فِي خُطُوَاتِهِ
..................
... وِإِذَا بِدُنْيَاهُ الهَزِيلَة مَوْعِدٌ
لِلجَاثِمِينَ عَلَى الرُّؤَى بِدَوَاتِهِ
يَتَنَاسَلُ الجُوُعُ الجَلِيلُ بِرُوحِنَا
وَعَلَى رُبَى الأَفْلاَكِ
مِنْ صَلَوَاتِهِ
يَا حُزْنَ مَرْيَمَ هَذَا مَهْدُ طُفُولَةٍ... فَأَشِرْ إِلَيهِ... وَدَعْهُ فِي خَلَوَاتِهِ
سَطْوَةُ الحُوتِ
يَا ذَا النُّونِ...
اشْتَعَلَ رَأْسُ المَاءِ شَيْبًا
مِنَ الجُوْعِ وَالخَوْفِ
فَمَنْ يُنْقِذ المَاءَ مِنْ سَطْوَةِ الحُوْتِ؟
حَنْظَلَةْ
التَّسَابِيحُ فِي عُمْقِ تَارِيخِنَا مُقْفَلَةْ...
وَلِذَا... فَالّذِي كُنْتُهُ لَمْ يَعُدْ حَنْظَلَةْ
- يَا نَاجِي العَلِي
تَشَقَّقٌ
أَدْخُلُ الصَّفَ، يَقُولُ التَّلاَمِيذُ: أُسْتَاذ
أَخْجَلُ مِنْهَا وَمِنِّي
تَشَقَّقُ ذَاكِرَتِي
يَطْلُعُ مِنْهَا لَيْلٌ يَتَأَبَّطُ نِصْفَ قَمَرٍ وَحَقِيْبَةً بَالِيةً عَلَى شَكْلِ هَاءِ الهَزِيمَةِ
الأَرْصِفَةُ
قَرِيبًا جِدًّا
سَتُوصَدُ الأَرْصِفَةُ فِي وَجْهِك
فَلاَ مَعْنَى لِلبَابِ عِنْدَك
وَتَشْرَبُ شَايًا عَلَى نَخْبِكَ الطُّرُقَات...
شَيءٌ مَا
شَيءٌ مَا بِقُرْبِ بَالِكَ لاَ أَرَاه
وَأَرَى خَيَالَكَ فِي صَدَاه...
نُورٌ
يُقْنِعُنِي الوَهْمُ أَنَّ المِياهَ سَرَابْ
وَأَنَّ الحُضُورَ غِيابْ
كَيْفَ لِي أَنْ أُبَرْهِنَ لِلنَّاسِ يَا وَهْمُ...
أَنِّيَ ظِلٌّ يُفَتِّشُ فِي دَمِهِ عَنْ بَقَايَا التُّرَابْ
حِيرةٌ مُعَتَّقَةٌ
عَبَرْتَ قَلْبِي
فَهَلْ حُفَّتْ لَكَ الطُّرُقُ
ولَسْتُ أَدْرِي
لأيِّ الغَيْبِ تَنْطَلِقُ
خُذْ وَجْهَكَ الآنَ
خُذْ ظِلِّي
وَخُذْ قَمَرًا مِمَّا أُعَانِي لَعَلَّ الليلَ يَنْعَتِقُ
وَخُذْ أَغَانِيكَ حَيْثُ الصُّبحُ سَاقِية
يَنْتَابُهَا قَلَقُ الأَيَّامِ... لاَ الوَدَقُ
رِيْحُ الجَنُوبِ
رِيحُ الجَنُوبِ يَا «عَبْدَ الحَمِيدِ بن هَدَّوقَة»
بِذَا الجَنُوبِ تُرَاوِحُ
وَأَرَى ظِلاَلَكَ لِلنَّخِيلِ تُصَافِحُ
يَا آيَةَ الصَّبرِ المُرَتَّلِ فِي دَمِي...