الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

متـــــــاهــــة

مسرحية شعرية

إدريس علوش

الراوي:

المكان آهل بأحلام مفعمة
بأريج الأرض/
الزمان
تداعيات حبلى بالعبث
وأرصفة المنع/
الشخوص
كراسي ثابتة عدا الشاعر
ووجه آخر للعالم..
 هناك
تطرفت الحقيقة لونا رماديا
ووشوشت للشباك أين
الشاعر..؟

الشاعر:

الجدار تمسك بأحرف بابلية
كأن لوني تدلى
من قافية..

 (وقف ماثلا..!
المدارات سائحة في اتجاه
سحنة الوجه..)
لو أن عاصفة تشتهي أشعاري
ما ترددت في السفر
لو../
لأعلنت صلاتي للرياح
وعشقت البحر منفاي..

الكراسي:

الموت وحده يستوعب
هذي المقبرة
أشعارك في رف اللغة
فافتح دولاب السر
واترك وجهك للعاصفة..

الشاعر:

وريقات تطفو فوق الماء
حاملة أسرار السفر
         جهة المجهول..
                 .../.../
     .../.../
غدا أحمل أوتار الرحلة
وأتيه كنبي
علني أرسو في ضفة
                         الحقيقة..

الكراسي:

هذا الشاعر المجنون
إلى الفقدان
 مثواه.. !
أحلامه السرابية
تحجب الرؤيا عنه
وعن نوافذ البحر
وتوشح فيه الغياب..

الشاعر:

ما علي
 فوجع العمر
نال منه السؤال
حرقة التيه
والاغتراب..
والهجر المستباح
من ثقب السفر
رأى القارات تسند الخليقة
إلى المشانق الأبدية..
لتسحب إذن الأعمار إلى
أيقونات الحجر..

الراوي:

عيناه نحو الأفق اللامتناهي
تنظران دوما،تتوقعان نزول
النجوم عله تخرق فضاء الغيم
الملثم بالسراب/
 يداه في
رعشة تحملان أحلامه التسع
الناس البسطاء/
 كل ما يحوم
حوله رماد عدا السفر...

الشاعر:

 حيث أحزاني ركام من خريف
الفصول،وأوراقي مسافات
استعارت وجه الرحيل/
 والى
جواري شرفة تتهاوى/
 امرأة
توزع جراحاتي في اللاجدوى
تنتظر انهياري واقفا،
 ثمة
بجعة تغازل أشرعة البعاد
والبحر تركت وجهي يراقص
أحلامه- أنثى هي الحقيقة-
السير إلى نهديها مشانق
تعلو/
وأفاعي الفيافي تتربص
بالأقدام علها تجثو بلسعة
واحدة ليصير الشاعر- الذي
ليس أنا/
 لكن أناي- ترابا
مسفسفا/ ..
 سفر في  اللاجدوى/
سفر
في الموت،
كلاهما الرغبة في فهم
وصايا الروح..

الكراسي:

 تريت..
ربما السفن التشتهيها تأتي..

الشاعر:

انتظرت نصف العمر/
والنصف
الآخر ضاع في الرعب والسؤال
حتى تعلبت أفكاري/
 وأنهار
الشباك
 والجدار تحطم شذرات/
والقصب استوطن مجذافا لقارب
عرفته/
 وما عرفت الأفاق/
ما عرفت
غير الدمار والذات المحاصرة بأسلاك
الليل/
 وصهيل السفر اللايأتي..

الكراسي:

للجنون مسافات تمتد أسئلة
وتنتهي ترسانة للإغتراب..
                    .../.../
                   .../.../
توقف قليلا...
تأمل أكثر...
انفرد بكرسي
فكر دون ثرات الآخرين
واصنع لك أحلاما/
      [ أحلامك الجديدة]
ربما...
تعدل عن الرحيل/
عن التيه/
       عن السفر..

الشاعر:

هراء ..
حتى الكراسي التي ظلت دوما شاغرة
تفكر الآن ..
وبمن..؟
بأحلامي..
عجبا..
         .../.../   
         .../.../
لا أطيق الفراغ/
 الأرض
التي وهبتني سر الأحلام
التسع اغترابي وانفراد الروح
حكت لي سرا عن نوارس هناك
تغزل الوقت بأعينها/
 تشتهي
مزهرية وألف وردة كتابا ولو
كانت أحرفه معتمة تقرأه/
تنتظر
الرسائل/
والسراح/
 وبطاقات البريد
حتى ولو نسجتها العناكب
في الجدار يقرأها القلب...
                     .../.../
                     .../.../
السؤال حرقة يا رفاق السفر نحو
أعماق الذات/
والكائن دهشة...
                       .../.../
                       .../.../
الملكوت المسيح بقرنفل الغيب ليته
يقترب الآن لاحكي لعصافير الخريف
متاهة الرحلة الآتية...

الكراسي:

لتحكي..
كأن الإصغاء إليك حكمه..
لتحكي اذن...

الشاعر:

البحر منتهى الجنون كي أعبره
أحتاج أشرعة الرماد..
                .../.../
                .../.../
قلبي اليخفق دوما لامرأة من أندلس
العشق تركت عنوان المجهول مفتوحا
لعابرين
فروا بأسرار المحار  وما
عادوا/
ما عاد غير ذرات إلى أورقة
الرمل...
علها تمحو الأثر...
                    .../.../
                    .../.../
برهة وينتهي العالم إلى
يوم الخليقة ...
وانتهي إلى سفر..
-------  ستار -----------%

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com