عرضت سهرة أمس الأول، بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، مسرحية «زودها.. الدبلوماسي»، ضمن مجريات المنافسة الرسمية للدورة السابعة عشر للمهرجان الوطني للمسرح المحترف.
وتدور أحداث المسرحية التي قدمت في ثالث أيام المهرجان، على مدار 50 دقيقة، في مكانين مختلفين، وفي حدثين متتاليين للبطل «أرستاخ»، أين ينتقل رفقة «الحوذي» على عربة خشبية في رحلة تنطلق من زمن المغيب إلى أن يخيم الظلام، ونظرا لشكل «الحوذي» المخيف والظلام الدامس، يتسلل الخوف إلى البطل «أريستاخ»، أين يدخل في حالة من المبالغة لتخويف «الحوذي» وتشجيع نفسه.
وفي تطور للأحداث المقتبسة عن عملين منفصلين للكاتب الروسي «أنطوان تشيخوف» ،هما «زودها» و «الدبلوماسي» في عمل من إنتاج المسرح الجهوي للجلفة «أحمد بن بوزيد»، يبدأ الصراع وتتصاعد الأحداث بين الشخصيات، لتصل إلى قمة الخوف والتوتر في المسرحية التي صفق لها الجمهور طويلا، وأثنى على إبداع الممثلين محمد أعمر في دور «الحوذي»، وخالد ونوقي في دور «أريستاخ1»، إضافة إلى كمال جلفاوي في دور «ميخائيل»، وخالد بلحرش في دور «أرستاخ2».
وقد اعتمد المخرج والممثل في المسرحية خالد ونوقي، على التوازي والتداول في العرض على جانبي الركح الأيمن حيث حكاية «الدبلوماسي» وديكور المكتب، والجانب الأيسر «زودها» وديكور العربة، لتتأرجح المشاعر بين أمل وخوف يعبث بعقول البشر، ويحول حياتهم إلى جحيم، بينما يضيع فضاء كبير للتمتع بجمال الحياة واستثمار اللحظات للاستمتاع بالأفضل، ليقدم العمل في مجمله مقارنة بين الانفتاح والخوف برؤيا واقعية.
وقال مخرج المسرحية، عقب انتهاء العرض، إن الخوف يمثل هاجسا للإنسان ، معتبرا أن الخوف لا يمنع الموت بل يمنع الشخص من الحياة، وأضاف أن المسرحية تصور جانبين من الخوف، الأول الخوف من الآخر، والثاني على الآخر وفي النهاية مثلما يقول «تشيكوف» لا يوجد شيء اسمه الخوف، وإنما الخوف يصنعه الإنسان وأضاف ونوقي، أن العمل عبارة عن ماض ومستقبل وحاضر، أين حاول نقل الجمهور عبر ديكور وإضاءة وموسيقى لا تحدث فرقا بين المشاهد.
يذكر أن مسرحية «زودها.. الدبلوماسي»، كانت قد مثلت الجزائر في الطبعة 42 لمهرجان الربيع المسرحي «ربيع ميلوخفسكايا» بروسيا شهر ماي 2024، بينما قدمت كثالث عرض في إطار المنافسة على جوائز المهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته 17 ، تكريما للفنانة القديرة ناية طالبي، بعد أن كان الجمهور قد استمتع بالعرض الثاني في إطار المنافسة والمتمثل في مسرحية «صرخة الأسود» للمخرج المسرحي سيد أحمد قارة، إنتاج المسرح الجهوي عين الدفلى، والتي تقدم عرفانا لحلفاء الثورة التحريرية. أما مسرحية «زهرة الرمال تنتفض» للمسرح الجهوي لأدرار، إخراج لطفي بن سبع، فقد كانت أول عمل ينافس في المهرجان، وهي مسرحية تعكس التراث الصحراوي و تتحدث عن نضال «المهارست» إبان الحقبة الاستعمارية.
إ.زياري