1 -نوتة متنبّئة
كمحّارتين عيناك
أكنت تُغلقهما على أفقٍ نبيذّي؟
بحجرٍ حفرت لسانًا في المعنى
وخمشت رائحة المقهى
أصابع النادل تسيل على مفاتيح البيانو
وتتسرّب المصابيح من ثقوب الليل
أول سيجارة كانت كافية لتنطفئ المدينة الحزينة
لا تتمشّى حذرا على الشاطئ
الأغاني التي يخبّؤها المدّ
تنضجُ في كلّ خطوة تعرّي دربكَ نحو اللاغرق.
2 -نوتة مُعشوشبة
ستستعير أرجل البرق حتى تعبر الشارع إلى شرفتها
كسرت كمنجتك
كأيّ أحمق يظنّ المجاز بيضة
أعشاش الخفافيش في لهاةِ الكهف، تحيكُ ليل الجـاز
الجاز الحزين لن ينقذكَ من كيدِ الحياة
ستموت قريبًا
كمحّارة نسي البحر أن يسكنها.
3 -نوتة مُستحيلة
على ضوءِ قميصكِ
أفكّ أزرار الليل
تسيل الأعشاب من فجوات الأكورديون
متّهمًا في أصابعي
أجرّد العصافير من أصواتها
أهبها لحنجرة المزهرية، يسار النافذة
هل أبدو نزقًا؟
وأنا أحشو الأصداف في مقبض الباب
أشمّ رائحة الطحالب الحارة في لثغة السرير
سأتركُكِ طازجة في تفكير السّقف.
4 -نوتة قمرية
مواءٌ في مدخل الشريان
القيثارة الحالمة، تبيض قمرًا في كوة الجدار
حبل الغسيل الذي لعقت الشمس أنفاسه، مريض
يخيّل إلي وأنا أقبض باقة النجوم من زوّادة الوقت
أنّي أموسقكِ، على رغمِ الحبق الميّت في الشبّاك
على رغمِ المواء الساخن في صرير الباب.
5 -نوتة لا مرئيّة
حفيف في يدي
فُستانكِ ينام على أنفاس المِشجب
ظلّكِ على الستائر، صنوبرة تغتسل
المزهريات الفارغة، نسيت براعمها في شقوق القصيدة
هل أجرحُكِ؟، حين أمرر أصابعي على جمر الماء
مشطك المموسقُ يغرز أسنانه في أعصابي
سأتقيأ ضوء المصباح.
محمد قسط