رحل صباح أوّل أمس، القاص والروائي والناقد والكاتب المسرحي اللبناني المعروف، إلياس خوري، عن عمر ناهز الـ76 عاما. بعد معاناة جراء مشكلات صحية في الأمعاء اِستدعت مكوثه في المستشفى للمعالجة أشهرًا طويلة.
كتب خوري، الرواية وتٌرجمت أعماله إلى العديد من اللغات، (الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والسويدية والنرويجية والعبرية). كما كتبَ في المجال المسرحي مجموعة من المسرحيات، إضافة إلى العديد من الكتابات النقدية الأخرى. الراحل من مواليد الأشرفية في بيروت، العام 1948، سافر إلى الأردن في العام 1967 حيثُ زار مخيم للاجئين الفلسطينيين، ثم اِنضم إلى حركة فتح التابعة إلى منظمة التحرير الفلسطينية في ذلك الوقت. غادر الأردن في عام 1970 بعد أحداث أيلول الأسود، وسافر إلى باريس لمواصلة دراساته. بعد عودته إلى لبنان، أصبح باحثًا في مركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت. شارك في الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت في عام 1975، وأصيب بجروح خطيرة.
عمل سكرتيرًا لتحرير مجلة (شؤون فلسطينيّة) من عام 1975 إلى عام 1979، ومديرًا لتحرير مجلة (الكرمل) من عام 1981 إلى عام 1982. كما شارك في هيئة تحرير مجلة (مواقف)، وساهم في تحرير مجلة (الطريق). وبين عامي 1983 و1990، عمل مديرًا لتحرير القسم الثقافي لجريدة (السفير) اللبنانية. أيضا عمل مديراً فنياً لمسرح بيروت من 1992 إلى غاية 1998. درّس في الجامعة اللبنانية، والجامعة اللبنانية الأميركية، والجامعة الأميركية في بيروت، وجامعة كولومبيا في نيويورك، ودرّس في جامعة نيويورك مادة الدّراسات الشرق أوسطية والإسلامية. شغلَ منصب رئيس تحرير الملحق الثقافي الأسبوعي لجريدة «النهار» اللبنانية منذ عام 1993 حتى عام 2009. كما شغل منصب رئيس تحرير مجلة «الدراسات الفلسطينية».
من إصداراته الكثيرة في الرواية، نجد: «عن علاقات الدائرة”، «الجبل الصغير»، «أبواب المدينة»، «الوجوه البيضاء»، «رحلة غاندي الصغير»، «مملكة الغرباء»، «مجمع الأسرار»، «رائحة الصابون»، «يالو»، «كأنها نائمة»، «أولاد الغيتو- اسمي آدم»، و»سينالكول»، التي نُشرت عام 2012 وتمت كتابة قسم منها في بيروت ونيويورك 2008-2010 وأنجزت في حزيران 2011 في برلين حيث قضى عاما دراسيا 2010/2011 كزميل زائر في معهد الدراسات المتقدمة. و»باب الشمس» الصادرة العام 1998، والتي تم تحويلها إلى فيلم سينمائي من إخراج يسري نصر الله في العام 2004.
كما له العديد من المؤلفات الأدبية الأخرى في النقد والدراسات، من بينها: «دراسات في نقد الشّعر» 1979، «الذاكرة المفقودة» 1982، «تجربة البحث عن أفق» 1984، «زمن الاحتلال» -مقالات- 1985. صاحب رواية «الوجوه البيضاء»، حاز على العديد من الجوائز والتكريمات، من بينها «جائزة فلسطين للرواية» عن رواية «باب الشمس» 1998، و»جائزة الرواية المترجمة» عن رواية «مملكة الغرباء» 1996. و»جائزة كتارا للرواية العربية»، –الدورة الثانية العام 2016 عن فئة الروايات العربية المنشورة عن رواية «أولاد الغيتو–اسمي آدم».
عرف بصداقته الطويلة مع الشاعر محمود درويش، وارتباطه بالقضية الفلسطينية والقضايا الإنسانية العادلة.
نوّارة/ل