مشاهدات طفلة عن حرب التحرير و قصة حب عبر المتوسط
صدر مؤخرا عن دار النشر ميديا بلوس بقسنطينة كتابان لمؤلفتين فرنسيتين ولدتا بالجزائر، تروي فيهما قصة عن حرب التحرير الوطنية كما شاهدتها طفلة صغيرة في مدينة وهران، و مصير أحد الأقدام السوداء، تلقي به صراعات الحياة إلى الضفة الشمالية من المتوسط.
في رواية "الطفلة الصغيرة على الصورة: حرب الجزائر من قامة طفل" تقدم بريجيت بن كمون و هي صحفية ولدت بمدينة وهران سنة 1959 الأمر قائلة أنها لفترة طويلة ظلت تعتقد أن حرب الجزائر ليست قضيتها، رغم أنها ولدت بوهران و كانت واحدة من آلاف أطفال المدينة الذين رحلوا عنها نحو فرنسا سنة 1962، و أن والديها كالكثير من الأقدام السوداء قررا طي الصفحة، و لم يعيشا بقية عمرها في حنين، و رفضت حتى أن تتعرف مثلهما معتبرة أنه لا يمكن لطفلة أن تكون من الأقدام السوداء و عمرها 17 سنة.
لكن قبل 10 سنوات تقول بريجيت بن كمون "عثرت في صحيفة تتحدث عن الذكرى الأربعين لاتفاقيات إيفيان على صورة بالأبيض و الأسود لطفلة على الصفحة الأولى لفتاة صغيرة في حضن والدها على معبر لسفينة في مرسيليا، فبكيت لوحدي و الجريدة بين يدي".
و عادت المؤلفة لتتساءل عما تعرفه عن الجزائر التي لا أحد من عائلتها يتأسف على الرحيل منها، فذهبت لتحقق في الموضوع و حاولت تركيب القصة من منظور الطفلة الصغيرة، و قدمت يوميات ماض مركب، و قادها عملها كصحفية - تولت رئاسة التحرير في قناة كنال + و حصة ريبوست على قناة فرانس5 و مسؤولة أخبار لراديو فرانس انتير و هي الآن رئيسة تحرير لحصة كلمات متقاطعة على فرانس2 – لزيارة الجزائر و بحثت في ذاكرة الكثيرين من أمثالها من جاك أتالي و جوليان دراي و مهدي شارف و ابن معمر و شاب منخرط في منظمة الجيش السري و ضحية لعملية فدائية نفذتها جبهة التحرير و ابنة حركي و ابنة أستاذ شيوعي كل تلك القصص جعلتها تقترب من معرفة ما حدث لنا حسب ما تذكر المؤلفة في روايتها الأولى من 22 صفحة.
من جهتها ماري كريستسن ساراغوس الإعلامية التي تقاسمت مهنتها بين قناة تي.في 5 و وزارة الخارجية الفرنسية و ترأس حاليا "فرانس ميديا موند" قدمت في روايتها الأولى "طقس مشمس مع رياح عاتية" قصة حب تمتد من شواطئ الجزائر حتى الكوت دازور أبطالها أقدام سوداء في منفاهم يتبادلون حكايات حنين حول شخصية بطل رغما عنه حملته الرياح العاتية من شمس الضفة الجنوبية للمتوسط نحو الضفة
الشمالية.
ق.ث