صدرت للشاعرة والكاتبة ربيعة جلطي رواية جديدة بعنوان «عازب حي المرجان»، عن منشورات ضفاف/ ببيروت، والاختلاف/الجزائر. وعن الرواية تقول الكاتبة أنّها بدأت الاشتغال عليها منذ سنتين، وأنّ هذه الفترة كانت كافية لتعيش مع شخصياتها وأحداثها، مع جعلها تُشيّد عوالمها بكثير من الأريحية والمتعة، إذ كتبتها بتأنٍ وعلى نار هادئة.
رواية «عازب حي المرجان»، تقول الكاتبة أنّها موجهة للقارئ في الجزائر والعالم العربي، وهي حكاية –حسب ما تقول- ليست للتسلية وتجزية الوقت، إنّها للإمتاع وللسؤال والنقد. إذ تغوص الرواية في أسئلة محورية متعددة السؤال في فلسفة الصداقة، والعلاقات الإنسانية النبيلة.
وعن تطرقها لموضوع الصداقة في روايتها الجديدة ومنحها حيزا كثيفا وكبيرا في سياق متنها السردي، تقول جلطي: «أعتقد أنّ موضوع (الصداقة) بكلّ ما يحمله من شحنة إنسانية واجتماعية لم يجد نصيبه في الكتابة السردية الروائية العربية، لم يتعاط الأدب العربي بعمق مع (الصداقة)، فما كُتب وما يكتب عن الصداقة قليل جدا، رغم أنّ فلسفة الصداقة من المواضيع الأساسية في الوجود الإنساني الفردي والجماعي، ولعلّ ممن انتبهوا إلى هذا الموضوع هو أبو حيان التوحيدي فكتب في ذاك كتابه (الصداقة والصديق)، وعند العرب «(الصداقة) قريبة من (الصدق)، كما أنّ الصداقة موجودة في التراث الإسلامي القديم ولولا هذا لما لُقب الصحابي أبى بكر بــ(الصديق)».
وتواصل جلطي في هذا المعطى، ساردة حالة الصداقة في روايتها: «من خلال (الصداقة) التي تجمع ما بين شخصية (عباس) و(الزبير)، صداقة تصل حد (حلولية) الواحد في الآخر، تفتح الرواية نوافذها من خلال شخوص آخرين تجمعهم الحياة وتفرق بينهم لتعرض مواقف نقدية لواقعنا الاجتماعي والسياسي والمدرسي أيضا».
الرواية أيضا تتعرض للمدرسة الجزائرية في قراءة نقدية من خلال شخصية (الزبير) الذي يمارس هذه المهنة. وتعتمد الرواية على عنصر السخرية السوداء من بعض المواقف المضحكة المبكية، وهي مبنية على شخصيات متعددة، كلّ واحدة تفضي للقارئ بعينة عن المجتمع الذي تحمله وتنتمي إليه ثقافيا وأخلاقيا واقتصاديا ونفسيا.
هي أيضا مكتظة بالشخصيات الرجالية. وعن هذا تقول الكاتبة: «ركزت في روايتي هذه على الشخصيات الرجالية أكثر من الشخصيات النسوية، وكلّ شخصية تختلف عن الآخر، ومن بين شخصياتها نجد زوبير كروفيت، عباس تشي غيفارا، محند، يحيى ومصطفى، سكينة الروخة وعشرات الشخصيات الذين يتفاعلون فيما بينهم في انسجام وتفاعل وتعارض وصراع وحب».
رواية «عازب حي المرجان»، باختصار تقول الكاتبة: بحر من الحيوات والمصائر والقلوب المليئة بالحبّ والحلم والمقاومة والنفوس التي تحوم حولها وفيها قيم الجمال والخير والنجاح، كما فيها القبح والشر والإخفاق، وإنّ منطلق الشخصيات جميعها تقريبا مستوحاة من الواقع، لكنّها تنتقل من التمثيل الفردي إلى الحالة النموذجية».
الجدير بالذكر أن «عازب حي المرجان» التي ستكون حاضرة خلال فعاليات صالون الجزائر الدولي للكتاب 2016، هي الرواية الخامسة في رصيد الكاتبة والشاعرة ربيعة جلطي بعد رواياتها: «الذروة» العام 2010، «نادي الصنوبر» العام 2012، «عرش معشّق» العام 2013، «حنين بالنعناع» خريف 2015.
نوّارة/ ل