تكنولوجيـا التحكـم عـن بعـد موضـة ديكورات المنازل العصريـة
تشهد سوق الستائر قفزة نوعية، بفضل التكنولوجيات الحديثة التي أتاحت خيارات عدة تواكب الديكورات العصرية، حيث أصبح المجال يعتمد على ما يقدمه مختصون جزائريون في تطوير التطبيقات الذكية و الأنظمة و التقنيات الرقمية، لتسهيل التحكم عن بعد و برمجة توقيت فتحها و غلقها، مثل ما تقدمه تقنية «zigbee»، التي تمكن من التحكم في الستائر عن بعد عشرات الكيلومترات من خلال كبسة زر أو تسجيل صوتي، و هو ما وقفنا عليه خلال زيارتنا لشركة خاصة و محلات متخصصة في هذا النوع من التجارة والخدمات.
روبورتاج / أسماء بوقرن
تشهد سوق الستائر قفزة نوعية، بفضل التكنولوجيات الحديثة التي أتاحت خيارات عدة تواكب الديكورات العصرية، حيث أصبح المجال يعتمد على ما يقدمه مختصون جزائريون في تطوير التطبيقات الذكية و الأنظمة و التقنيات الرقمية، لتسهيل التحكم عن بعد و برمجة توقيت فتحها و غلقها، مثل ما تقدمه تقنية «zigbee»، التي تمكن من التحكم في الستائر عن بعد عشرات الكيلومترات من خلال كبسة زر أو تسجيل صوتي، و هو ما وقفنا عليه خلال زيارتنا لشركة خاصة و محلات متخصصة في هذا النوع من التجارة والخدمات.
موضة راجت مع تطور الخدمات العقارية
تنتشر عبر منصات التواصل صفحات لمحلات تقدم عروضا مغرية تخص ستائر ذكية تشتغل وفق نظام رقمي، يحرص المعلنون على تقديم مقاطع فيديو تشرح ميزاتها المتطورة و مراحل تركيبها وكيفية التحكم في تشغيلها من داخل و خارج البيت و حتى من خارج الولاية، وقد لاحظنا تفاعلا ملفتا مع المنشورات، وعليه تنقلنا إلى عدد من المحلات التجارية المختصة في بيع الستائر العصرية للوقوف على مدى انتشار استخدام التكنولوجيا في ديكورات المنازل، فقال رفيق صاحب محل بوسط مدينة قسنطينة، بأن السوق شهدت قفزة نوعية في ظرف وجيز من ناحية التصاميم و التقنيات تلبية لطلب الزبون، وهو تطور قال بأنه مهم للحفاظ على الحركية التجارية و لذلك لا يكتفي في محله بالستائر المتحركة بل يضاعف عرض المنتجات الأوتوماتيكية، خاصة بعد تسجيل طلبيات متكررة بخصوص الأنواع الذكية سهلة التحكم، إذ وقع شراكة مع شركات خاصة بقسنطينة للتعاون في تطوير المجال، بحيث يوجه زبائن الستائر ذكية نحو هؤلاء المتعاملين لأجل إتمام الجانب المتعلق بالتحكم الآلي، و يقوم هو بخياطة قماش الستار وفق القياسات التي يحددها الزبون أو تطلبها الشركة، مؤكدا بأن الطلب في تزايد، و ينحصر حاليا بين أصحاب الفيلات و شقق الإقامات الفاخرة و العيادات الطبية خاصة.
و قال تاجر بالمدينة الجديدة علي منجلي، بأنه يسعى لمواكبة كل التقنيات المتطورة في سوق الستائر ليكون عند مستوى تطلعات زبائنه، وقد وجد في تقنية الستار الذكية ما يجدد عروضه، حتى إن كان توفير هذا المنتج صعبا نوعا ما لكونه يتطلب مختصين في الإعلام الآلي، وهو ما وضعه أمام تحد حقيقي في بداياته ولذلك اكتفى بعرض ستائر المطابخ في انتظار توسيع التعامل مع تقنيين و مختصين في التكنولوجيات الحديثة لإطلاق خدمة الستائر الذكية لباقي غرف المنزل.
استخلصنا من حديثنا مع التجار، بأن الطلب على الستائر الذكية مقتصر على فئة الميسورين، لأسباب تتعلق بالسعر وكذا بعدم توفر معلومات شاملة عن تكاليفها و كيفية تركيبها، والدليل اعتقاد زبونات كما قالوا، بأن تركيبها يستدعي القيام بتوصيلات كهربائية و القيام بتغييرات في المنزل، وأنها تناسب فقط البيوت الجديدة ذات التصاميم العصرية، أو المنازل الذكية.
أوامر صوتية لتغيير وضعية الستارة
تواصلنا مع عبد الهادي بوسنان، المختص في تكنولوجيا التحكم في الستائر الذكية، فقال بأن التقنيات الحديثة في تطور مستمر و أن الستائر جزء من نظام آلي ذكي بات معتمدا بشكل متزايد في منازل الميسورين ومكاتب أصحاب المهن الحرة و الشركات، حيث تشمل العملية الإنارة كذلك التي يتم التحكم فيها وفي خدمات أخرى عبر تقنية رقمية لاسلكية تعتمد على نظام توصيلات كهربائي.
وقال بأن مؤسسته تشتغل في المجال منذ مدة وتعد رائدة، وهو ما يخول له التأكيد بأن هذه الخدمات والمنتجات التكنولوجية المنزلية تحولت إلى موضة شائعة، مضيفا بأنه نجح في تصميم ستائر ذكية، تعتمد على سكة ومحرك، تشتغل بنظام رقمي وفق برنامج ذكي يربط بين مأخذ المحرك الموصول بالسكة و لوح إلكتروني يتم التحكم فيه بواسطة تطبيق هاتفي حيث يستطيع صاحب البيت حسب المتحدث، التحكم في وضعية كل الستائر فضلا عن الإنارة، من خلال اللوح الإلكتروني المثبت على جدار ما في البيت، وذلك إما من خلال النقر عليه أو بإصدار أوامر صوتية، و يشتغل اللوح دائما حتى دون إنترنيت، أما الستائر فيمكن تغيير وضعيتها بمجرد لمسة يد تحدد الاتجاه المطلوب.
وحدة تحكم مركزية لـ 7 آلاف مأخذ
و بخصوص طاقة استيعاب اللوح و عدد الستائر و الأضواء التي يمكن التحكم فيها من خلاله، قال بأن البرنامج الرقمي للوح بإمكانه أداء 7500 وظيفة، وهو موصول بـ 7500 مأخذ، موزعة حتى على مساحة 400 متر مربع، و يمكن استعمالها في بناية ذات طوابق لتشغيل الإنارة و فتح و غلق الستائر من أي مكان داخل أو خارج البيت، أو حتى من ولاية مجاورة عبر تطبيق الهاتف. و بخصوص سعرها، الذي يراه البعض عائقا حال دون مواكبتها، قال بأنه مقبول جدا بالنظر لنوعية الخدمات المقدمة حيث يقدر سعة اللوح الالكتروني بـ 78000 دينار مقابل 63000 دينار لسعر محرك و سكة ذات 3 أمتار، مؤكدا بأن الاستخدام لا يزال مقتصرا على أصحاب الشركات و العيادات الطبية الكبرى، مع وجود اهتمام متزايد بهذه التقنية من قبل المرقين العقاريين في العاصمة و قسنطينة، حيث بات التحكم عن بعد في تجهيزات المنزل من الخدمات الشائعة في الإقامات الفاخرة، و بدرجة أقل بين أصحاب الفيلات. محدثنا قال، بأن التقنية المعتمدة للتحكم في الستائر، يمكن تعميمها دون تكاليف لتشمل الإنارة كذلك، دون الحاجة لتغيير كوابل الكهرباء كما تصلح أيضا لتشغيل المكيف و آلة العجن، أو مثلا ملء حوض الاستحمام قبل الدخول إلى البيت و غلق الستار من الخارج، موضحا بأن البرمجة تتم عن طريق تقنية متطورة جدا و غير مكلفة، تعرف بـ «zigbee»، و هي تقنية غير شائعة لكنها حديثة لا سلكية جد متطورة و لها امتيازات عديدة حيث تمكن من ربط عدة أجهزة مع بعضها البعض على شكل شبكة تستخدم في التحكم المنزلي والصناعي والمكتبي، على غرار التحكم في التلفاز و الأبواب وأجهزة التسخين والتبريد وغيرها من الأجهزة المنزلية، بحيث تكون لها وحدة تحكم مركزية، كالهاتف النقال أو اللوح الإلكتروني.
برمجة مسبقة
جولتنا شملت كذلك محلا للديكورات العصرية بحي الحياة بسيدي مبروك، أين تقدم عروض مختلفة لستائر ذكية، معلقة على جدران المحل و مزودة بمحرك، لشرح كيفية استخدامها، في المحل أطلعتنا البائعة غادة على تفاصيل الاستخدام و كيفية تثبيت الستائر فوق النافذة و مكان وضع المحرك كما أطلعتنا على كيفية التحكم في اللوح الالكتروني و برمجة توقيت فتح و غلق الستائر، لتفتح آليا مع طلوع الشمس و تغلق بعد غروبها.
ويمكن لصاحب البيت حسب محدثتنا، التحكم في العملية من خلال تطبيق على الهاتف كما يمكن كذلك التحكم في الستائر يدويا وتوجيهها لمسة بسيطة، موضحة بخصوص الأسعار بأنها تتحدد حسب المساحة أو الحجم، حيث يقدر سعر مترين من هذه الستائر بـ 45000 دينار، و 52000 دينار لثلاثة أمتار، ويصل سعر ستة أمتار إلى 68000 دينار و يشمل السعر السكة و المحرك، مشيرة بخصوص سعر سكة الستائر إلى أن هناك ثلاثة أنواع، منها المصنوع بمادة الألمنيوم، و سعر المتر 1500 دج، و المصنوع من مادة «بي في سي» المزدوجة بـ 1550 دج، أما النوع الثالث «فليكسيبل» فيكلف 1800 دج للمتر وهي أنواع رائجة نظرا لتضاعف استخدام الستائر المخفية في الديكوارت.
و تعد ستائر المطابخ الأكثر طلبا حسب غادة، لأن الشركة توفر أقمشة خاصة بها، على خلاف ستائر الغرف، لكونها مصنوعة من مادة خاصة كالبوليستار و غيرها من المواد المناسبة لخصوصية المطابخ، و تختلف في تصميمها عن ستائر الغرف، حيث تثب حول عمود أسطواني و يتم رفعها أو إسدالها أو طيها بواسطة مقبض أو حبل.