الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

ما دلّهُمْ عليه إلاّ قصيدتُه

شعر: عبد القادر رابحي
   1

الجدارُ
كنزٌ غامر
في تراب الوقت،
وفريضةٌ مُوَثّقة
في رحْل الأيتام..

  2
للجدارِ آذان..
للغابة كذلك آذان..
خيالُ القصيدةِ
الجارف..

 3
حيوانٌ أليف
يقودُ إنسانا متوحشا
إلى دغلِ القصيدة..

4
فراغاتٌ كثيرة
متروكةٌ للعراء
على ظهرِ القصيدةِ البارد..

5
تحت الجدار القديم
قصيدةٌ جديدة
لم ينتبه إليها الشعراء..

6
الشعراءُ
أيتامُ شجرةِ الزيت..
بُلَهاءُ اللّحظة
المتوّحدون..

7
غُصنُ الزيتون
ليس قصيدةً..
هو سلاحٌ فتّاك
لا يحسن استعماله الشعراء..

8
تجري الأعمدةُ خلف الشاعر
يجري الشاعر خلف القصيدة..

9
الشاعرُ
متخلّفٌ بطبعه
أمام القصيدة..

10
يسيءُ الشاعرُ فهمَ القصيدة
يسيءُ الجمهور فهم الشاعر..

11
هاربةٌ من مخالبِ شاعر..
مغشيًّا عليها
تسقط ُالقصيدةُ
في حضن شجرةٍ عجوز..

12
تقولُ الشجرةُ العجوز
للعصفور العابر:
كيف تكتبُ شعرا
وليس لديك ما تقول.!

13
لسانُ الطّير النّاطق
عجينةٌ لذيذة
في حِساءِ الشاعر الأبكم..

14
القصيدةُ
أسرابُ خيول..
الخيولُ
أعلمُ بفرسانها..


15
الشاعرُ
قارورةُ زجاجٍ
أمام عينيّ القصيدة..

16
أوّل ما ترى القصيدةُ
في جوف الشاعر
أعمدةَ الملح
المرتعدة في داخله..

17
لا تحتاج القصيدةُ
إلى خيّاط..

18
مِقصّاتٌ،
وألبِسَةُ،
ومقاسات..
كلّها
لا تناسب القصيدة..

19
الفقرُ
لباسُ القصيدة الأنيق
وقلبُها الرثّ
النّابض..

20
كثيرًا ما يعشق الشعراءُ القصيدة..
قليلاً ما تعشق القصيدةُ شاعرًا..

21
لا وفاءَ للقصيدة
دَمٌ نابضٌ
مِن خِدر الخيالات..

22
القصيدةُ
خيانة للشّعر..

23
لا شاعر كبير
فوق هذا البياض..
كلّ الشعراء صغار
أمامَ القصيدة..

24
لا تلتقي قصيدةٌ
وصورةٌ
في متن البياض..

25
وحدها القصيدةُ
تستطيع محاورة البياض..

26
القصيدةُ
صورةُ الكون
في مرآة اللغة..

27
ساعتان من الدماء
على جسد القصيدة..
مباشرةً
تنتحرُ الثورات
على زجاج مقهى الكورنيش..

28
هكذا يَغرَق الشاعر
في حوض البلاغات:
يُسمي الضلعَ
امرأةً
ويُسمِّي الكتابَ
مولوداً
ويُسمي القصيدةَ
دُميةً منزوعة العِفّة..

29
الرّاغبُ فيها
كالرّاغب عنها
سيّان
أمام القصيدة..

30
القصيدةُ
بئرٌ غائرة
تطلّ على الجهة الأخرى
من الأرض..

31
لا قاعَ لهذه البئر
الماءُ جارٍ
في عودِ الحرف..
القصيدةُ
جيئةً
وذهابًا..

32
خِطابٌ لا يملأ قاعة..
مائدةٌ لا تملأ عينًا..
شاعرٌ لا يملأ قصيدة..

33
تضع عينيك في البئر
ترى قمر اللّيل الآخر..

34
لم ينمْ العاشقُ بعد
في الجهة الأخرى من الأرض..
على مدار الساعة
تولدُ القصائدُ
في معصم الفراشات..

35
نهارٌ متواصِلٌ
في عينيّ عشّاقك
أيّتها القصيدة..

36
دِهليزُ مترو مستقيم
مغروزٌ في عمق الروح
هذه القصيدة..

37
شاعرٌ ضرير
يملك عشرةَ أحرفٍ
ينسجُ آلاف القصائد..

38
بنفسها
تتجدّد الحياة
في كلّ مرّة
القصيدةُ..

39
اللّيلُ
ضوءُ القصيدة النابع
من شلاّلات الحياة..

40
القصيدةُ
قعرٌ مظلمٌ
مُشبعٌ بالفوسفور..

41
القصيدةُ أفعى
تبدّل جلدها
كلّما غطس شاعر
في بركة اللغة..

42
فقرٌ في العين
كأنّه عمَشٌ طازج
ينتظر التشكيل..
يا لحزن القصيدة..

43
أرواقُ الربيع القادم
عصافيرُ الأمس النائمة
في جرح القصيدة..

44
ما دلّهم عليه
إلاّ قصيدتُه..

45
المفاصلُ: دليلُ تِيه..
السكّر: دليلُ مرَارَة..
الضغطُ: دليلُ قلق..
القلبُ: دليل استغراق..
السّكتةُ: دليلُ كشْف..
القصيدةُ: مرضٌ مزمنٌ
يؤدي إلى الحياة..

46
المتنبي
شاعرٌ قديمٌ
لا يزال يغرفُ
من حمإ العصر..

47
المتنبي
سُلّم طازجٌ
تتسلّقه أعمدةُ الملح
النائمة في قوارير العابرين..

48
المتنبي
شارعٌ حزين
تدثّره كتبٌ
لا يقرأها أحد..

49
رأسُكِ تضرّني كثيرا
أيتها القصيدةُ..
أسبرين الغبطة
ومواجعُ المضادّات الحيوية..

50
القصيدةُ
فراشة شاردة
لمْ تنتبهْ للأثر..

تيهرت/سعيدة:
 28 / 07 /2016

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com