الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

كُم الريح

عبدالحميد شكيل
رأيتها تخرج من كُم الريح..
كانت تشبه لمع برق..
شبه ظل قرب نبع غابة..
لاحت بهية كسرب ماء ..
مدّت ندى أصابعها ..
مشاتل ورد على يمين النهر..
سقط الظل الهامس..
مرقتْ من طين الوقت..
كنتُ على فنار ..
كانت تُورّق أشواق تنورتها..
تفيء إلى شجر في أحواز «تمبكتو ..»
من صحراء الربع الخالي..
نَثَرتْ لجين أنوثتها..
انتبه الأفق الساجي..
تمايلت على عجيزتها..
منارات الإشراق..
لا وَهْم في مجازات  العشاق..
نهض النهر من غفوته..
كانت العصافير..
تفرّ من عبق الطّلّ..
لاسيدةستجيء ..
لادرب ستسلكه ..
في ضواحي»شنقيط»
كانت تداعب بخور مزاراتها..
تري بعين الذئب ..
تصيح من أوجار  النملة..
حين يدركها وجع الغابة..
وحفيف النهر..
سيدة العنبر..
مليحة الحي..
ساكنة نص الأسحار..
نادتني من أشواط الآه..
كنتُ أتأرجح..
 على نبرات ناي..
حين تاه في حناجر بَحّتْ..
سالت عراجين ..
في رمال اللغة الأنقى..
كانتِ الريح..
ترواح بين سراب ،وسراب..
بين أنشوطة دم ..
فقاعات الأنوار..
لا تشرح لغة الإقواء..
وأنت تدرك أعراف الهمس..
شاهقة كلمع السيف ..
على أكوام النقع..
لازمتُ اللغة البكماء..
البسمة الصماء.
وأنا أعبر منازل مناسكها..
من مدن الرمل..
من جهات الهلع الماطر...
كانت الريح على بينة..
كانت تبني أعشاش الفرقاء..
وهم يحتمون بِكُمّ الريح..!!
ينتظرون طير الأمواج..
ونساء الطين حين يَلُحْن..
على برج الأبراج..!!
أتعبت قلبي..
تلك الظبية الدعجاء..
وانا أصعد أدراج المعراج..!!

كفافيس..

مرتِ الريح ..
ناثرة أفقها على ساحة الثورة.
كنتَ ترى إلى فراديسها..
إلى أفق الزغرودة..
حين تنهض من سبات البحر..
لا ظل في غنائيات « الإسكندرية»
صعنتَرواقيات الماء..
ناديتَ « سقراط»
لا نايات في حواري» أثينا»
لم تكن النبالة مزية..
هطلتْ على روحك..
مناديل العشق..
سموات الظل العارف..
لَمْلمْ نثار  رخويات البحر..
لا نوارس  على مراكب « ليسبوس»
ظلال النص..
تلاحقكَ..
تناصبكَ المحبة..
ترشّكً ببخار  القهوة..
لم تكن قصيدة النثر..
قميص العابثين..
لا سحابات على ممرات البحر..
القبعة ...
أجراس القرنفل..
حذاء السير..
حين تحثك الأحزان..
تقاومك  حيتان المراكب..
دخن مراياك..
أسبلة النار..
حلقات الفجر..
سيدات الصباح،
عند بوابات « القاهرة»
لانصر سيدرك طيرك..
صناعة الشِّعر..
ممشى الذاهبين إلى ميدان الحرب..
لا نوافذ ستشرح نزقك العابر..
لا منارات على ربواب المنفى..
رمّم أحزانك..
لا جسر ستعبره إلى : «طروادة»
لمصر سموات الرمل..
أنها ر الشمس..
سيول الغبار على مداخنها..
سيعنفكَ البحر..
النوارس على غيم  الشاطىء..
رقص الغجريات..
غناء البجع على ريق الرقص..
سمواتك الغبارية..
جارة النافذة..
تبهرك بعنفوان النهد..
حين يشرئب إلى نزفه..
البحر..عند قدم السالكين..
إلى صواب القصيدة..
حصان الوهم القابع..
في مخيلة الموج..
لا نساء من جنوب القلب..
سيرقصن عند أسوار الإسكندرية
وهن يلتحفن شواظ القصيدة..!
مثخة بلوعة المنفى..
سرديات الموتى..
قرب باب روحك..!!

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com