عادت مولودية باتنة هذا الموسم إلى الواجهة، بعد سطوع نجمها في سماء بطولة ما بين الجهات، وتحقيقها الصعود إلى قسم الهواة، الذي لا يعتبر في نظر المتتبعين المكانة الحقيقية لهذا الفريق، العازم على مواصلة رفع التحدي واستكمال مسيرة البحث عن المجد الضائع، من خلال التطلع للعودة إلى مصاف الكبار، في ظل امتلاك هذا النادي العريق لتقاليد كروية، كونه إحدى القلاع الرياضية بشرق البلاد وبعاصمة الأوراس، وسبق له خوض تجربة قصيرة ضمن حظيرة الكبار قبل سنوات فقط، وكان ذلك في موسم 2007 ـ 2008.
روبورتاج: محمد مداني
رصيد «البوبية» التاريخي الممتد عبر عقود خلت، منحها بامتياز صفة المدرسة الكروية، خاصة وأنها أنجبت عدة أسماء ونجوم في صورة الناخب الوطني السابق رابح سعدان، وصخرة الدفاع حمة ملاخسو، والحارس الدولي السابق رشيد صوالحي.
خروج المولودية من دائرة الظل بعد هذا الموسم الاستثنائي، يعد تأكيدا على قوة وطموح مسؤولي هذا الفريق في نفض الغبار، خاصة وأنه ظفر بلقب مجموعة الشرق، قبل محطات معدودة من خط الوصول، ولو أن الأمر لم يكن سهلا بالنظر للمتاعب المالية، ومزاحمة بعض الفرق على رأسها ترجي قالمة.
كما أن المكسب المحقق، وعلى قدر أهميته، لم يكن هبة أو هدية من أحد، بل جاء نتاج الكثير من التضحية والتفاني والعمل الجاد، وتضافر جهود كل الفعاليات، الأمر الذي جعل عاصمة الأوراس، سيما معاقل الأنصار تعيش الأفراح والأعراس على طريقتها الخاصة.
المتتبع لمشوار مولودية باتنة، يقف على ظاهرة مثيرة للاستغراب، حيث أن هذا الفريق يتمتع بقاعدة جماهيرية يحسد عليها، ولا تتوفر لأندية تفوقه عراقة وإمكانات، فهو يملك أنصارا من ذهب، ساهموا بقسط كبير في الصعود، فيما كان لقدوم المدرب زهر الدين بوريدان لخلافة تهامي صحراوي منذ الجولة العاشرة، الشحنة الإضافية التي أعطت الكثير من الأمان للفريق، وجعلته يشكل قوة ضاربة في البطولة، ويصنع الحدث في حله وترحاله.
والجميل في مسار البوبية، قوة عزيمة أبنائها وإصرارهم على النجاح، فحققت ما عجزت عنه في السنوات الثلاث الأخيرة، بفضل نوعية التعداد وحسن الاستثمار في الطاقات الشبانية، فضلا عن خبرة بعض المخضرمين على غرار حاج عيسى وبهلول، ما سمح لها برفع التحدي وتخطي عديد العقبات.
ومما لا شك فيه، أنه من بين أهم عوامل النجاح وتألق المولودية هذا الموسم، هو الاستقرار الذي عرفه النادي على مستوى إدارته، والمساندة التي تلقاها من السلطات المحلية بتوفير الإمكانيات الضرورية، ناهيك عن مؤازرة أنصاره وكم هم كثيرون، وهو ما شكل حافزا للطاقم المسير برئاسة مسعود زيداني، للمراهنة على ورقة الصعود وخطف الأضواء.
صعود المولودية جاء بعد موسم ناجح، حصدت خلال مشوارها فيه على مدار 30 جولة، 67 نقطة، نتاج 20 انتصارا و07 تعادلات مع 3 هزائم، فيما اكتفى ملاحقها المباشر ترجي قالمة برصيد 48 نقطة.
رئيس الفريق مسعود زيداني
مسيرتنا تحتاج لما هو أكبر من الشعارات
• ذاكرة سكان عاصمة الأوراس ستحتفظ بإنجازات «الرجال»
كشف رئيس الفريق مسعود زيداني بأن الصعود إلى قسم الهواة، يعد بمثابة تحدي وثمرة عمل جماعي، موضحا أنه يتطلع لجعل الموسم القادم جسر عبور للمحترف الثاني، ومن ثمة استعادة المجد الضائع للفريق، معتبرا في ذات السياق، بقاءه مرتبطا بجملة من الشروط.
• ما هو شعورك بصعود فريقك بعد 3 سنوات من الانتظار؟
بكل تأكيد الصعود كان مستحقا، بالنظر للمشوار الاستثنائي الذي بصم عليه فريقي، وتربعه على الصدارة منذ الجولة الأولى، لذلك، اعتبر بأن هذا الإنجاز له طعم خاص، كونه جاء في ظروف استثنائية، ولولا تضحية اللاعبين وسهر الإدارة ومؤازرة الأنصار ودعم السلطات المحلية، لما تحقق.
• أكيد أن المشوار لم يكن سهلا؟
صراحة، رحلتنا كانت شاقة وصعبة، ويخطئ من يظن بأن المولودية وجدت الطريق مفروشا بالورود، لأننا صادفنا مشاكل بالجملة خاصة في مرحلة الذهاب، أين مر الفريق بفترة فراغ، ما أدى إلى تغيير المدرب وتشكيل لجنة للبحث عن مصادر تمويل، لكن وبفضل صبر اللاعبين وتفهم الأنصار، نجحنا في تخطي تلك المرحلة وواصلنا المسيرة بثبات، وهو ما مكننا من الخروج منتصرين، وإنهاء البطولة بأريحية بعد أن حسمنا في ورقة الصعود، قبل جولات من نهاية المنافسة، وبفارق 19 نقطة كاملة عن الوصيف والمنافس.
• تحدثت عن الصعوبات المالية والتمويل، كم كلف الصعود خزينة النادي؟
ميزانية الفريق هذا الموسم لم تتعد 7 ملايير، الجزء الأكبر منها استهلكته مستحقات اللاعبين وأعضاء الطاقم الفني، ولا أذيع سرا إن قلت بأننا عانينا كثيرا من هذا الجانب، في ظل احتياجاتنا الملحة للأموال وقلة السيولة رغم مجهودات السلطات المحلية، وقد اضطررت في الشطر الأول من الموسم، إلى الاقتراض من البنك وعلى حسابي الخاص، لتوفير ما يحتاجه الفريق، تفاديا لحدوث انفجار قد يجهض حلم الصعود.
• برأيك من أين كانت لفريقك تلك القوة، التي مكنته من الهيمنة على المنافسة وتحقيق الصعود؟
ليست هناك قوة وإنما قضية مبدأ و"نيف"، بعد أن استفدنا من أخطاء المواسم الماضية، طموحنا منذ البداية كان واضحا وهو إخراج «البوبية» إلى دائرة الضوء، من خلال الاستثمار في طاقاتها الشبانية وقاعدتها الجماهيرية الواسعة، إدراكا منا بأن الرجال تمر ولا يبقى سوى أثرهم، في ذاكرة سكان عاصمة الأوراس.
• ألا ترى بأن الصعود قد فتح الشهية للعودة إلى مصاف الكبار؟
رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، ونحن نعتبر هذا الصعود بمثابة أولى الخطوات، على درب استعادة أمجاد الفريق، لكن على جميع الأطراف لعب دورها، والتخلي على الحساسيات والحسابات الضيقة، وصراحة مكانة «البوبية» في البطولة المحترفة وليس في دهاليز الهواة، حيث سنعمل على تجسيد هذه الرغبة، إذا ما اجتمعت عوامل النجاح، وحافظ الفريق على الاستقرار، سيما في جانبه الإداري.
• هل معنى هذا، أنك ستترك مقاليد التسيير؟
استمراري مرهون بتلبية جملة من الشروط، خاصة وأن معاناة الموسم المنقضي ما زالت عالقة في الأذهان، وأنا لست مستعدا لمواصلة مهامي في نفس الظروف الصعبة، حيث عانينا من نقص الأموال، خصوصا وأن بطولة الهواة تستوجب ميزانية مضاعفة، وفي كل الحالات، سنعقد جمعية عامة في الأيام القادمة، لتحديد مصير الإدارة الحالية.
• هل يمكن اعتبار ذلك بمثابة الهروب؟
ليس هروبا، وإنما قناعة شخصية مستمدة من واقع عشته شخصيا وعايشته، ولو أنني لمست حالة من الوعي لدى أبناء الفريق، ومع ذلك، لا يجب استعجال الأحداث.
• كيف ترى مستقبل المولودية؟
مستقبل الفريق يكمن في توفير الإمكانيات اللازمة والتكفل باحتياجاته، نحن نأمل في أن تحظى «البوبية» بدعم جيد من السلطات العمومية، وكذا الظفر ببعض العقود التمويلية، وأنا على يقين من أن فريقي قادر على قول كلمته الموسم القادم، حتى وإن كان هذا الطموح، لن يتحقق سوى بالأموال، وليس بالشعارات.
المدرب زهر الدين بوريدان
نصيحتي الحفاظ على هذا الإنجاز
• هل من كلمة حول الصعود إلى قسم الهواة؟
لقد حققنا ما جئنا من أجله، حيث تصدرنا الطليعة منذ الجولة الأولى، وهو ما يؤكد أحقيتنا في هذا المكسب الغالي، ولو أن الأمر لم يكن سهلا، وقد واجهنا صعوبات كبيرة.
• وهل راودك الشّك مرة في التتويج باللقب؟
صراحة، منذ اعتلائي العارضة الفنية خلفا لصحراوي في الجولة العاشرة، كنت متفائلا ببلوغ الهدف المنشود، رغم المزاحمة الكبيرة في مرحلة الذهاب من قبل الرويسّات والحجار، عكس مرحلة الإياب التي لم نجد فيها مقاومة كبيرة سوى من جانب ترجي قالمة، وبفضل انضباط اللاعبين، حسمنا في الأمر قبل الأوان، ولم نترك هامش المناورة لبقية المنافسين.
• ما سر تألق فريقك على مدار الموسم؟
ليس هناك سر أو تفسير، بقدر ما هي نتاج تضحية وعمل متواصل وجدية، عندما حملت المشعل، كان الهدف المتفق عليه مع الإدارة هو الصعود، والحمد الله حققنا تطلعات الأنصار وبامتياز.
• أين تكمن قوة المولودية؟
دون مبالغة، أقول بأن مصادر القوة كثيرة في فريقي، انطلاقا من دعم الأنصار المطلق، وتنوع التعداد الذي يجمع بين الخبرة والطموح، وهو المزيج الذي أعطى قوة للفريق، بغض النظر عن احترافية الإدارة، وحب التألق لدى اللاعبين.
• متى آمنت بقدرة فريقك على تحقيق الصعود؟
كما سبق وأن قلت، فإن نتائجنا في المرحلة الثانية من المنافسة، عبدت لنا الطريق نحو الصعود في غياب مزاحمة حقيقية، اللهم محاولة ترجي قالمة الذي تراجع مع مرور الجولات، ولم يقو على مواصلة السباق بنفس الريتم، وما يجسد سيطرتنا، عدم تذوق طعم الخسارة في 16 مقابلة متتالية، ما جعلنا نتأكد من قدرتنا على الصعود.
• بعد تحقيق الهدف المسطر هل أنت باق الموسم القادم؟
كان لي حديث مع الإدارة وكنت صريحا مع المسيرين، حيث أكدت لهم بأنه لا يمكننا اللعب بنفس المعطيات الموسم القادم، وأكدت لهم كذلك بأنني أرغب في الخروج من الباب الواسع.
• معنى هذا أنك لست متحمسا للمواصلة ؟
مهمتي انتهت بانتهاء البطولة وتحقيق الصعود، وهنا أريد أن أنصح كل أسرة الفريق بأن تحافظ على هذا المكسب الثمين، وأن تتفادى الغرور وتعمل أكثر لإعادة الفريق إلى مكانته الحقيقية، وفي كل الأحوال، أشكر كل من ساهم في تحقيق هذا الصعود، وأهديه إلى أنصارنا الأوفياء الذين وقفوا معنا في أحلك الأوقات.
صانع الألعاب لزهر حاج عيسى
لا أفكــــر في الاعــتزال
أكد صانع ألعاب البوبية لزهر حاج عيسى، بأن صعوده مع فريق القلب كما وصفه، يحمل الكثير من الدلالات، موضحا أن هذا الموسم يعد استثنائيا بالنسبة إليه، مبرزا درجة الفرحة التي انتابته، وهو يحتفل مع الأنصار.
«باجيو» العرب، قال إن الصعود لم يكن سهلا أو هبة، مشيدا بإرادة وعزيمة اللاعبين، بغض النظر عن الروح التضامنية للمجموعة.
• قدت المولودية للصعود قبل الأوان، ما هي قراءتك لهذا الإنجاز ؟
هو تتويج وانجاز يحمل الكثير من الدلالات بالنسبة لي، لأن المولودية فريق القلب الذي فتح لي ذراعيه ومهد لي طريق التألق، كما أنه يعد ثمرة عمل جماعي وتضحيات كبيرة من قبل الجميع، تحدينا لجنيها إشكالات لم تكن بسيطة، كوننا عانينا كثيرا.
صراحة، أنا جد سعيد بهذا الإنجاز الذي سأسجله بأحرف من ذهب، وما يزيد في حلاوته سيطرتنا بالطول والعرض على مجريات المنافسة، إلى درجة أننا حسمنا الأمر، قبل جولات عديدة من نهاية البطولة.
• كيف كانت علاقتك مع اللاعبين، كونك القائد وحامل صفة المخضرم؟
منذ البداية، حاولت خلق علاقة طيبة مع اللاعبين، خاصة وأن جلهم لم أكن أعرفهم، ما سهل مهمتي في التأقلم مع العمل ومع دور القائد وتوجيه المجموعة، كما كان للاحترام الذي أحظى به عاملا مساعدا، دون أن أننسى الإشادة بجميع زملائي، الذين كانوا مثالا في الأخلاق والمعاملة الحسنة.
• ألا ترى بأن هذا الإنجاز يشكل مناسبة للاعتزال؟
صراحة، فكرت في توديع ميادين الكرة بعد صعود المولودية، لكن شعوري بالقدرة على مواصلة اللعب والعطاء، رغم عامل السن(35 سنة)، جعلني أؤجل الحديث عن الاعتزال.
• ما دام الأمر كذلك ما هي وجهتك القادمة؟
أعتقد بأن الأمر سابق لأوانه، علينا التلذذ بفرحة الصعود، وأخذ قسطا من الراحة، قبل التفكير في الوجهة القادمة، صحيح أن إدارة المولودية متمسكة بخدماتي، لكن لست متسرعا لتحديد مستقبلي، خاصة وأنني تلقيت عروضا من أندية كثيرة
• الكثير من الأنصار أعابوا عليك كثرة الغيابات، كيف ترى ذلك؟
غيابي في بعض اللقاءات، ناجم بالأساس عن الإصابات التي ظلت تلازمني، لكن في كل مرة يتم فيها إقحامي، أسعى لتقديم الأفضل، وهو ما حدث في كثير من المباريات، ساهمت خلالها في صنع الفارق.
• برأيك أين كانت تكمن قوة فريقك؟
قوة المولودية تكمن في تضامن لاعبيها وروحهم الجماعية، إلى جانب الروح الانتصارية، التي شكلت في نظري أحد الأسلحة على مدار الموسم، هذا الوضع خول لنا اجتياز عديد العقبات، دون تجاهل المساندة القوية الأنصار.
• وكيف تتوقع ظهور المولودية في قسم الهواة؟
أنا على يقين من أن الفريق، يملك القدرة على صنع الحدث في هذا القسم، بالنظر لرصيده من الخبرة وكفاءة المسيرين ودعم الأنصار، ومع ذلك، على إدارة «البوبية»، التفكير مبكرا في التحضيرات للموسم القادم.
متوسط الميدان بلال بهلول
الفارق عن الوصيف يبرز قوتنا
يعد بلال بهلول أحد أبرز الأوراق الرابحة في الفريق، حيث تمكن في ظرف وجيز، بعد قدومه الصائفة الماضية من شبيبة سكيكدة، من فرض وجوده بفضل مهاراته الفنية ومراوغاته السحرية، بغض النظر عن خبرته الواسعة التي اكتسبها على مدار السنين الماضية، بألوان شباب قسنطينة وشباب باتنة وأهلي البرج وروسيكادا.
بهلول الموهوب، اعتبر صعود فريقه حدثا مميزا، مبرزا درجة سعادته بهذا التتويج :» أنا جد سعيد بهذا الصعود، الذي لم يكن هدية من أحد، نظرا للسيطرة التي فرضناها على البطولة، وما إنهائنا المنافسة بفارق 19 نقطة عن الملاحق المباشر، إلا ترجمة حقيقية لقوتنا المستمدة من روح المجموعة».
وفي معرض حديثه، ذكر بهلول أن إدارة المولودية، وضعت الصعود هدفا أساسيا منذ البداية، وهو ما تجلى برأيه في دخولها القوي أجواء البطولة، رغم المشاكل وقلة الخبرة لدى بعض العناصر، مضيفا بأنه ومع مرور الجولات، استعاد الفريق الثقة بالنفس:»الحقيقة التي يجب أن تقال هي أن الهزيمة الثقيلة، في الوادي على يد أولمبي مقرن بنتيجة (3 ـ 1) في الجولة التاسعة، كادت أن تفجر الوضع، لولا حنكة المسيرين، الذين نجحوا في احتواء الوضع، خاصة وأن هذه الخسارة عجلت برحيل المدرب صحراوي، وكان لقدوم بوريدان الأثر الإيجابي، حيث عادت البوبية إلى سكة الانتصارات، وتخلصت من متاعبها».
وبشأن مضايقة بقية المنافسين، قال بهلول أن ثلاثة أندية كانت تزاحم فريقه، وهي مستقبل الرويسات واتحاد الحجار وترجي قالمة، مشيرا إلى أن الجميل في مشوار البوبية، هي العودة القوية للأنصار الذين هاجروا في سالف الأعوام المدرجات، ما يعكسه الحضور القياسي في جميع لقاءات هذا الموسم، حتى أنه بلغ في بعض المواجهات 30 ألف متفرج.
من جهة أخرى، فضل بهلول تأجيل الحديث عن بقائه الموسم المقبل إلى وقت لاحق، مشيرا إلى أنه لم يحسم بعد في مستقبله، وأنه بحاجة إلى فترة راحة لإزالة آثار التعب الناجمة، عن مجهودات موسم بأكمله.
إحصائيات من رحلة الصعود
16 مباراة دون خسارة
حققت المولودية في مسيرتها هذا الموسم، رقما مميزا رفقة ملاحقها المباشر ترجي قالمة، من خلال صمودها في 16 مقابلة متتالية، دون تجرع مرارة الهزيمة، حيث ومنذ خسارتها الثانية في الوادي أمام أولمبي المقرن برسم الجولة التاسعة (3 ـ 1)، لم تنهزم البوبية سوى في ديربي الولاية، على يد الجار نجم بوعقال (2 ـ 1)، عند الجولة 26.
هذه السلسلة، تعكس مدى استماتة الفريق أمام أقوى منافسيه في حله وترحاله، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك سيطرته على البطولة.
3 هزائم فقط طوال الموسم
لم يسجل الفريق على مدار الموسم سوى ثلاث هزائم، حيث خسر في الجولة الخامسة أمام شباب ميلة بنتيجة (1 ـ 0)، وهو أول تعثر، ثم في الجولة التاسعة بملعب وادي سوف على يد أولمبي المقرن، خلال مباراة مشحونة (3 ـ 1)، وما نتج عنها من تغيير في العارضة الفنية باستقالة صحراوي وتعويضه ببوريدان، كما خسرت المولودية الديربي أمام الجار نجم بوعقال، في الجولة 26 بنتيجة (2 ـ 1)، ليرتفع عدد الإخفاقات إلى ثلاثة.
6 بطاقات حمراء و57 بطاقة صفراء
تلقت عناصر البوبية طيلة الموسم 6 بطاقات حمراء، 5 منها خلال مرحلة الذهاب، وواحدة في مرحلة الإياب، وفي المقابل، فإن عدد البطاقات الصفراء بلغ 57 بطاقة، من بينها 37 إنذار تم توزيعها في الشطر الأول من البطولة، و20 خلال مرحلة رد الزيارة، وهو ما يجسد الانضباط الذي تحلى به اللاعبون أثناء مرحلة العودة.
خط الهجوم وقع 47 هدفا
المشوار المتميز للكحلة والبيضاء، لم يقتصر على اللقب فحسب، بل امتد إلى لائحة خط الهجوم، التي احتلت صدارتها بتوقيعها 47 هدفا، كان للمهاجم بورزام النصيب الأكبر بتسجيله 16 هدفا، تماما كما هو الشأن بالنسبة لخط الدفاع، الذي لم يتلقى سوى 17 هدفا.
بوريدان المدرب 48 في تاريخ النادي
يحمل المدرب زهر الدين بوريدان رقم 48، في قائمة المدربين الذين أشرفوا على العارضة الفنية للمولودية منذ الاستقلال، وهو عدد معتبر يعكس حالة اللاإستقرار، ومدى حجم معاناة الفريق لأزيد من خمسة عقود من الزمن.
وتضمنت القائمة كل من: بليدي، بلعيد، بلجودي، بسباس، قطاف، رواي، بوعلي، بركان، مهري، حداد، معمري، شمام، مرزقان، بوزيدي، مهداوي، قليل، زكري، أيت جودي، مقرة، لطرش، عيساوي، عقون، إيريدير، عمراني، سعد الدين، وردي، بلعيدي، ديميتروف، سوستاريك، شرادي، محيمدات، مواسة، بوغرارة، بن جاب الله، حنكوش، نشمة، بوقرة، شيحة، سلاطني، زندر الهاشمي، لعلاوي، زمامطة، جلول، زموري، بورابحة، ملالة، صحراوي، بوريدان.
أنصار البوبية عملة نادرة
نادرا ما يتوفر فريق ينشط في بطولة الدرجة الرابعة على قاعدة جماهيرية، بذلك الحجم الذي تملكه المولودية، وتستمد قوتها من مساندتة ووقفته.
أنصار «البوبية» الذين عادوا هذا الموسم إلى الواجهة، بعد أن اختفت راياتهم في سالف الأعوام، وتعدى حضورهم في بعض المواجهات التي لعبت بملعب 1 نوفمبر، حاجز 30 ألف مناصر، كانوا في كل مرة يسجلون حضورهم بقوة سواء داخل الديار أو خارج القواعد دون كلل أو ملل، وذلك من أجل تقديم الدعم والمساندة، وهو الأمر الذي أعطى للاعبين شحنة إضافية خلال كل خرجاتهم، كما أن المشجعين الذين اعتبرهم المتتبعون عملة نادرة، كانوا خلف فريقهم حتى في أسوأ مراحل البطولة، من خلال مرافقتهم له في تنقلاته إلى كل الملاعب، انطلاقا من عنابة وتبسة، وصولا إلى وادي سوف، إلى درجة أنهم صاروا ينافسون أنصار كبرى النوادي الجزائرية، على غرار السنافر والشناوة.وما يلفت الانتباه، أن الحضور الجماهيري القياسي في كل لقاءات المولودية، بقدر ما لعب دورا بارزا في بلوغ الهدف المنشود، بقدر ما أعاد إلى الأذهان أيام زمام «البوبية»، عندما كانت مدرجات ملعب سفوحي لا تقدر على استيعاب آلاف المشجعين ضمن القسم الوطني الأول (التسمية القديمة لبطولة الرابطة المحترفة الأولى).
قالوا عن الصعود
الحارس منصوري عادل
حصدنا تعب تضحياتنا
الحمد لله حققنا ما كنا نصبو إليه، وذلك بفضل جهود جميع الأطراف، حيث لم تذهب تضحياتنا سدى، شخصيا أنا راض على المردود، الذي قدمته على مدار الموسم، نتيجة الجدية في التدريبات، والانضباط في العمل.
المهاجم محمد الأمين بن عيفة
تمنيت هز الشباك أكثر ولكن..
«أعتقد بأن التتويج باللقب وبدرجة امتياز، يعد في نظري أحسن هدية للأنصار، الذين كانوا صراحة السند القوي للفريق في رحلته التي لم تكن سهلة، لقد نجحت في توقيع 6 أهداف، وكان بإمكاني رفع هذه الحصيلة، لولا بعض العوامل منها لعنة الإصابات، ومهما يكن، على الفريق الحفاظ على هذا المكسب، مع محاولة تثمينه كونه يحمل في نظري الكثير من الدلالات».
أحد مؤسسي الفريق حمودي بونقاب
تحديات كبيرة في الانتظار
أحمد الله أن الفريق خرج من الجحيم، الذي صراحة لا يليق به، وكل الشكر موصول للمسيرين واللاعبين والأنصار، الذين وقفوا إلى جانب الفريق، وأعتقد أن الروح التضامنية التي طبعت مشوار المولودية، ساهمت في بلوغ الهدف المسطر، ولو أن تحديات كبيرة ما زالت تنتظر الفريق الموسم القادم».
اللاعب بن منصور إسلام
المشوار لم يكن سهلا
«مبروك لأسرة المولودية على هذا المكسب الثمين، الذي لم يكن هدية من أحد، بل تطلب الكثير من العمل، شخصيا اكتفيت بتسجيل 4 أهداف بعد أن كنت أطمح لهز الشباك في مناسبات كثيرة، وبكل صراحة، الصعود لم يكن سهلا كما يعتقده البعض، حيث واجدنا مزاحمة كبيرة من بعض الفرق، أبرزها الرويسات والحجار وقالمة».
متوسط الميدان رضوان وناس
أثبتنا بأننا الأقوى
بكل تأكيد هذا الإنجاز، سيحسب على كل ما ساهم فيه من لاعبين ومسيرين ومدربين، عملنا بإخلاص وضحينا، وأثبتنا بأننا الأقوى في المجموعة ونستحق الصعود، وما يؤكد هذا الاعتقاد، هيمنتنا على البطولة التي لم نبارح صدارتها منذ الجولة الأولى، وأكثر من ذلك أننا لم ننهزم سوى في ثلاث مباريات.
رئيس لجنة الأنصار زاكي بلوناس
الصعود إلى المحترف هدفنا المقبل
حققنا صعودا مستحقا، وبعرق جبيننا وبفضل مجهودات كل الأطراف الفاعلة، شخصيا، أرى بأن هذا المستوى من المنافسة لا يليق بمكانة المولودية، التي تملك قاعدة جماهيرية واسعة، سنحاول الموسم القادم، لعب الأدوار الأولى، والعودة إلى بطولة المحترف الثاني، ما قمنا به، هو واجب منا وحب للفريق، حيث وجدنا كل التسهيلات من مختلف الجهات.