أعمل على توظيف الأبعاد الثقافية في التصميم الداخلي لصيانة الهوية
* يمكننا صناعة كل شيء في الجزائر دون اللجوء للاستيراد
قالت المهندسة المعمارية و مصممة الديكور الداخلي، فريال قاسمي إسياخم، إن مجال التصميم الداخلي مهم جدا رغم أنه لا يحظى بالاعتراف المطلوب في الجزائر، و يفتقر للتأطير الذي يمكن أن يحوله إلى نشاط منتج، وأوضحت في حوار مع النصر، أن أحد مهام التصميم هو حل المشكلات الاجتماعية و الاقتصادية، من خلال المشاريع التي تستجيب لواقع البيئة التي نعيش فيها، كما تحدثت عن سبل النهوض بهذا الرافد الاقتصادي ذي الأبعاد الثقافية، والذي يمكن أن يستند في انطلاقته على شراكة ثلاثية بين المصممين و الحرفيين والصناعيين، لتقديم منتج محلي مناسب يسمح بالتحكم في الأسعار و يعكس الهوية الجزائرية بكل أبعادها المغاربية والإفريقية.
حاورتها: إيمان زياري
حظيت بالتقدير بفضل نجاح تجربتك كمصممة ديكورات وألبسة في الفيلم السينمائي «الملكة الأخيرة»، كيف ضبطت تصورك للتصاميم لتتوافق مع تلك الحقبة؟
ـ فريال قاسمي إسياخم: في فيلم «الملكة الأخيرة» ، كان علي أن أصمم الرؤية الفنية الكاملة للفيلم من ناحية الديكورات وأن أتابع تركيبتها و تفاصيل العمل في الورشات وهو ما تطلب مرحلة طويلة، لنكون أقرب ما يمكن من جميع عناصر الديكور ونقدمها في سياق تاريخي مناسب، ينطبق على واقع الجزائر العاصمة في القرن السادس عشر، و لهذا من البداية وقبل أن نشرع في التنفيذ، أجرينا مع المخرجين الكثير من الأبحاث حول تلك الحقبة و كان علينا اتخاذ خيارات محددة بعد ذلك، لنكون أكثر إخلاصًا للقراءات والمعطيات التاريخية التي جمعناها.
حاولنا أن نضبط تصورا للديكورات الداخلية و الحياة الاجتماعية وجميع الأشياء التي استخدمها الجزائري خلال تلك الفترة ومن قبل، بما في ذلك أغراض الحياة اليومية و معدات المحاربين، فكانت هناك مرحلة لتصميم وإعداد مختلف الملفات الفنية وفقًا للسيناريو، و في هذه الملفات، كانت هناك تفاصيل المواقع المختلفة للفيلم وتحولاتها وفقًا للديكور الذي تخيلناه خاصة و أن الأماكن كانت عبارة عن مساحات تنتمي إلى التراث الجزائري و تعد أساسية للمشاهد الداخلية.
انتقلنا بعدها إلى صنع كل ما رسمناه في ورشة إنتاج الفيلم، و قد عملت فرق الديكور التي كانت تحت إشرافي، إلى جانب فرق أزياء جان مارك ميريت على ضمان أفضل نتيجة بصرية نهائية، ولذلك حاولت منذ البداية وإلى غاية نهاية التصوير، إخراج أفضل ما يمكنني من جميع الفنيين من أجل الحصول على أفضل ما يمكن تقديمه لنجاح هذا المشروع السينمائي وتكريم الثقة التي منحني إياها المخرجان، خاصة وأنني واجهت تحديا حقيقيا لإنجاز الديكور الصعب للغاية بميزانية صغيرة، و نأمل جميعًا اليوم أن يتمكن الجزائري من رؤيته وتقدير جهودنا.
التقنية الحديثة قادرة على إعادة تصوير جزء من التاريخ العمراني
ـ ما هي العراقيل التي واجهتموها خاصة وأن المعطيات عن تلك المرحلة التاريخية قليلة جدا، حدثينا أيضا عن طبيعة البنايات التي شملها العمل؟
ـ فعلا، الفيلم إنتاج ضخم وقد واجهنا صعوبات كبيرة في العمل على ديكوراته و تصاميم المواقع و شكل البنايات التي رسمنا تصورا لها في أذهاننا، خاصة في ظل غياب مخططات واضحة لهذه المباني، كنا مجبرين على الاعتماد على معطيات قليلة أجرينا بناء عليها تصويرا أو مسحا ثلاثي الأبعاد، منحناه لوزارة الثقافة ليكون بمثابة مرجع للمباني التاريخية، وهي عملية أتممتها قبل بداية إعداد الديكوارت وتطلبت مني الكثير على اعتبار أننا كنا مرتبطين بالوقت و ببرنامج للتصوير في خمسة مواقع أثرية منها القصور و المسابح التي في تلمسان و العاصمة ومنطقة الوردانية على الحدود.
رغم ذلك، فقد تمكنا من التصوير في أجمل أماكن الجزائر خاصة أقبية وسط العاصمة المغلقة منذ أكثر من 30 سنة، و تمكنا من الحصول على إذن استثنائي للتصوير فيها، و بما أنني لم أتحصل على المخططات ساعدتني التقنية الحديثة في تسهيل العمل و أعطتني قدرة كبيرة على ضبط الديكورات و العمران في تلك الحقبة التاريخية.
تطوير التخصصات الإبداعية يساعد على تحقيق بعض جوانب الاكتفاء
ـ تختصين في هندسة الديكور الداخلي وتصميم فضاءات وقطع سينوغرافية كيف تجسدين ذلك ؟
ـ اعتمد نفس الرسالة في كل عمل أقوم به، سواء كان تصميما داخليا أو أثاثا أو سينوغرافيا، و أؤكد أنه يمكننا صنع كل شيء في الجزائر وأنه من الضروري الانتقال من الاعتماد على الاستيراد إلى الإنتاج و التصنيع لنحقق دفعا اقتصاديا، هي عملية تستوجب التنسيق بين المصممين والصناعيين والحرفيين الجزائريين، وهذا يعني أيضا أننا نستطيع إعادة تقديم ثقافاتنا دون تجاهل ما ينتجه الآخرون، فمن خلال منتجاتنا يمكننا تقديم تصاميم غنية بجميع عناصر الثقافات التي تثري رصيدنا الممتد على امتداد إفريقيا و المنطقة المغاربية وصولا إلى البعد المتوسطي.
أعمل في مشاريعي أيضا، على مسألة الاستدامة، لأنني أبحث باستمرار عن المواد المتاحة في الجزائر، وتقنيات التصنيع وإمكانيات بعض الشركات المصنعة لتنفيذ المشاريع الصديقة للبيئة، كما أجتهد مع بعض المصممين الآخرين في مسألة الاكتفاء الذاتي الوطني، من خلال تطوير هذا التخصص للتوصل إلى 100٪ إنتاج محلي، فيما يخص المنتجات الإبداعية، و لهذا بدأنا في التحضير لتأسيس إتحاد وطني للمصممين الجزائريين المحترفين ونحن الآن في انتظار موافقة الجهات الوصية.
في الواقع، كل عمل هو وسيلة لتشجيع المصممين الشباب للحفاظ على الأمل، كما يمكنني القول أن هذه الوظيفة هي قوة حقيقية لبلدنا خاصة و أن المصمم يمتلك الكثير لتقديمه في المستقبل في مجال الإبداع الجزائري المسؤول عن البيئة وهذا هو المستقبل، كما أغتنم هذه الفرصة لأقول إن السلطات العامة يجب أن تشجع بشكل مطلق المصممين المحترفين في جميع المشاريع التي تطلقها، كما ينبغي إعادة النظر في جميع المشاريع لتحقيق تنمية اقتصادية حقيقية للبلد في هذا الميدان.
هذه طبيعة المشهد المعاصر للفنانين و المصممين الجزائريين
ـ عينت كمحافظة للعديد من التظاهرات و معارض الفنون البصرية في الجزائر و الخارج، فهل من شروحات أكثـر عن هذا الموضوع؟
ـ تشرفت بتقديم أعمال مصممين جزائريين في العديد من المعارض و أعرف جيدًا المشهد المعاصر للفنانين الجزائريين و خاصة المصممين فكلما عينت محافظة لتظاهرة أو معرض، حرصت على إبراز هذه المواهب.
في هذا العمل، لا نكتفي بمجرد إظهار التصميم أو المنجز، ولكن هناك مهمة كاملة يجب القيام بها ككتابة المشروع، وإيصاله إلى الجمهور محملا برسائل تختزل أهداف التظاهرة، كما نتعامل في كل مرة مع مواضيع مختلفة مثل المدن، وما يمكن أن يحققه المصممون في المجال من تحسينات و أفكار تلبي الاحتياجات الحديثة.
لا يفرق الكثير من الناس بين التصميم و الديكور، فالتصميم الحقيقي ليس بزخرفة، بل هو تخصص تقني للغاية يجب أن يجمع بين الجمال و الوظيفة، و أحد مهام التصميم هو حل المشكلات الاجتماعية و الاقتصادية، من خلال المشاريع التي تستجيب لواقع البيئة التي نعيش فيها، ففي كل معرض نتناول مواضيع آنية، مثل إدارة النفايات المنزلية مثلا، واقتراح إعادة تطوير أحياء المدن عن طريق تصاميم أكثر جاذبية و عصرنة دورات المدارس و المقاعد العامة، واستكشاف مواد جديدة أكثر ملاءمة للبيئة، فهناك الكثير من الإشكاليات التي يمكن للمصمم حلها، لذلك و في كل معرض، أصنع سينوغرافيا تتوافق مع المشروع الشامل، و أتخيل أن المعرض هو رحلة جماعية ينافس خلاله المصممون لأجل التميز بمشاريعهم و يجب علينا أن نحترم ذلك، فبالنسبة إلي من المهم جدًا تقييم المشاريع بشكل شبه منفصل، لأجل فهم نوايا المشروع بشكل أفضل.
التصميم الداخلي رافد اقتصادي
ـ منحتك سفارة إيطاليا وسام النجم الإيطالي سنة 2020، لِمَ تم اختيارك؟
لقد تشرفت بهذا الامتياز، و علاقتي مع إيطاليا مهمة بالنسبة لي، لأنني درست الهندسة المعمارية هناك لمدة 10 سنوات، بعد إنهاء دراستي في الجزائر، في هذه البلاد ولد أفضل ما في التصميم، و لدى الإيطاليين الكثير من أوجه التشابه معنا نحن الجزائريين خاصة في الميدان الثقافي و ربما السبب هو البحر الأبيض المتوسط الذي يجمعنا.
أعمل كثيرًا مع زملائي الإيطاليين في مجال التصميم و لدي علاقة ودية معهم، إيطاليا لديها يوم عالمي للتصميم، و التصميم الإيطالي يعتبر قوة اقتصادية حقيقية، وأذكر هنا أنني كنت أمينة لنسختين بينهما النسخة التي جمعت بين المصممين الجزائريين و الإيطاليين في المتحف الوطني للفن المعاصر بالجزائر.
قمنا أيضًا بتنظيم ورشات عمل مع مدرسين إيطاليين بمدرسة الفنون الجميلة في العاصمة، كما نشرنا كتابا في جامعة فلورنسا لأعمال مصممين جزائريين و إيطاليين، و لا أخفي عليكم أنني أطمح لأن يصبح التصميم موردا اقتصاديا مهما في بلادنا كما هو الحال في إيطاليا و أتمنى توفير الظروف الملائمة لتحقيق ذلك، خاصة و أن للجزائر مقومات مادية و بشرية هامة تمكنها من ذلك فعليا.
التعليم الثقافي المبكر مهم للحفاظ على الهوية
ـ تشغلين منصب محافظة تظاهرة «التصميم ديزاين 2020+1» ثنائية الحلول بين الجزائر و فرنسا، ما الذي تعملون عليه و ما هي أهداف هذا النشاط؟
ـ يعد التصميم في دول أوروبا بشكل عام، رابطًا قويًا في مجال التقنيات الجديدة و الاستدامة، وهناك منظمة عالمة تعرف بـ « وورلد ديزاين أورغنازايشن» تعنى به ومقرها كندا، و في كل عام يتم تعيين دولة أوروبية لتكون واجهة لمختلف الأنشطة في المجال، و قد تم سنة 2020 تصنيف فرنسا كمدينة عالمية للتصميم، و بهذه المناسبة طلب المعهد الفرنسي بالجزائر خدماتي من أجل تنظيم أول «بينالي» للتصميم الجزائري الفرنسي، و كان الموضوع الذي اخترته للطبعة الأولى هو «إعادة ابتكار المدينة من خلال التصميم».
أطلقنا دعوة للمصممين و المهندسين المعماريين لتقديم مشاريع شيقة تخص الأماكن العامة في المدن التي يعيشون فيها، كما نظمنا معارض ولقاءات في أماكن مختلفة مع مؤسسات جزائرية و فرنسية مثل « مدرسة العمارة بالجزائر و الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي و وزارة الثقافة و المعهد الفرنسي للتصميم». و الهدف من «بينالي التصميم» هو بناء جسور للتبادل بين محترفي التصميم بين البلدين، لأن الثقافة هي الطريقة الوحيدة للجمع بين الناس، فعندما يلتقي مصمم جزائري بمصمم فرنسي يقدمان معًا ما من شأنه أن يفيد الكوكب في مجال الاستدامة، و ما يمكن أن تكون مشاريع حاملة للحلول المشتركة.
في هذا الحدث، تلقينا أكثر من 140 طلبًا من جميع ولايات الجزائر تقريبًا، و قمنا بتنظيم 3 معارض رئيسية، و العديد من ورشات العمل على مستوى المدرسة، و لقاءات بين الطلاب و المهنيين و عروض الأفلام، كما قمنا بنشر كتاب جميل جدا يجمع كل المشاريع الجزائرية و الفرنسية.
ـ أشرت إلى استحداث سوق للتصميم فما هو هذا المشروع و هل يمكن أن نعرف أين وصل؟
ـ لا يوجد حقًا سوق للتصميم في الجزائر، حيث يكافح المصممون لتنظيم أنفسهم للترويج لهذا التخصص، لذلك فكرنا في تنظيم إتحاد يجمع المتخصصين في الجزائر ممن يمتلكون خبرة و إنتاج، بحيث تتمحور المهام الرئيسية لهذه النقابة حول العمل على ترقية و تطوير التصميم في الجزائر، لإيصال أصوات المصممين لدى السلطات العليا، و لاسيما وزارة الثقافة و كذلك وزارات الصناعة، المالية، السكان، التعليم، البيئة، إلى جانب الولايات، والعمل على مستوى الإدارات المختصة لتحديد القواعد والمهارات اللازمة لممارسة المهنة مع الالتزام بالتواجد على مستوى التدريب المهني عبر الارتباط مع التخصصات المذكورة أدناه. (المشاورات لإنشاء مراكز التميز الجديدة و معاهد التصميم و ما إلى ذلك ضمان نشر و تطوير و استهلاك منتجات التصميم صنع في الجزائر (نشر، إنتاج ضخم)، أيضا إنشاء ورش عمل للتفكير تتعلق بهدفها: الترويج و تبادل الخبرات والمعارف و الآراء من خلال الأحداث و المنشورات.
نعمل حاليًا للحصول على موافقة لمجموعتنا و بهذه الطريقة سنتمكن من تقديم أفضل الحلول في العديد من المجالات التي يكون فيها المصمم مهمًا.
تقليد ديكورات المسلسلات يلغي معالم الهوية
ـ زاد مؤخرا الاعتماد على الديكورات العصرية في تهيئة وتأثيث المنازل، فهل فقد البيت الجزائري هويته؟
ـ نحن في القرن الحادي و العشرين، لذلك من الطبيعي أن تتطور المنازل و الديكورات الداخلية، في الجزائر لم نعد نعيش مثل آبائنا أو أجدادنا، و لا يمكننا أن نقول إن منازلنا فقدت هويتها، بل يجب أن نتكيف مع تطورات الحياة، ما يمكن ملاحظته هو زيادة التأثيرات و الرغبة في تقليد أنماط مختلفة و مغايرة، و هذا يشجع أساس على استهلاك المنتجات المستوردة، في حين أنه من الممكن التوفيق بين الحداثة و التراث.
هناك أيضا، تعليم ثقافي يجب تعلمه في سن مبكرة جدا حتى لا نخطئ في الذوق، كما يجب أن يتكيف التصميم مع كل هذه التطورات شريطة الحفاظ على ثقافتنا، و أعتقد أن متابعة المسلسلات من دول أخرى يؤثر كثيرًا على التركيبات الداخلية، وينتهي الأمر بفقدان الشخصية بالفعل.
ـ كيف ترين مستقبل التصميم الداخلي في الجزائر و إلى أين تحلمين بالوصول و هل من مشاريع جديدة؟
التصميم في الجزائر، يعاني من مشكل عدم اعتراف حقيقي و غياب إطار منظم و ترقوي، و الأمر متروك للمصممين لتنظيم أنفسهم، لقد فعل مصممو جيلي الكثير في هذا المجال و مهدوا الطريق للأجيال المقبلة. أريد أن أوضح كذلك، بأن هناك خلطا كبيرا في فهم كلمة مصمم، فمعظم الحرفيين يقدمون أنفسهم على كمصممين و هذا خطأ، لأن تصميم الديكور أمر دقيق و تقني للغاية، يحتاج إلى دراسة و تعمق و جمع بين عدة تفاصيل ليصل الشخص إلى مستوى مصمم حقيقي، خاصة و أن دوره الحقيقي هو إعطاء الحلول.
من جانبي، سوف أواصل الدفاع عن هذا التخصص، على أمل أن يؤخذ على محمل الجد مستقبلا، أما فيما يخص مشاريعي الجديدة، فأنا أعمل على مشاريع معمارية مختلفة و أحضر لتنظيم معرض تصميم آخر إلى جانب أعمال في السينما.
لدي أيضا مشروع يتعلق بتقدير قيمة الفلين في الجزائر، وهو عمل بحث و تطوير في مجال التصميم، يندرج في إطار الاقتصاد الدائري، و أؤكد هنا، بأنه يتعين علينا أن نعي بأن الفلين ثروة مهمة جدا وغير مستغلة بالشكل المطلوب وأن العديد من البلدان تحسدنا عليها. إلى جانب.
ـ هل من تفاصيل أوفى بشأن مشروع تقدير قيمة الفلين ؟
ـ مشروع تقدير قيمة الفلين كان قد انطلق بالتنسيق بين مجموعة من الوزارات هي الثقافة و الصناعة و السكن سنة 2018، و الوكالة الوطنية لتثمين نتائج البحث و التنمية التكنولوجية «أونفري دات»، لكنه تعطل نوعا ما خلال جائحة كونا، لكننا عدنا مجددا للعمل عليه، حيث يركز على أكبر ثروة جزائرية كان يتم تصديرها للخارج قبل اكتشاف البترول، و نحن نعلم أن استغلاله في الجزائر قليل جدا مقارنة بقيمته و كونه مادة صديقة للبيئة، يكثر استعمالها في بناء في الأسقف.
حاليا بدأ العمل من أجل توسيع دائرة استعماله، خاصة و أن الفلين الجزائري من أجود الأنواع في العالم، و يمكنني أن أكشف عن الشروع في استخدامه في المستقبل القريب في البنايات لكونه مادة عازلة للبرودة و الحرارة، بما يساهم في تقليص استخدام الطاقة، كما سيستخدم في الواجهات و الأرضيات التي أعمل حاليا على تطويرها، قبل الشروع في إدراجه في البنايات في الجزائر، بحسب الاتفاق و الشراكة مع وزارة الصناعة و السكن و العمران.
سوف يوجه أيضا، لتجهيز الحمامات، كما أعمل بنفسي على قطعة فنية جديدة، هي عبارة عن حوض استحمام مصنوع منه و من مواد طبيعية صديقة للبيئة، و هذه النقطة التي أركز عليها في كل أبحاثي و مشاريعي الجديدة، و في مجال تصميم الديكورات الداخلية من خلال علامتي الخاصة «آف جي إي ديزاين» أين نركز على توسيع استخدام الفلين في البناء و الديكور الداخلي و توظيفه في كل القطاعات مستقبلا.
إ.ز