عبد القادر مكاريا
شمعدان الخطايا
معلّقة حافّة العمر على رأسه
نتقيّأ وهم المحبّة بين الدّروب
ولا قلب نسكنه
نتلفّتُ
ندرك بعد فوات المنارة
أنّ للدرب ظلّا يمدّده
نتعلق بالشّعر ...
والقبرات تُودّعنا
نرسم بالغيم حلما
نصدّقه:
بات للعشّ أنثى
تُؤثّثه.
أيّ وهم ندثّر فيه حكاياتنا
ومن شدّة اليأس والبأس نسكنه
ثمّ نصحو على مرفإ لا يؤدي
ورمل حزين نغربله
*** ***
كلّ هذا الفراغ الذي مرّ بالقلب
أعرفه
منذ عشرين شمسا
ويعرفني
منذ صارحتْ بوصلتي
أن كل الجهات تُوجّهني
كلّما مِلت على جهة
أتمدّد كالأرض في بدني
ترقد الرّيح في راحتي
والمسافات تعبرني
تتفرع منّي النّصوص
ونصي الذي لم أقله، يسكنني
حتّى أنّ جميع الحروف
تتدافع كالموج بي... تُربكني
قد بلغت الذي لم تقله اللّغات
وعرفت الذي سوف يركبني
صار لا شيء يُدهشني
*** ***
أنا يوسف، لا أخ لي
لا إخوة
يفتحون لي الجبّ حقدا
فيحضنني
لا زليخة تطلب ودّي
لا عزيز يثور... ويسجنني
أنا خاء الخطايا
وحاء الحليب
وياء المنادى
وغين الغريب
وواو الوصايا
وباء الدروب
أنا وهم الغروب
وظلّ التّراب
أنا لا شيء يحملني... كالشّظايا
ولا صبح يذكرني... كالسراب
عبرت المسافات، ألوانها تمتطيني
ولوّنتُ خارطتي بالخراب
أمارسها –وحدتي– في جميعي
وتكتظّ بي خلوتي في الغياب
وها أنّ لي أثر في الثّنايا
يدوّنني بين باب وباب
*** ***
تعلّقتُ بالشمس خمسين حولا
ولم أنتبهْ
تمدّدت بين جميع الجهات
ولم أشتبه
حملتُ الخيانة والغدر من ألف أنثى
ولم أتّقِه
وكنت أعود إلى أوّل السّطر
في كلّ نصّ يقول حنيني
وأرقد به
ثمّ ها أنا ذا
على بعد قلب من الأرض
أنثر عشقي
وأختصره
كأنّي وحيد على هذه الأرض
لا ظل يتبعني
ولا حلم أتّبعه
كأنّ جميع المنارات ترفض عطري
ويرفضني الغيم...
والماء انتظره
*** ***
على بعد قلب من الأرض
أركنُ للمفردات
أحملق في الشّعر
أركض في أثره
أنام على العشب... والذّكريات
وأرنو إلى الأمس
خمسون شمسا، تحدّق بي
وتعبق به
سلام عليها سنين الشّباب
وعمر الطفولة في مرقده
سلام على القلب
والعابرات
على الحيّ والنّاس،،، والباقيات
وباب الحديقة،،، والمقبرة
على الشّعراء...
وكرّاسة الدّرس والمِحبرة
على الرّمل، والماء، والقبّرات
على الحوت في بحره
على الغيم في مَعْبرِه
سلام على أول العمر من آخره